رافعة سقطت !! فقامت الدنيا وماقعدت !! تغريدات صدحت، ومقالات طُرحت !! بل تغطيات تلفزيونية، وتحقيقات صحفية، وزيارات ميدانية، للكثير من الناس، ليس للسعي ولا للطواف، بقدر ماهو للوقوف على مكان الفاجعة، ومكان سقوط الرافعة!! عجبي والله !! ثم عجبي !! توسعة تُعد من أعظم وأكبر المشاريع ليست العربية بل العالمية!! وبتكلفة ضخمة وعالية!! في بقعة من الأرض معينة، وبمساحات محددة، تتميز بتضاريس جبلية قاسية!! وصخور تكويناتها صعبة!! بل قوية وصلبة!! تعجز عن القيام بها – دون مبالغة- دولاً مجتمعة!! ناهيك عن مواصفات تلك المشاريع العالية، وفق مخططات مرسومة، بمقاييس محسوبة!! ذات المتانة والجودة، وتدعمها -لخدمة البيتين- ميزانية مفتوحة !! إنها سلسلة من التوسعات المباركة للحرمين الشريفين، ذات المراحل المتعددة!! بداية من التوسعة الأولى، ووصولاً للتوسعة الثالثة للمسجد الحرام لتصل الطاقة الاستيعابية للحرم المكي الشريف إلى مليون و850 ألف مصل .. كما تبلغ مسطحات البناء لهذه المرحلة من التوسعة مليونا و470 ألف متر مربع، وستتضاعف الطاقة الاستيعابية للمسعى مرة ونصف مرة، ليتسع ل118 ألف شخص في الساعة، كما يشهد المطاف زيادة تتسع لتسعين ألف مصل. وتشمل التوسعة أيضا مشروعا لمضاعفة مساحة المطاف ليصل عدد الطائفين إلى 107 آلاف طائف في الساعة!! وبعد كل هذا يخرج لنا الناعقون، والمطبّلون المولولون، لأحداث خارجة عن السيطرة !! بل هي قضاء وقدر من رب العالمين.. فهنا رافعة تسقط من سمائه لأرضه، وهناك جبل بقدرته تتساقط أحجاره، وهذا نهر بأمر الله يفيض منسوبه!! ألم نسمع بطائرات لشركات عالمية سقطت، ورأينا أبراجا دولية شامخة إنهارت، و رافعات فيها من قواعد السلامة فوق المضمون والمأمون عانقت الأرض واحتضنت الثرى !! ومدرجات لكرة القدم في دول متقدمة، ضمت تحتها من كان يجلس فوقها ضمة الموت!! بل مشاريع عملاقة بين عشية وضحاها أصبحت أثراً بعد عين، فتلاشت وبالأرض هوت وتساوت !! فما رأينا مثلما رأيناه من بني جلدتنا!! في لوم النفس، وجلد الذات، ونسف كل جهود الدولة المادية، والبشرية، في توسعة الحرمين الشريفين، خدمة لضيوف الرحمن، وقاصدي البيتين!! بتوجيهات، ومتابعة، ووقوف مستمر، من خادم البيتين سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وللأمتين العربية والإسلامية سلمّه وأبقاه.. إني لاستغرب أشد الاستغراب، واستنكر أشد الاستنكار، تنكّر الكثير من أصحاب الفكر والرأي، للعقل الصائب!! والضمير القائم!! والتحيز والإنحياز للحدث العارض، من قضاء وقدر !! والتغافل عن الجوانب المشرقة لهذه التوسعة العظيمة، وتلك المشاريع العملاقة!! تحت نظرية (نصف الكأس الفارغ)!! عجباً لنظرة التشاؤم حيث لا يرى البعض من الكأس إلا النصف الفارغ !! أما النصف الممتلئ فلا يرونه!!. الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000