جذبت الحرف المهنية التي احتضنها سوق عكاظ الاف الزائرين للسوق من كلا الجنسين بصفة عامة ومن الحرفيات بصفة خاصة وذلك لكثرة مشاركتهن وتنوعها وبما تحتويه من ابداعات اظهرت خبرة الخمسين عاما عند بعضهن . وتجاوز عدد الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين المشاركين في أنشطة جادة سوق عكاظ هذا العام 200 حرفي وحرفية من داخل المملكة وخارجها، و تم تخصيص 160 محلاً للمشاركين لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار. جائزة سوق عكاظ: يتنافس الحرفيون المشاركون على نيل جائزة سوق عكاظ للإبداع الحرفي المعنية بتكريم المبدعين في مجال الابتكار في الحرف والصناعات اليدوية والشعبية في المملكة، سعيًا إلى لفت انتباه الحرفييّن للمحافظة على هذا الموروث الوطني، واستمرار العطاء والإبداع للصناعة اليدوية علماً بأن جائزة سوق عكاظ للابتكار والإبداع الحرفي قد ارتفعت قيمتها من 320 ألف ريال إلى 500 ألف ريال بتوجيه من رئيس الهيئة رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج "بارع" الذي يتولى مهمة إنعاش الحرف والصناعات والنهوض بالقطاع الذي تمثله، ما يعكس أهمية الحرف اليدوية والإقبال الكبير الذي شهده هذا الجانب خلال السنوات الست الماضية، ولما يمثله قطاع الحرف اليدوية من أهمية اقتصادية كونه يفتح أفقا أرحب في مجالات التوظيف وينمي الدخل المادي لشريحة عريضة من المعنيين بالجانب الحرفي والعاملين فيه. (البلاد) قامت بجولة في جادة عكاظ واستطلعت آراء الحرفيات: "نفلا النفيعي" أو أم عبدالعزيز كما تحب أن تنادى به سيدة في الخمسين من عمرها بدأت مشاركتها من أول عام في سوق عكاظ قالت:" دمجت من بين الماضي والحاضر بعد أن عرفت متطلبات السوق و استفدت من التدريب و ورش العمل التي ينفذها البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تحديد ما يتطلبه سوق العمل من هدايا للوفود و أعمال تراثية تعكس تراث الوطن" . وأضافت أنها تقدمت للمشاركة هذا العام في المسابقة التي ينظمها البرنامج وكانت مشاركتها عبارة عن حقيبة مشغولة يدوياً تحتوي على الألوان التراثية القديمة على الطراز الحديث وتنافس الماركات العالمية وتم تحكيم اعمالها من قبل اللجنة الدولية المهيأة لهذا الغرض مؤكدة طموحها العالي لنيل الجائزة . و يحتوي معرض أم عبدالعزيز المطل على امتداد جادة عكاظ على أكثر من 200 قطعة حرفية تربط الماضي بالحاضر متنوعة الأشكال والأحجام قامت بصناعتها هي وبناتها اللاتي انتهجن الحرف ذاتها و عملن على تغليفها في المعامل المعدة لهذا الشأن وفق أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في ذلك. وحول إقبال الجمهور على مشغولات "أم عبدالعزيز " قالت:" وجدت الإقبال الكبير من قبل زوار جادة عكاظ مما دفعني و شجعني على زيادة الإنتاج والبحث عن أفكار جديدة تواكب التقنية الحديثة" ، مشيرة إلى أن هذه الحرفة تعد مصدر دخل لها . وتحرص أم عبدالعزيز على تصدير تجربتها من خلال إصدارها لكتاب يحتوي على هذه التجربة وطريقة عمل المشغولات الحرفية اليدوية مؤكدة أنه في طور الطباعة وسيدشن في المكتبات المحلية والخليجية خلال الأشهر القادمة ، إضافة إلى توظيفها للتقنية الحديثة في تسويق منتجاتها من خلال برامج التواصل الإلكتروني التي تقول أنها ربطتها مع عملائها حول العالم . و تؤكد أم عبدالعزيز تعاونها مع مؤسسات و وزارات المملكة حيث تعاونت مع وزارة الشؤون الاجتماعية و وزارة المالية و أرامكو من خلال تنفيذ بعض الأعمال الحرفية . محسنة محمد السفياني تجاوزت الستين عاما ولا زالت تمارس مهنتها المحببة لديها وابدعت في اخراجها بخبرة الخمسين عاما التي امضتها فيها .قالت محسنة:" انا محافظة على هذا التراث الجميل ولدي بيت شعر جهزته كمتحف لمنتجاتي وقد شاركت في عكاظ من قبل واقوم بالتدريب على هذه المهنة فقد دربت في الرياض وفي الطائف وعندي استعداد ان استمر في الطائف بالتدريب بحكم مقر اقامتي وذلك في حالة ما إذا ما قاموا بإنشاء مقر للتدريب على الحرف اليدوية التي اتقنها فقد قمت بتدريب بنات في جمعية اليقظة بالطائف لم يكن يعرفن حتى ادخال الخيط في الابرة واستطعن ان يأخذن فكرة مبدئية عن هذه المهنة واتمنى ان يهتموا بهذه المهنة حتى نبدأ في التخفيف من الماركات العالمية الباهظة الثمن مقارنة بما يتم انتاجه هنا من حيث الجودة والسعر وخاصة فيما يخص الاعراس." وأضافت:"لقد فزت اربع مرات بجوائز سوق عكاظ وذلك من خلال مشاركاتي السابقة فيه وقمت بتأليف كتاب باسم (فرائد الغرز ((غرز تراثية من شفا الطائف)) وهو يتناول مجموعة من الغرز القديمة والنادرة والتي كانت تستخدم قديما في تطريز الملابس النسائية وبعض الاغراض الاخرى .واستطردت:" تفرغت لتأليف كتاب (فرائد الغرز من شفا الطائف)، حيث استغرق تأليفه وطباعته عامين كاملين، و الكتاب يشرح بالتفصيل المصور، خطوات فن التطريز التراثي لعدد من الملبوسات القديمة التي كان يرتديها عدد من سكان قرى محافظة الطائف" كاشفةً عن استعانتها ببناتها المتعلمات لتدوين ما كانت تمليه عليهن من المراحل الفنية لكل صنف تراثي، ومن ثم تصويره لضمان وصول المهارة للقارئ أو القارئة بالشكل المطلوب . وأوضحت أن الكتاب يقع في (56) صفحة، تشرح بالصور طريقة عمل (35) غرزة من الغرز القديمة والنادرة المستخدمة قديماً في تطريز الملابس النسائية، وبعض الأغراض الأخرى كالعصابات والأحزمة والجلود، والتي تتصف بصعوبتها ودقتها وندرة وجود من يعملها، ذاكرةً أن الكتاب يُختتم بصور لأشكال الغرز النهائية لمنتجاتها المشروحة، مشيرةً إلى أنها لا تزال حتى هذه اللحظة تبحث عن جهة تتولى مهمة نشره وبيعه. وقالت الحرفية علياء مطيع القادمة من المدينةالمنورة حيث تقوم بعمل السدو والحبك وهي متمسكة بهذا التراث ولن تتركة أبدا:" سوق عكاظ اعاد لنا حياة التراث من جديد بعد ان كاد يندثر حيث انه شجعنا على اننا نرجع للحياكة والسدو والخوص من جديد بعد ان تركناه وذلك لعدم وجود مجال له في الاسواق او بين الناس والحمدلله هذه تعتبر رابع سنة اشارك في سوق عكاظ وشاركت في خمس مواسم في الجنادرية وقد شاركت بمسابقة لوحة وهي عبارة عن مبخرة وفزت بجائزة كما حصلت على شهادة من الحرس الوطني وللاسف الجيل الجديد يجهل هذه المهنة واتجهوا للتعليم واخشى ان تندثر ولا يبقى لها سوى اطلال على الماضي." وقالت هند الجريد من الجوف:" اشارك في سوق عكاظ بعمل سدو السجاد وتعتبر المشاركة الاولى لي في السوق وقد شاركت في مهرجان الورد وملتقى السفر والسياحة ومهرجات اخرى داخل المملكة وخارجها وهذه تعتبر ثاني مشاركة لنا في (بارع) والاولى كانت خارج المملكة في برلين مثلنا فيها تراث المملكة." زهراء محمد من المنطقة الشرقية قالت:"أعمل في حرفة الكروشية من ملابس اطفال وقبعات والان اعمل قطعة زل بمسمى حديقة صوفي لعام 2015 وهو اخر انتاج في الكروشية وقد شاركت باعمال عبارة عن شخصيات العائلة المالكة لوحات تطريز على القماش واخر عمل فني موجود عندي منها هي لوحة مطرزه يدوية للأمير خالد الفيصل." وقالت سعدى الحارثي:" ثلاثون عاما من العمل في هذه المهنة وقد كانت بدايتي في عمر الخمسة عشر عاما وذلك من خلال متابعتي لأمي اثناء عملها لهذه المهنة وكذلك متابعة نساء القرية وقمت بالتعلم عن طريقهن حيث اقوم بعمل السدو والتطريز والفاينات والمفارش وانا اقوم بتسويق منتجاتي من منزلي ونتمنى من هيئة السياحة وامانة الطائف ان يقوما ببناء سوق خاص لنا لعرض منتجاتنا حتى تستمر المحافظة على هذا التراث العريق." ياسمين صالح من الرياض وخريجة جامعة نورة فنون وتصاميم قالت:" انا اقوم بعمل اللوحات خلال فترة دراستي واقوم بعمل تجارب اللوحات الفنية من خلال الرسم بالحرق على الجلد وكذلك الخشب والاساور والفخار لقد كنت اود المشاركة في مهرجان الجنادرية الماضي ولكن لم يحالفني الحظ حيث انه تم الغاء المهرجان بسبب وفاة الملك عبدالله'رحمه الله, وان شاء الله يكون لنا مشاركة في المهرجان القادم0″ ومن امتهنت حرفة الحفر على المعدن سارة الرحيلي القادمة من المدينةالمنورة قالت:" قمت بهذا العمل منذ اربع سنوات وذلك من خلال تخصصي في الجامعة وهي اعمال فنية وقد احببت هذه المهنة حتى استطعت اتقانها بجدارة بالاضافة الى النجارة والخزف وهذه اول مشاركة لي في السوق وقد شاركت في معرضين في المدينةالمنورة احداهما ل(بارع) اشكر هيئة السياحة والتراث الوطني والمتمثل في بارع على دعمهم لنا في سوق عكاظ من ناحية توفير السكن لنا وكذلك المواصلات من والى موقع السوق". يذكر أن سوق عكاظ يقدم نحو 100 فائز ا ًسنوياً من الحرفيات والحرفيين، يحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية قدرها 50 ألف ريال، والفائز بالمركز الثاني 40 ألف ريال ،أما الفائز بالمركز الثالث فتبلغ 30 ألف ريال، في حين تبلغ جائزة الفائز بالمركز الرابع 20 ألف ريال ،بالإضافة إلى 6 جوائز أخرى بقيمة 10 آلاف ريال للفائزين من المركز الخامس إلى العاشر،و60 جائزة بقيمة 5 آلاف ريال للفائزين من المركز ال 11 إلى الفائز رقم 70، وشهد العام الماضي سيطرة الحرفيات السعوديات على المراكز العشرة الأولى.