شاكر عبدالعزيز اكتب اليوم عن مشكلة قديمة.. حديثة في نفس الوقت بصفتي واحدا من اقدم محرري "صفحات الخدمة المدنية" في صحفنا المحلية وعشت هذه المشكلة قبل أكثر من ثلاثين عاماً وهي مازالت تعيش بيننا حتى اليوم (دون أن تجد حلاً ناجحاً لها). وهي مشكلة المعلمات المغتربات اللاتي يعملن في بعض القرى النائية ويتعرضن باستمرار للموت على قارعة الطريق العام ولقد عايشت هذه المشكلة بصفتي محررا للخدمة المدنية مع معالي وزير الخدمة المدنية السابق الاستاذ تركي خالد السديري ومع الاستاذ عبدالحميد جمال حريري مدير عام فرع ديوان الخدمة المدنية بالمنطقة الغربية والاستاذ عبدالرحمن العثمان مدير عام تعليم البنات بجدة اقول لكم في البداية هذه الحكاية التي عشتها بنفسي في مكتب الاستاذ عبدالرحمن العثمان مدير عام تعليم البنات بجدة والذي عرف عنه انه كان شديداً في الحق واتخاذ المواقف النظامية في كافة المعاملات فقد دخل عليه احد ضباط الطيران السعودي برتبة (مقدم) ويلبس اللباس العسكري ويطلب نقل زوجته المعلمة من مدارس جدة الى مدارس شمال جدة حيث يقيم هذا الضابط ويحتاج الى ان زوجته تكون قريبة من منزله في الشمال واذا بالاستاذ العثمان يؤكد لهذا "الضابط" انه ليس هناك فرصة للنقل لان معنى الموافقة على ذلك ان نترك مدارس جنوبجدة خالية من المعلمات و(تنقل كل المعلمات الى شمال جدة) وكيف تنتظم العملية التعليمية في مدارس الجنوب في هذه الحالة ورفض الطلب. هكذا هو الحال بالنسبة للمعلمة المغتربة التي تعين في احدى القرى النائية البعيدة عن المدن ب150 كيلو او 2000 كيلو وديوان الخدمة المدنية يشترط على هذه المعلمة ان تحضر محرما لها (زوج – اخ – والد) للاقامة معها في مقر عملها وهي فعلا تحضر هذا "المحرم" على الورق فقط وبعد التعيين تضطر الى السفر عبر الحافلات يومياً (وتعرض حياتها للموت) على اسفلت الطريق بسبب نوم السائق او ظهور بعض الابل فجأة على الطرق البعيدة وتتكرر مأساة موت المعلمات على الرصيف. الحل المقترح والحل المقترح الذي اقترحه على وزارة التعليم قطاع تعليم البنات ان المدارس النائية يجب ان يقام بها (ملحق) سكن للمعلمات المغتربات على ان تقيم به المعلمة طوال الاسبوع على ان تذهب لمقر اهلها في نهاية الاسبوع وهذا الملحق السكني تقوم بالخدمة فيه بعض "الدادات" من السيدات من كبار السن تقوم بخدمة المعلمات نتيجة اجر رمزي تساهم فيه ادارة التعليم والمعلمة نفسها وهذا السكن سوف يضمن وجود المعلمة في وقت مناسب مع افتتاح المدرسة في الصباح دون تأخير.. ولا يتسبب في ركوب (حافلة) واسراع السائق في القيادة وتسببه في حوادث مرورية بسبب السرعة الزائدة، ثم انه سوف يقضي على المشكلة الدائمة بين وزارة الخدمة المدنية والمعلمة.. في انها تحتاج الى عمل على الرغم من ان كافة المدارس في المدن الرئيسية (بها معلمات وتصبح مدارس القرى والهجر النائية بدون معلمات او مديرات.. وامل ان تدرس وزارة الخدمة المدنية مع وزارة المالية اعادة بدل الاغتراب للمعلمات في المدارس النائية كما كان متبعاً في السابق حتى يتحقق الاستقرار النفسي (للمعلمة) اننا بهذا الاسلوب سوف نحافظ على حياة بناتنا المعلمات وسوف نشجعهن على المعيشة في المجتمع الذي يعملن فيه وسوف نقلل بقدر الامكان من حوادث الطريق التي يضيع فيها سنوياً باقة من فتياتنا وهن يؤدن وظيفة التدريس. ارجو ان يجد هذا الاقتراح بعض الاذان الصاغية لتنفيذه او دراسته والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.