يوماً تلو آخر تتكشف المزيد من الحقائق عن الخطر المحدق بنا والذي يتربص تربص العدو المخاتل ليهتبل الفرصة ويباغت مباغتة اللئيم. لقد كانت المملكة العربية السعودية وما زالت برغم كل التيارات المعادية والصراعات والنزاعات صامدة ذائدة عن حياض الإسلام ومقدساته وعن العقيدة النقية الصحيحة وهذا الصمود يكلف الكثير ويستنزف الكثير من الجهود السياسية والاقتصادية والإعلامية والدعوية. لقد أضافت حادثة التفجير الإرهابية الأخيرة في مسجد قوات الطوارئ التي حدثت في عسير مؤخرا بعدا جديدا في نوعية استهداف هذا الوطن يكشف حجم الحقد والدناءة التي تحاك ضده والرغبة الآثمة المتزايدة في إلحاق الضرر به وبمن فيه من قبل جهات لم يعد ممكنا ولا مقبولا الحديث عنها على أنها مجهولة أو محل شك وعدم تيقن . فلقد كشرت هذه الكيانات عن أنيابها ظنا منها أن تركيز دول التحالف العربي بقيادة المملكة على أعمال إعادة الشرعية في اليمن سيمكنها من إحداث مكاسب ولكن باءت محاولتهم بالفشل والخسران وزادت قوة الصف متانة لا سيما وقد تم استهداف بيت من بيوت الله أزهقت فيه أرواح مؤمنة تؤدي فرضا من فرائض الله . المؤسف في هذه الحادثة وشبيهاتها أن بعضا من أبناء الوطن السذج هم وقود هذه الأعمال البئيسة فكما يقال : الشجرة لا تتألم من الفأس الذي يقطعها بل من يد الفأس المصنوعة من أغصانها. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن انتماء إنسان هذه الأرض لوطنهم ليس مجرد انتماء جغرافي بل هو انتماء مقدس لا يمكن التفريط فيه ولا التنازل عنه وأن الأحداث تزيد العود صلابة . ولذلك فالمواطن الصالح هو حجر الزاوية في هذه المعادلة الصعبة وهو عدة الوطن الحقيقية والرقم الصعب الذي يعول عليه في كل الأحوال. ويجب أن يدرك المواطن لماذا يحب وطنه ولماذا يدافع عنه. يجب أن تغرس في نفوس الناشئة قيمة الوطن وعزته وشموخه وأن حمايته أصل أصيل وشرف تليد وذود عن النفس والدين والعرض. يجب أن يعي المنظرون أن الوطنية ليست مجرد شعارات ترفع في المناسبات والمحافل وإنما هي أمر أعمق بكثير من هذا المفهوم . الوطنية الحقة هي بناء الإنسان الصالح المنتمي لوطنه والساعي في بنائه وتطويره ورخائه والمدافع عنه بماله وروحه عن إيمان وعقيدة ووضوح بعيدا عن الكلام الهلامي الفضفاض وهذه مسؤولية مشتركة بين مؤسسات عدة منها التربوية والإعلامية والدعوية والتي يجب أن تتشكل لديها رؤية مشتركة هدفها بناء إنسان متكامل متسامح وفي ذات الوقت فطن عارف يعي ويدرك حجم الدور المناط به في ظل هذه الأزمات المتتالية وفي ظل الإعلام المفتوح الذي قد ينجرف في شبهاته الكثير ممن ليست لديهم القدرة على تمييز الغث من السمين. twitter: @omarweb1