تولي الهيئة الملكية للجبيل وينبع عناية خاصة ببيوت الله استشعارا منها لأهميتها في حياة ساكن المدينة المسلم ، ولعل أبرز ما يلحظه زائر مدينة الجبيل الصناعية نسقا معماريا لافتا وجميلا للمساجد والجوامع المنشأة بالمدينة. وأوضح المهندس أحمد نورالدين حسن مدير الادارة الهندسية بالهيئة الملكية بالجبيل أن ذلك يعود الى المعايير التخطيطية والهندسية التي طورتها الهيئة الملكية، والمستقاة من الخطة العامة للمدينة، ومن دليل المعايير التصميمية والتخطيطية للمساجد والذي تم بلورته من خلال ورش عمل جمعت شتى التخصصات المناط بها عمارة المساجد، وقد جاء هذا الدليل معززا للنواحي المعمارية والجوانب الوظيفية وكذلك الجوانب الخاصة بالتشغيل والصيانة.ومن حيث المساحة تأتي المساجد بسعة تتراوح ما بين 300 و 650 مصليا تحدد بحسب نطاق الخدمة المطلوب ، فيما خصصت مساحة مابين 10% الى 15% من مساحة منطقة الصلاة للنساء، وتخدم هذه المساجد المساكن في حدود مسافة مشي لا تتجاوز 300م ضمن حيز مكاني يعرف بالحارة السكنية، في حين تأتي الجوامع لخدمة عدد من الحارات السكنية تجتمع تحت مسمى محلة سكنية، وكذلك لخدمة عدد من المحلات السكنية تجتمع مكونة حيا سكنيا، تتراوح سعتها ما بين 3000 و 4500 مصل لجوامع الأحياء ، و 1500 إلى 3000 مصل لجوامع المحلات السكنية، وحرصا على عدم هدر الطاقة والترشيد في الاستهلاك فقد تم فصل جزء من الجامع لأداء الصلوات اليومية بسعة 300 الى 600 مصل، يتوفر به أنظمة تكييف وإنارة منفصلة. من النواحي المعمارية روعي تكامل التصميم الهندسي للمسجد مع وظيفته وكونه معلما يعكس هوية المدينة، وعليه فقد تم تحديد ارتفاع المآذن واعدادها بحيث يسهل التمييز بين المساجد والجوامع من مسافة بعيدة، فيما جاءت واجهات المساجد غنية بعناصر معمارية مستوحاة من العمارة الإسلامية على مر العصور كالأقواس والأحلية والقباب وإطارات النوافذ وتكسية أجزاء منها بأحجار بعيدا عن التكلف والزخرفة المنهي عنها في عمارة المساجد، كما استخدمت الإنارات الخارجية لتعطي رونقا فريدا لها اثناء الليل، وقد أصدرت الهيئة الملكية بالجبيل وينبع دليلا مفصلا لعمارة المساجد تضمن معايير فنية خاصة ومفصلة مع ترك هامش واسع للإبداع في التصاميم دون الإخلال بالقواعد الهندسية الأساسية. وسيلحظ المهتمون في عمارة المساجد عند زيارتهم لمدينة الجبيل الصناعية تجانس المعايير الفنية المعمارية الحديثة مع إبداع التصاميم والنواحي الجمالية والإرث الحضاري الإسلامي على مر 14 قرناً. ومن خلال التعمق بالتفاصيل الفنية نجد الجوامع على سبيل المثال تستوعب أكبر عدد من المصلين بفضل تقليل عدد الأعمدة الإنشائية وأحجامها داخل الصحن الرئيسي، وتحديد عرض الأبواب الجانبية بحيث لا تقل عن مترين، إضافة إلي مراعاة تصميم فتحات النوافذ بارتفاع لا يزيد عن 70 سم عن مستوى صحن الصلاة، واستخدام الزجاج المعشق ، مع إضافة مخارج طوارئ في منطقة الصفوف الأخيرة على جانبي المسجد، كما يسترعي انتباهك عدم وجود أعمدة وسطية في المساجد اليومية , وتوجد على جوانب منطقة الصلاة ممرات مرصوفة تؤدي مباشرة الى مخارج المسجد مما يتيح خشوعا وطمأنينة للمصلين وسهولة في الحركة للخارجين والداخلين. كما عنيت المعايير الجديدة بحلول لتوفير الطاقة حيث تستخدم حلول أنظمة إنارة داخلية وخارجية حديثة ونظام تكييف منفصل في أماكن الصلاة اليومية ومصليات النساء ،ويتم التحكم بجميع هذه الانظمة من خلال نظام ادارة المباني (Building management system) المرتبط بغرفة التحكم الرئيسة بإدارة المباني لضمان الاستخدام الامثل لهذه المساجد . إضافة إلى أنظمة الصوت المتطورة وأنظمة ترشيد استهلاك المياه. هذا ولم تغفل الهيئة الملكية في خططها المعمارية مصليات النساء، بحيث تكون قريبة من المواقف وبعيدة عن مداخل ودورات المياه للرجال. إضافة إلى مراعاة أن تكون دورات المياه وأماكن الوضوء بعيدة عن صحن الصلاة، وتلتزم الهيئة الملكية بالجبيل في كود بناءها توفير مرافق ذوي الاحتياجات الخاصة. وبلغة الأرقام فإن عدد بيوت الله في مدينة الجبيل الصناعية بلغت 22 جامعاً، و 48 مسجداً مستوعبة أكثر من 54 ألف مصلٍ. بينما يتواصل إنشاء 15 مسجداً، و5 جوامع بالإضافة لمسجد الدكتور غازي القصيبي، والذي ستتولى إنشاءه شركة سابك في مركز المدينة الجديد، ليكون معلماً معمارياً متميزاً غنياً بالمفردات المعمارية.كما أوضح الاستاذ عبدالله المحمدي مدير إدارة الخدمات الاجتماعية أن ادارته تتابع مع ادارات قطاع التشغيل والصيانة صيانة مساجد مدينة الجبيل الصناعية والتأكد من نظافتها وصيانتها بشكل يومي كما تم تفعيل المتابعة الإلكترونية عبر منظومة الكترونية عبر الانترنت تمكن المفتش الميداني من تسجيل الملاحظات المرصودة والرفع بها مباشرة الى الادارة المعنية حسب الاختصاص علما بأن المفتش يستطيع تسجيل وتصنيف الملاحظة حسب نوعها ومكانها وأهميتها كما تمكن هذه التقنية المشرف من متابعة عمل المفتشين ومتابعة ماتم انجازه من الملاحظات وأرشفتها وقد تم رصد مايقارب من ال 6500 ملاحظة خلال الفترة السابقة من العام الهجري تم انجازها بالتعاون مع الادارات المعنية.