ألوان تتنافس.. عروض تتوهج.. فرق تتحدى للفوز بمسابقة الفنون الشعبية في سوق عكاظ، مبهرة الحضور بأداء مفعم بروح المنافسة عبر عروض تنتمي ل 15 محافظة في منطقة مكةالمكرمة، إذ يشاهد مرتادي جادة سوق عكاظ «العرضة»، «الخبيتي»، «المزمار»، «البدواني»، وفنون أخرى يتفاعلون معها بالتصفيق تارة، وبترديد الأهازيج تارة أخرى. تتجه جماهير الفنون الشعبية عبر جادة عكاظ قاطعة مسافة تصل إلى نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر وصولا إلى المسرح المخصص لها، بعد حصولهم على وجبة تراثية دسمة مكونة من عروض مسرحية وأخرى تشمل الشعر العربي، وعروض قوافل الإبل والخيل والحرف والصناعات اليدوية والأسر المنتجة والمأكولات الشعبية. وتنتقل الفرق المتأهلة إلى المسرح الرئيسي في سوق عكاظ غداً الجمعة بعد أن تنافست في تقديم العروض الفلكلورية لمدة أسبوعين، والذي سيشهد حفل الختام وتكريم الفرق الفائزة، إذ أن تقييم الفرق المشاركة يكون من قِبل لجنة مختصّة مكونة من شاعر ومخرج مسرحي وملحن، فيما ستحصل ثلاث فرق فائزة على 3 جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 180 ألف ريال. وشهدت المسابقة في الدورة التاسعة لسوق عكاظ (1436ه – 2015م) استقطاب أسماء شعرية كبيرة في الساحة الشعرية للمشاركة في العروض، إضافة إلى أحياء فنون فلكورية قديمة ومندثرة أمام 5 آلاف شخص في كل عرض بعد أن رفع طاقة المسرح المخصص للفنون الشعبي لاستيعاب المهتمين بالموروث الشعبي لمحافظات المنطقة وتمنح العائلات الخصوصية الدينية في المقام الأول وأيضا الاجتماعية وتمكن رواد السوق من الراحة أثناء المشاهدة ودأب 1500 راقص قدموا نحو 45 لونا مختلفا من منطقة مكة الكرمة تتميز عن غيرها من مناطق السعودية بتنوع الموروث الشعبي نظرا لمساحتها الشاسعة والتنوع في التضاريس والتي عادة ما ترتبط بالموروث. ويقول رئيس لجنة الفولكلور الشعبي بسوق عكاظ خالد الحارثي:»لدينا محافظات ساحلية وأخرى جبلية ومنها سهول على أودية وتتميز كل منها بفن شعبي يميزها عن الأخريات ومن تلك الفنون العرضة والمزمار والمجرور والخبيتي إضافة إلى السمسمية والخطوة وغيرها من الفنون الشعبية التي تزخر بها المنطقة وسيستمتع بها الحضور، مضيفا أن قيمة الجوائز تبلع 180 ألف موزعة على ثلاث فائزين، بواقع 100 ألف ريال للفائز بالمركز الأول و50 ألفا للثاني و30 ألفا للفائز بالمركز الثالث». وأضاف الحارثي أن مسابقة هذا العام حظيت بمشاركة فرق جديدة تمثل مدينة مكةالمكرمة في حين غاب عن المشاركة هذا العام محافظة الجموم ومحافظة خليص، كما أن المحافظات المشاركة لهذا العام الطائف، القنفذة، رابغ، الليث، أضم، العرضيات، بحرة، جدة، مكة، مشيراً إلى أن محافظات منطقة مكةالمكرمة تزخر بأكثر من 40 نوعاً من الفنون الشعبية وسيكون الأمر متروكاً للفرقة بتقديم ما تراه مناسبا، وعلى الفرقة أن تشعر لجنة التحكيم باللون المرغوب بتقييمه حيث إن من شروط الفوز أن تقدم الفرقة لونا لم يسبق له الفوز به في السنة الماضية. مستطردا بالقول:»إن مسابقة الفلكلور الشعبي بسوق عكاظ هي مسابقة خصصت لمحافظات منطقة مكةالمكرمة، حيث تقدم العديد من الألوان الشعبية التي تشتهر بها هذه المحافظات، تم اعتمادها ودعمها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ لترسيخ هذه الفنون والمحافظة عليها من الاندثار، من خلال التوثيق لهذه الفنون وفتح المجال للباحثين للتعرف على مختلف أنواع الفنون الشعبية وتوسيع انتشار هذه الفنون من خلال إظهار مكوناتها الأساسية للمجتمع، وتماشيا مع توجيهات سمو أمير المنطقة بأن تكون هذه المسابقة تدريبية، تجهيزية، وتحفيزية للفرق المشاركة، وتمثل إعدادا لهم في المشاركات الخارجية الدولية، والذي يأتي من ضمن أهم أهداف المسابقة. وباشرت لجنة تحكيم المسابقة تقييم العروض الفلكلورية المقدمة من المحافظات، حيث يتم التقييم من قبل لجنة تحكيم مكونة من: أمين عام الهيئة الدولية للمسرح كرئيس للجنة التحكيم، وعضوية كل من رئيس المنتدى الشعبي الشاعر خالد الحارثي، ومدير مقهى عكاظ الثقافي الفني بجمعية الثقافة والفنون بالطائف الملحن سعد العاطف لتحديد المظهر لكل فرقة والأداء والشعر، وفي ضوء ذلك يتم اختيار الفرق الفائزة. سباق المكان والزمان: وفي فضاء آخر يدخل المصورون في كل عام تحديا مع سوق عكاظ للظفر بأشمل الصور الفوتغرافية وأجمالها لزوايا السوق وفعالياته، فجمالية المكان تفرض عليهم التسابق مع الزمان لعكس لمسات التطوير بقالب تاريخي توثق للحاضر والمستقبل معلما تاريخيا ضاربا في جذور الماضي، مستحضرين مهاراتهم مع تقنيات التصوير الحديثة لحجز مساحات كبيرة في النشر بمكتبات الصور ووسائل الإعلام المحلية والعالمية الحريصة على الخروج بالتغطية الأجمل للحدث. يقف السوق أمام المصورين متحديا ولسان حاله يقول:»بدأ العد التنازلي لتحديكم التاسع مع المهرجان الذي تتنوع فيه الفعاليات والأحداث والأنشطة بأركاني، ولم تتوقف المشاريع التطويرية في ساحاتي ولن تتوقف مستقبلا لكي أظهر بأجمل الحلي أمام الزوار.. فهل منكم قادر على تعزيز مكانتي الأدبية والثقافية بعدساتكم؟». وأجمع عدد من المصورين على أن التصوير في زوايا سوق عكاظ يعتبر بمثابة تحد حقيقي لهم، إذ يقول المصور عمر أبوسيف:»السوق ورشة عمل مجانية للمصورين ويوجد فيه تحد بإتجاهين الأول برحلة السباق لتغطية جميع الفعاليات والثاني بالظفر بالصورة الأجمل في ظل وجود مصورين محترفين يستفاد من تجاربهم». ووافق المصور عبيد الرفيدي زميله بالقول «إن الكثير من المصورين في سوق عكاظ يرونه بمثابة ورشه حية لكل من يريد الخروج عن نمط الحياة العادي والحصول على اكبر قدر من الإبداع، مشيرا إلى أن ذلك لا يخلو من التحديات المرتبطة بتغطية كافة فعاليات المهرجان، إلا أن حضوري المتكرر للسوق من دورته الأولى أكسبني معرفة تامة بأروقته وبرامجه». أما المصور عامر الهلابي فقال:» السوق يعود بك إلى ماضي جميل يسمح بإبحار عدسات المصورين إلى أنماط جديدة في التقاط الصور بعيدا عن ما اعتاد عليه في بيئتنا الحالية، فتكون حافزا للابداع والتجديد، على سبيل المثال عند التوجه إلى برامج الحرفيين تتواجد العديد من اللقطات التي تعطي مساحة من الابتكار للحصول على صور تعكس واقعا جميلا، إلا أنه عند الانتهاء من التصوير والعودة في اليوم التالي أجد أن ما التقطته لم يشمل الواقع الحقيقي للسوق بشكل كامل، فالبرامج والفعاليات كثيرة، لذا أفضل التركيز على النوع وليس الكم». ومن وجهة نظر نسائية، قالت المصورة ثروة سلام:»غطيت الكثير من الأحداث المختلفة، إلا أن مهرجان سوق عكاظ له طابعه الخاص الذي يفرض على العدسة الاستعداد لأي لقطة في أي لحظة، نظرا إلى تعدد المشاهد بقدر تعدد البرامج والفعاليات، وهنا يكمن التحدي الحقيقي في التصوير بالمهرجان»، مشيرا إلى أنها عند تنظيمها لمعرضها الشخصي تحرص على أن تكون الصور التي التقطتها في سوق عكاظ في واجهة المعرض لأنها تعكس جهدا حقيقيا بذل خلال أيام المهرجان. ورأى المصور عمرو سلام أن مهرجان سوق عكاظ على قدر التحدي الكبير فيه المتمثل بتنوع الفعاليات والبرامج، إلا أنه يعطي مساحة إبداعية كبيرة، إذ أنه يسمح للمصورين بالتقاط صور صحفية تحتل مساحات كبيرة على صفحات الصحف والمجلات، وأخرى فنية تفرض جماليتها على الجميع، مبينا في الوقت ذاته أن التواجد في مثل هذا المهرجان يكسب المصورين خبرات جديدة تجمع ما بين جودة الصور وشمولها لأركان السوق وأنشطته. ويعد حفل افتتاح سوق عكاظ بمثابة صافرة إنطلاق التحدي بين المصورين والسوق، ليبدأوا بعدها بالاننتشار بين أنشطة السوق وبرامجه، والتي تشمل برنامجا سياحيا لضيوف سوق عكاظ وعروض الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، وعروض الجادة والمسرح المفتوح وأمسيات شعرية ومحاضرات وندوات ومعارض متخصصة وبرنامج المساجلات الشعرية إضافة إلى برامج فكرية وثقافية وأدبية وعلمية. وتتوجه العدسات سعيا إلى كسب التحدي مع السوق إلى شاعر أمطر الحضور بحروف روت أسماعهم تارة، وإلى سيدة تصنع السدو والنسيج وأخرى تطرز على القماش والأزياء باستخدام الخيط أو الخرز تارة أخرى، إلى جانب عدد من الأعمال والحرف اليدوية التي يصنعها محترفون ومحترفات من أصحاب الخبرات الطويلة. وتنتقل عدسات المصورين لتجوب على خشبة المسرح موثقة أداء الممثلين من زوايا عدة، وتفاعل الحضور بزوايا متنوعة محولين الحركة إلى سكون يلخص إبداع التمثيل وتفاعل الجمهور، متجهين إلى جادة سوق عكاظ لرصد كثافة الإقبال والاهتمام بالسوق، موثقين بين وقت وآخر توزيع الجوائر على الفائزين بمسابقات السوق المتنوعة، والتي تتضمن جائزة شاعر عكاظ، جائزة شاعر شباب عكاظ، جائزة الخط العربي وجائزة لوحة وقصيدة.