عندما يؤوب العبد إلى خالقه عندها يكون في روحانية تجعل من كل جسمه لوحة مغسولة بنورانية جذابة.. ويكون لحظتها يعيش كل الحياة في معناها السامي.. فاسمع ما قاله شاعرنا في بيتين من شعره الآخاذ: أَتيتُكَ يا ربِّ عطْشَانَ حُبّاً لتَشْفي غليلي وتُطْفئ حَريقي ومَنْ لي سِوَاكَ يدلُّ فؤادي ويَهْدي الشّريدَ لنورِ الطريقِ؟ نعم من يهدي الشريد لنور الطريق.. سواك يا الله .. من هذا الاحساس الايماني بالله وبقدرته سبحانه على الهداية أتى شاعرنا الى طرق الأبواب.. ولم يتوقف ها هنا إنه ذهب إلى من أرشده إلى تلك الأبواب في رحلة شوق إلى بلد الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه لتقرأ عن رحلته المستساغة في ذوب نفسه.
شدّي إليك رواحلي فلقد عزمتُ على المسيرْ هذا الفؤادُ العاشقُ الهيّامُ من وَلهٍ يطيرْ سبقَ الحشودَ وفرَّ بالأ شواقِ من سِجنِ الأسيرْ يا طيبةً المجدِ الأثيلِ وغرةَ الشرفِ النضيرْ ساقوا إليكِ محبّتي وبقيتُ في قيَدي حسيرْ ولقد رحلتُ بخاطري وبأدمعِ الصبَّ الكسيرْ ووقفتُ عند البابِ مع ترفاً على إثمي الكبيرْ طودُ الذنوبِ أجرّهُ وبداخلي لفحُ الهجيرْ إني أتَيت بساحِ مَنْ حاز الشفاعةَ من خبيرْ وطرقتُ في خجلٍ على الأبوابِ إني مستجيرْ صلّى عليكَ الله هل إلّاكَ في الدُنيا مجيرْ صلّى عليكَ اللهُ، هل في الحشر إلاّكَ النَّصيرْ؟ روحي ببابِكَ يا رسولَ اللهِ من حبي سفيرْ حَمَلتْ إليْكَ توسُّلي بشفاعةٍ عنْدَ القديرْ يا سيدي قلبي بّراهُ الوجدُ مِنْ خَوفِ المصيرْ حاشاكً أن يبقى محبُّ كمُ يُقلَّبُ في السعيرْ إنّي نزلتُ بروضكمْ وسجدتُ للربِّ الغَفورْ ورجوتُ أن تبقى نَصْي ري عِنْدَ مُعتركِ الأمورْ فوقَ الصراطِ إذا استوى والخلقُ في ويلِ الثبورْ صلّى عَليْكَ الله يا أملاً تقدّسَ في الضميرْ