كم أثلج صدري إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الدكتور صالح بن حميد في خطبة الجمعة الماضية عندما عرج على أمر مهم جداً وهو أن مشاكلنا ليست مع الشيعة ولكن مع إيران التي تتبع المذهب الشيعي وتستغله بانحراف في تأجيج المنطقة للوصول لأهدافها الاستعمارية المقيتة والتي نفذتها في العراق ثم سوريا وحاولت المضي إلينا من خلال المليشيا المجرمة في اليمن والمعروفة بالحوثيين لكي تصوره كصراع طائفي وهم في الحقيقها ذراع إيران المخرب للخليج. لابد أن نعمل جميعاً على توضيح هذا المفهوم الخاطئ والذي للأسف أجد أن هنالك الكثيرين ممن يخلطون فيه الأمور وهذا ما تريد إيران الوصول إليه، فالشيعة هم مسلمون يوحدون الله ويتبعون رسوله الأمين محمد عليه الصلاة والسلام وحبهم لآل بيت الرسول كما هو حال السنة جلب لهم بعض الانحراف الفكري الذي يوجد بأشكال مختلفة بين المذاهب الاسلامية، هذا الإختلاف ليس شأن الناس لكي يحكموا فيه والخالق سبحانه لم يجعل هذه الصلاحية حتى لرسله عليهم السلام، ولهذا عرفنا سبحانه أن إليه مرجعنا فينبئنا في ما كنا فيه مختلفون. هنالك من بسبب سوء فهمه وصل لحد الجمع بين إيران والشيعة، بل وصل الحال بالبعض لوصف الشيعة بالأشد عداوة من اليهود وهذا يخالف قول الله تعالى الذي عرفنا أن اليهود هم الأشد عداوة وأن النصارى الأقرب مودة، فماذا يكون حال المسلم المتبع لرسول الله محمد؟ وإذا كان لبعض الشيعة أقوال نستنكرها ولكن لا تعطينا الحق في جعلهم كاليهود بدليل أن الخالق لم يأمرنا بمعادات الذين كفروا من لم يقاتلوننا ولم يخرجونا من ديارنا بل أمرنا سبحانه بأن نبرهم ونقسط إليهم، فما بالكم بمن يوحدون الله ويتبعون الرسول الأمي؟ هل يجهل الطائفي مفهوم سورة الكافرون؟ إن النقلة النوعية الوطنية الكبرى التي حققها ملك الحزم سلمان الحكيم ورجالاته والتي أمنت الوضع الداخلي والخارجي، الأمني والإقتصادي، لا يمكن خدشها بغير الطائفية المقيته وهذا ما يسعى له أعداء الوطن وعلى رأسهم إيران النظام وليس الشيعة الذين منهم مواطنون يغيرون على أرضنا وعرضنا كما هو حالنا وحسابنا وحسابهم في الدين على رب العالمين. لابد أن نحذر كل الحذر من الفتنة الطائفية التي ينتهجها البعض بسبب العاطفة الدينية الجياشة أو بالجهل في الخلط بين الشيعة وإيران وما يُتعمد توزيعه من مشاهد في مواقع التواصل الغرض منها تأجيج الطائفية التي هي جديره بتشويه كل التفوق وإضعاف كل القوة، ومملكتنا الحبيبة تعيش أفضل أوقاتها التي تجعل مستقبل أجيالها بفضل ما أنعم الله به علينا متميز فلا تسمحوا للإعداء بجعلنا نتبنى أهدافهم فيصبح الجاهل عدو نفسه، الكل مسؤول في محاربة الطائفية فل نتحمل مسؤولياتنا كمواطنين كما تحمل الدفاع عنا جنودنا البواسل وقادتنا المحنكين، والسلام على من اتبع الهدى. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا