عندما يبذل المرء جهد طاقته ليفرغها في عمل مفيد يتعين عليه ضرورة الاحاطة بأبعاد هذا العمل والتعمق في متطلباته وغاياته والالمام بالمعاني الفكرية والفلسفية لهذا العمل والمفاهيم المرتبطة بوحدة المسؤولية والتوجه للخروج بنتائج ايجابية، ومردود أكبر لتضيف امتدادا حضاريا معرفيا متأصلا في آفاق الفكر والابداع. ان كل عمل متميز ما هو الا نتاج حتمي لتفاعل نابض مع المجتمع وتعاضد مع البيئة اضافة الى الاستجابة الأكيدة لدوافعه الارتقاء البنائي للذات وحاجتها للتعبير عن مكنونات الطموح وارضاء الذات في تطلعاتها نحو الاجادة اضافة الى القيم والغايات النابعة من الادراك المتأصل في افراد ابناء الامة من واقع موروث كيانها النفسي والفكري والثقافي. قرأت مقولة مفادها ان صروح الحضارات لا تبنى دوماً ولا يرتفع بناؤها ابداً الا حين تتبلور الرؤى وتتضح الامال والغايات فتدب الحركة وتنطلق الطاقات .. واعتقد ان مقاصد هذه المقولة الصادقة التأكيد على ما يبذل من جهد مخلص صادق يجب ان يوجه بكلياته نحو الوطن.. ويجب ان يصاحب هذا الجهد المبذول مساهمات فعالة تبتغي الرقي المواكب للتفاعل الانساني الملازم لمسيرة الأمة الحضارية النابض بالولاء والمفعم بالوفاء وبحب الوطن. اضاءة : ما اجملها من فرصة عندما تشاهد التقدير لعملك في وجوه الآخرين!.