مما ذكر عن الشكر بانه لا يكون الا على احسان المشكور الى الشاكر ومن الشكر قول سبحان الله وبحمده فيها الشكر والتنزيه والتعظيم، ومن الشكر ما يكون جزاء على ما يسره على يديه من الخير كشكر الوالدين ومن احسن اليه من غيرهما فانه من لا يشكر الناس لا يشكر الله. وقد قيل ما انعم الله على عبد نعمة فشكر ذلك الا لم يحاسبه على تلك النعمة. وقيل بالشكر تدوم النعم وان الله سبحانه امر به واثنى على اهله ووعد اهل الشكر بأحسن الجزاء وانه قد اشتق للشاكرين اسماً من اسمائه الحسنى فهو (الشكور) كذلك قيل بأن مراتب الشكر ثلاثة: شكر بالقلب، وشكر باللسان وشكر بالجوارح، والشكر قد ورد عنه في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى في الآية 158 من سورة البقرة (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) وقال في الآية 144 من سورة آل عمران (وسنجزي الشاكرين) وقال في الآية 147 من سورة النساء (وكان الله شاكرا عليما) وفي الآية 7 من سورة ابراهيم قال (ولئن شكرتم لازيدكم) وقال في الآية 71 من سورة النحل (والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون) وقال في الآية 3 من سورة الاسراء (ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبداً شكورا) وقال في الآية 17 من سورة العنكبوت (وابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون) وقال في الاية 12 من سورة لقمان (ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد) وقال في الاية 13 من سورة سبأ (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) ومن الاحاديث الواردة عن الشكر فمن حديث جاء فيه (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ومن حديث آخر جاء فيه (التحدث بالنعم شكر) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (أفلا اكون عبدا شكورا)، ومما قيل عن الشكر من الشعر: فقد قال الشاعر: واشكر فان الشكر من حق على الانسان واجب وقال شاعر: الشاكر افضل ما حاولت ملتمسا به الزيادة عند الله والناس وقال الشاعر: الشكر يفتح ابوابا مغلقة لله فيها على من رأمه نعم فاللهم اجعل الشكر في قلوب عبادك المسلمين وعلى السنتهم واجعلهم من الشاكرين.