مساء الثلاثاء 8 شوال 1400ه – 19 اغسطس – 1980م كانت رحلة السعودية رقم 163 – قادمة من كراتشي – الرياض – جدة – وفي الساعة التاسعة و58 دقيقة في مطار الرياض حدث خلل فني ادى لحريق في الطائرة والتي سقطت واسفر الحادث عن وفاة كامل ركابها 301 – 3 ملاحين والكابتن ومساعديه و11 مضيفا و287 راكباً رحمهم الله .. تلك الفترة كان للبلاد عمل صحفي متفرد – كانت الطائرة "ترايستار لوكهيد 1011. الحادث كلفني د. هاشم عبده هاشم وكان نائباً لرئيس تحرير البلاد الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله بتغطية الحادث وبالمصادفة كان اكثر الضحايا من السعوديين في مكةالمكرمة وعملت مع المصور الزميل بشير الصغير على زيارة منازل الضحايا في مكةالمكرمة واذكر منهم كامل الشريف – خالد محسن مقيبل – محمد جميل سبهاني – توفيق طيب – سليمان هرساني – يوسف احمد شعيبي – عماد محمد جوهرجي – رحمهم الله وتلك الفترة كان دخول مصور لمكان العزاء من الامور الغريبة وكنت اجري اللقاءات وانزل الى جدة واعد المادة والصور وتنشر في اليوم الثاني. كابتن الطائرة وفجأة جاءني احد الموجودين في العزاء وكنت اسأل عن منزل اسرة كابتن الطائرة واذا به يقودني الى حيث المنزل في حي "جرول" وكان الوقت قرب العشاء وطرقت الباب وفوجئت بأن اسرة الكابتن محمد علي الخويطر يرحبون بي بكرم خُلق رغم ظروفهم ودخلت ومعي المصور وتحدثت مع اشقاء الكابتن ابراهيم – سعد – عبدالعزيز – عبدالله – فيصل واصرت الاسرة على تناول طعام العشاء وغادرت الى جدة وانفردت البلاد الثلاثاء 16 شوال 1400ه 26 اغسطس 1980م بأول حديث مع اسرة كابتن الطائرة ونشر على صفحتين متقابلتين مع صور ابنائه ريان ورعد وكانوا اطفالا. مساعد الكابتن ثم علمت ان مساعد الكابتن الكابتن سامي حسنين يسكن في جدة واجريت اتصالات هاتفية حتى توصلت لهم واجريت حديثا مع شقيقه الاستاذ حامد حسنين وبعثت المصور للمنزل وقام بتصويره وابناء الفقيد خلود واخيها.ونشرت البلاد في اليوم الثاني 17 شوال 1400ه 27 اغسطس 1980م. الكابتن الصغير ومرت الايام وفي 5 / 2 / 2010م التقيت مع الكابتن ريان ابن الكابتن الخويطر والذي كان طفلاً يوم الحادث وبعد مرور ثلاثة عقود اصبح ريان كابتنا على طريق والده رحمه الله. ما لم يقله الصندوق وقبل اكثر من عام من اليوم علمت من الزميل الاستاذ منصور العساف وهو احد العاملين في الادارة الاعلامية بمجلس الشورى وله صفحة اسبوعية في صحيفة "الرياض" بعنوان "ايام لا تنسى" وبين زمنين واماكن في الذاكرة .. بان لديه كتابا او هو بحث عن حادث الطائرة بذل فيه الكثير من الجهد والبحث والاتصالات داخل وخارج المملكة وجمع العديد من الاحاديث مع اصحاب العلاقة والفنيين وحسب ما يقول انه تمت مقابلة موظفي المطار وادارة الصيانة والخدمات الارضية ورجال انقاذ واطفاء التابعين لرئاسة الطيران المدني تلك الفترة ممن حضروا الحادثة كما تم استعراض التقارير الرسمية للتحقيقات المحلية والدولية التي اجريت بعد الحادثة وتم ترجمة ما كتبته الصحف الاجنبية كما تم مقابلة اهالي الركاب والحصول على قصة سفر كل شخص على حدة فكان اغلبهم معتمرين او غير ذلك وكانت هناك قصص مأساوية محزنة.. ويضيف الزميل العساف ان الكتاب يستعرض مصير الطائرة سنين طويلة من الحادثة ويسلط الضوء على سبل واسباب السلامة واهم الاخطاء التي وقعت اثناء الحادثة وهناك تحليل دقيق لكل تفاصيل اللحظات الاخيرة والمحادثات التي تمت مع البرج ورجال الاطفاء. وقد سررت كثيراً ان وثق الاخ منصور العساف بحسه الصحفي كل ما يتعلق بالحادث واشار للبلاد لانها الصحيفة التي انفردت تلك الفترة بنشر اهم واكثر الاحاديث سواء مع اسرة الكابتن ومساعده وعدد كبير من الضحايا رحمهم الله. وقد عنون الزميل العساف كتابه."ما لم يقله .. الصندوق الاسود" قصة عودة رحلة السعودية رقم 163 الى مطار الرياض القديم ووفاة جميع ركابها عام 1400ه. والكتاب يصدر بعد اشهر قريباً بإذن الله.