عبدالهادي المالكي استطاعت التقنيات الحديثة، وبكل سهولة، أن تمحو الترفيه الشعبي، ببساطته وعفويته، من ذاكرة الآباء قبل الأبناء ومن الصعوبة بمكان في وقتنا الحالي، أن تحقق الألعاب الشعبية، التي كانت تملأ حواري وأزقة أحياء جدة سابقا، تفوقا واستقطابا لجيل الآيباد والأجهزة الالكترونية،. في حين أن ألعاب السقيطة والكبت والبربر والليري والعزيزة والفرفيرة والمدوان، التي يصطلح تعريفها بالألعاب الشعبية، استطاعت إستعادة هويتها وإرثها التاريخي داخل فعاليات "رمضاننا كدا2″، حيث حرصت إدارة مهرجان جدة التاريخية على توفير أركان خصصت فقط لممارسة تلك الألعاب، كما أسهمت تلك الألعاب القديمة بشكل رئيس في تنشيط الفعاليات، وجذب أعداد كبيرة من الزوار، الذي حرصوا على إطلاع أبنائهم على ثقافة الماضي، والزج بهم داخل ساحة الألعاب لممارستها. وأشاد محمد العمري (والد لطفلين) بجهود إدارة المهرجان التي حرصت على تفعيل جانب ألعاب الأطفال القديمة، والتي بدورها تساعدهم في تمضية أوقات فراغ مليئة بالأنس والمحبة، إضافة إلى أنها أسهمت في تثقيف أجيال الآيباد بطرق التسلية الوحيدة التي كانت تستخدم قديما، مبينا أن إبراز هذا الجانب أسهم بشكل غير مباشر في المحافظة على التراث الشعبي من الاندثار بوصفه من المورثات الشعبية التي يتوجب المحافظة عليها في الوقت الحالي. ساحة الألعاب الشعبية في جناح "ألعابنا كانت كدا"، امتلأت عن بكرة أبيها بالزوار الذين أحضروا معهم أطفالهم، رغبة في تجربة الألعاب التي تعتمد في جلها على الحركة، والانتقال بهم من مرحلة "الحكاوي" إلى النزول للميدان وممارستها، كما كان السابقون يقضون جل أوقاتهم عليها. وبحسب زوار فعاليات "رمضاننا كدا2″، فإن الألعاب القديمة تستهوي الأطفال والشباب، وذلك لسهولة تأديتها وبساطتها وبثها روح الحماسة والمنافسة والتسلية والمرح لمؤديها، حيث إنها تعتمد بشكل رئيس على المهارات والقدرات البدنية وخفة الحركة والمناورة والدقة والملاحظة والذكاء والتفكير وسرعة اتخاذ القرار في الوقت المناسب.