أعلنت رئيسة دار لولوه للانتاج الفني الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، خلال المؤتمر الصحفي اليوم الأثنين أن فيلم "حبيب الأرض سيتم عرضه سينمائيا للجمهور أول أيام عيد الفطر المبارك تزامنا مع الذكرى 25 للغزو العراقي لدولة لكويت هذا العام، موضحة أن السينما تلعب دور كبيرا في حياتنا الاجتماعية و الفكرية فهي أداة فعالة من أدوات الثقافة والمعرفة كما أنها الان هي المؤرخ الأول لحضارات وتاريخ الشعوب فهي دليل على ارتقاء المجتمعات واحدى وسائل الاتصال الحديثة وخاصة في قضايا التغيير الاجتماعي والثقافي مثل القيم والمعتقدات والاتجاهات والمواقف والآراء ومن هنا اكتسبت السينما أهمية كبرى عالميا مؤكدة على أن الخليج العربي ليس فيه تجارب سينمائية ترتقي للمنافسة العالمية إلى الان وأنه لفخر لنا جميعا أن يتم تصويره وإخراج وإعداد ممثلين لفيلم "حبيب الأرض الذي يتناول قصة الشاعر الشهيد عاشق الكويت فايق عبد الجليل بطريقة عالمية ولكن تم تنفيذه على أرض الكويت . حول تحمسها لانتاج هذا الفيلم قالت الشيخة انتصار الصباح أن االشاعر فائق عبد الجليل ليس فقط اشهر أسير كويتي منذ غزو النظام العراقي للكويت عام 1990 وانما شخصية كويتية كبيرة وملهمة اثرت في كل من حولها فتجد في كل لحظة من لحظات حياته حب الكويت وارضها في عينيه وبين صفحات اعماله فهو قدوة ومثال للجميع علي العطاء والبذل. وأشار رمضان خسروه الكاتب السينمائي ومخرج الفيلم أنه منذ ثلاثة أعوام وهو في حضرة الغائب الحاضر, تلك الهامة التي غابت جسدا ولكنها ظلت في وجداننا روحا تلهمنا قيمة العطاء، منذ ثلاثة أعوام وهو يرتوي من نبع عطائه المتدفق اما من قصيدة او مقالة اوموقف, مشيرا انها تجربة اكدت له أن الفن رسالته باقية وأن قيمة المرء ما يحسنه، ولم يقف الامر عند ذلك فقد كان حب الوطن لشاعرنا منهجا وسلوكا تراه في احرف قصائده وتلمسه في اعماله الخالدة، والعمل جاء ليحافظ على مرحلة من وجداننا الوطني , فجاء هذا العمل عرفانا منا الى روح من نستظل به اليوم تكريما وتوثيقا لحياته من خلال فيلم سينمائي , ولان هذا الشخص محب ومليئ بالعطاء. مشيرا خسروه الى أن هذا الفيلم هو أول أعماله في مجال الاخراج السينمائي فهو بمثابة طفله الاول الذي اهتم به كثيرا – كما يقول – وبكل جزء مستغرقا تصوير الفيلم 4 اشهر وكان مثل السهل الممتنع وذلك لعدة أسباب فهو سهل لقرب الشخصية لقلبي وممتنع لأهمية تاريخه و وجوب الحرص في التعامل مع التاريخ… و من هنا تشكلت لدي الرؤية الاخراجية المناسبة والتي ترتكز في تسليط الضوء علي اللحظات المختزلة في حياته وربطها برموز للاتنقال بين فترات حياته المختلفة بكل رشاقة و احترافية كما اشار المخرج ان ابطال العمل كان لهم الدور الكبير والاهم في تكوين الصورة المطلوبة حيث يقوم ببطولة الفيلم كل من الفنان فيصل العميري والفنانة حنان المهدي والفنان عبدالله الطراروه بالإضافة الي مجموعة من النجوم وضيوف الشرف المشاركين مثل الفنان القدير سليمان الياسين والفنان جمال الردهان والفنانة لطيفة المجرن والفنان عبدالله التركماني واخرون و الموسيقى التصويرية للفيلم للمؤلف الموسيقى الكبير طارق الناصر والمكياج للمحترف العالمي عبدالله اسكندري. من جهة اخرى قال الفنان فيصل العميري اكتملت الصورة التي أرادها فايق عبدالجليل بأننا سنبقي كويتيين نموت ونحيا كويتيين وليس بغريب علينا جميعا بأن هذا الحشد اليوم اتفق بالإجماع على أن الكويت كأرض هي منبع العطاء والسخاء الذي تقدمه دائما وأبدا لأبنائها المخلصين ، فلكم منا ألف تحية وتحية .مشيرا الي ان فايق عبدالجليل اسم ارتبطت به ذاكرة أجيال ليس على الصعيد الفني فقط وانما على الصعيدين الإنساني الوجداني والفني الأدبي ، صورلنا لهجتنا طباعنا وعاداتنا كلها تمثلت في احرف شعره الفذ فلم يترك لنا شيئا إلا وأرخه لنا فأين نحن منك ياأبا فارس وأين أنت منا ؟ فقد اختصر شاعرنا الشهيد كل معاني الحب والإخلاص والحكمة في أشعاره فكان شاعرا يجول في خلجات النفس الكويتيه معبرا بها عن ذاتة الانسانية منوها بأنه سيظل الأطول عمرنا في ذاكرة الأجيال. وأوضح فارس فايق العياضي ابن و ممثل ورثة الشاعر الشهيد فايق عبد الجليل أن دار لولوه للإنتاج الفني ليست اول جهة تقوم بالعرض على ورثة الشاعر الشهيد بتقديم عمل فني عن حياة الشاعر و رحلته مع الشعر و الإبداع. ، وما كان مميزا في هذا العمل هو شغف الكاتب السينمائي و المخرج رمضان خسروه للعمل بشخصية والدي الشاعر و لكن الأكثر تميزا بالنسبة لي و للورثة هي رؤية الشيخة انتصار سالم العلي والتي اشتهرت بأعمالها و إسهاماتها الغير الربحية في خدمة المجتمع حيث يعتبر ورثة الشاعر الشهيد رؤية الشيخة انتصار سالم العلي في هذا العمل هي تكريم لكل شهيد كويتي و تكريم أيضا لكل شاعر حقيقي على وجه هذه الارض الامر الذي دفعهم للموافقة على هذا العمل دون اي مقابل مادي. وأضاف أن والده يعتبر رجل المعادلة الصعبة حيث يظهر هذا الفيلم كيف ترجم والده شعره الإنساني و الوطني الي واقع ملموس و ذلك من خلال صموده و أسره و استشهاده في سبيل وطنه مضيفا ان سر والده ليس في جمال قصائده فقط ولكن في شخصيته الانسانية الفريدة حيث كان يكتب بأسلوب البساطة المستحيلة و يتعاطى نفس الأسلوب في حياته اليومية مع من هم حوله.