يعد الجامع العتيق "مسجد الشافعي" في مدينة جدة التاريخية الذي افتتح مؤخرا بعد الانتهاء من مشروع ترميمه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – أحد أهم المساجد التاريخية في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يعد أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة مظلوم في جدة التاريخية، وتنبع أهمية المسجد من كونه أحد أهم المواقع التاريخية في المدينة، إذ يحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام، باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، والمكونة من: الطين البحري، والحجر المنقبي، والأخشاب، وهي من المواد الأساسية التي كان سكان جدة يعتمدون عليها بحكم طبيعة الأجواء. وينسب المسجد إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة، وقد ولد الإمام الشافعي كما هو معلوم في غزة عام 150 للهجرة النبوية الموافق 767 ميلادية، ويعد "مسجد الشافعي" أحد أقدم مساجد محافظة جدة وعرف باسم "الجامع العتيق"، وهي تسمية تطلق على أقدم المساجد. وتشير المصادر إلى أن إقامته كانت في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ، وبحسب مصادر ذات صلة فإن أول عمارة رئيسية للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف. وتم الإعلان عن مشروع ترميم المسجد العتيق "مسجد الشافعي" في تصريح صحفي لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أثناء زيارته لجدة التاريخية على هامش فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول الذي أقيم مطلع عام 1433ه بجدة، حيث أعلن بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – تبنى ترميم أول مسجد تاريخي في جدة التاريخية وهو الجامع العتيق "مسجد الشافعي". وقد بدأ مشروع ترميم المسجد قبل نحو ثلاثة أعوام، على نفقة الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله – الذي أمر بتحمل تكاليف مشروع الترميم من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية، وقامت مؤسسة التراث الخيرية بأعمال الترميم ضمن مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.