فكرة التعليم عن بعد والتي تجعلنا نقول في بيتنا مدرسة والتي اتبعتها وزارة التعليم بمدارس الجنوب من المملكة لظروف المنطقة وهي احدى الوسائل المهمة لثورة الاتصالات والتكنولوجيا في نقل المعرفة واستخداماتها لتطويرها وتوظيفها في تنمية الطلاب، واتاحة بيئة جديدة للاشغال لعالم التكنولوجيا والمعلومات بين الطلاب واساتذتهم وبين جميع مصادر العلم وفي كل بيت تصل اليه رسالة أهداف التعليم عن بعد. هكذا نواكب التقدم في المجال التعليمي على مختلف مستوياته بفضل قرار وزارة التعليم الذي يبرز اهمية التعليم عن بعد وترحيب اولياء امور الطلاب في جيزان ونجران لانه يرتبط ارتباطاً بموضوع تكنولوجيا التعليم. اذن كيف تستطيع مدرسة في بيتنا ان تحمل محل المدرسة التقليدية ذات المباني الخاصة لها؟ ان اسلوب التعليم عن بعد يرتكز على المستوى الذي توفره التكنولوجيا الرقمية وشبكة المعلومات الخاصة بها فكلمة المدرسة من الكلمات التي يتعامل معها الطلاب في حياتهم الدراسية فنجدها على السنتهم. فالتعليم عن بعد الذي هدفت وزارة التعليم تطبيقه في مدارس الجنوب انما يرمي مثلا الى تطور المدرسة والدخول بها الى عالم الابداع بأسلوب ذكي. اذن ماذا يتعلم ابناؤنا في مدرسة في بيتنا؟ سؤال لابد ان نطرحه على انفسنا بهذه المناسبة ولسوف نكتشف نحن وطلابنا ان مناهج التعليم في كل مراحله اعتمدت على النقل واهمال العقل وفلسفة النقل وان بنيت على احترام عميق لما سلف الا انها تلغي العقول الحاضرة وتعطل ملكاتها وتشل قدرتها على الاختيار والابداع والابتكار والاستكشاف. وتحقيقاً للمدرسة في بيتنا في اطار مبدأ التعليم عن بعد فانها تقوم بدمج اكتساب المهارات الحياتية في سياق المفاهيم العصرية في المناهج الدراسية وللانشطة التربوية للطلاب للارتقاء بجودة التعليم الذي هو وسيلة تنمية الطالب الناجح واعداده للقيام بالدور المطلوب بعيداً عن المدرسة التقليدية. فالمدرسة في بيتنا والتي تدعمها فلسفة التعليم عنن بعد تتميز بثلاثة محاور لانجاح هذا الاسلوب الجديد لوزارة التعليم وهي مهارات انفعالية ومنها ضبط المشاعر مثل تنمية قوة الارادة ، المرونة على التكيف، القدرة على مواكبة التغير، مهارات اجتماعية مثل المشاركة في الاعمال الجماعية للطلاب، القدرة على الحوار، مهارات عقلية وهي من اهم ركائز التعليم عن بعد مثل القدرة على التفكير ، معرفة افضل طرق لفهم المواد الدراسية عن طريق التعليم الذاتي، والتعليم المستمر والقدرة على الاسراع والابتكار في موادهم الدراسية. لذلك يكتسب قرار وزارة التعليم الاهتمام بطلاب الجنوب عن طريق التعليم عن بعد الذي يساوي مدرسة في بيوت الطلاب أبعاداً جديدة في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي فالمعارف الانسانية في تزايد وتنام من يوم لاخر والثورة المعرفية في نشاط مستمر لهذا فإن نجاح التعليم عن بعد الذي طرحته وزارة التعليم في رسالته يستند الى رصيد المعارف والمعلومات العلمية التي تعطي للتلميذ بعد ان ساد وانتشر النظام المعرفي واصبح يسير بسرعة خيالية. من هنا ننصح أهمية التعليم عن بعد الذي ينقل المدرسة بمهنيتها الى البيت هادفة للارتقاء بجودة التعليم التي تؤكد على غرس جديد في اسلوبنا التدريسي حتى لو في مدرسة في منزلنا بحيث يتم تصنيف مفاهيم المواد الدراسية ومهاراتها العلمية بحيث تتدرج من البسيط الى المركب ومن السهل الى الصعب ليتناسب مع المستويات العمرية الادراكية للتلاميذ في منازلهم. خلاصة القول فإن تطبيق التعليم من بعد ستغذي العقول مما يعين التلاميذ على التعرف بموادهم والتعامل مع اساتذتهم والمساهمة في تنمية عقولهم وهو عمل علمي وتعلمي وتربوي وثقافي وتعتبر لبنة اساسية من لبنات تطوير التعليم في بلادنا .. حقق الله الامال. وهكذا نواكب التقدم التعليمي.