اتحدث عن عام 1389ه .. تفضل والدي رحمه الله وانا في الصف الثالث المتوسط بتعليمي قيادة السيارة على سيارته في "حوض البقر" العزيزية اليوم لسعة المكان ثم تفضل ووعدني بسيارة جديدة بعد الحصول على الشهادة المتوسطة واوفى بوعده تغمده الله برحمته وكانت سيارة تويوتا "كرينا" 1970م.. لكن قبل ذلك بعام بعثني الوالد لاحد اصدقائه في المرور وكان مقره في "البيبان" ومديره اللواء صديق تونسي وكان عقيداً وصديق والدي هذا اليوم هو جاري في مكةالمكرمة الشيخ سعيد الغامدي "ابا احمد" وهو موظف مدني كانت الاجراءات الاولية للرخص ضمن اعماله وحددوا لي موعد "الاختبار" كان المسؤول الذي يمنح الرخصة المهندس عبدالفتاح شرف رحمه الله وكان رجلا حازما وكان الاختبار مقهى السنكي في حوض البقر وموعدي بعد صلاة الفجر ويؤمن المرور سيارة للناس لاداء الاختبار لكنني حضرت بسيارة والدي بوكس تويوتا وهو ما لفت انظار الناس وكنت منتشياً تلك الفترة في ذاك العمر وسجلت في البيان وكان ترتيبي اول شخص وهذا مما يزيد "الخوف" من عدم اجتياز الاختبار.. جلس المهندس بجواري وكان الاختبار اجتياز "الدوران" بين كراسي "الشريط" في المقهى واستعمال الاشارة عند الدوران لليمين او الشمال باليد رغم وجود مؤشر في السيارة والتأكد من "قفل" الابواب والدوران حول السيارة للتأكد من عدم وجود اطفال خلف السيارة قبل الجلوس امام المقود ويفاجئك المهندس وهو يقول بصوت عالٍ "اوقف" ليعرف مدى صحة تصرفك بالوقوف بقوة او بطريقة مناسبة لكنني فوجئت به بعد ان اختبرت كل الاختبارات والتعليمات يفتح الباب وكان يضع جزءاً من قدمه ويوهم السائق انه مقفول ورمى لي بالملف وقال لي اعد الاختبار فعلا حضرت بعد يومين واعدت الاختبار ونجحت. نجاح وتصفيق وكان الناس عندما يبقى المهندس الملف لديه دلالة على نجاح السائق فتراهم يصفقون والعكس لو اعطى المهندس السائق الملف لمراجعة المرور لإعادة الاختبار والعدد الموجود لا يقل عن 100 شخص ينتظرون الاختبار وكانت سيارة المرور قديمة وصعبة القيادة لذلك يطلب بعض المعارف من القادم بسيارته ان يسمح له بأداء الاختبار عليها خوفاً من عدم اجتياز الاختبار لعدم ملاءمة سيارة المرور . وبعد يومين نستلم الرخصة وقد استلمتها من الشيخ "الغامدي" اطال الله عمره وكنت فرحاً اتباهى بها بين زملائي وجيراني اردت ان انقل صورة قديمة للحياة قبل 45 عاما في مكةالمكرمة في امر اجتماعي وكيف كان اختبار القيادة في المقهى.