عرض عليّ احد الجيران في شهر رمضان الماضي الذهاب الى مكةالمكرمة لأداء صلاتي المغرب والعشاء وكذلك (فك الريق) في المسجد الحرام فاستحسنت الفكرة ولكنه أخبرني بأنه لابد من مغادرة جدة قبل العصر لكي نتمكن من الجلوس والصلاة في مكان قريب من الكعبة المشرفة ويطل عليها فوافقت على الفور وغادرنا جدة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر فوصلنا مكةالمكرمة بعد فوات صلاة العصر فصليناها جماعة. ثم كان لابد من اداء تحية المسجد الحرام وهي الطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة ولما هممت بذلك حذرني احد الاصدقاء من النشالين قائلا "خللي بالك من المحفظة" فقلت في داخلي "الله يستر" وبدأت الطواف واضعا يدي على "الجيب" الذي به المحفظة وكانت عامرة بمبلغ لا يقل بحال من الاحوال عن ثلاثمائة ريال وهو مبلغ "مش بطال" كما تقول فيروز فضلا عن "بطاقة الاحوال المدنية" وبطاقات امريكان إكسبرس وفيزا وشرائح جوالات انجلترا وفرنسا وسويسرا التي ازورها سنويا اكثر من مرة . وعند اقترابي من نهاية الشوط الاول وجدت الحركة شبه متوقفة – وذلك لانه بعض الطائفين هداهم الله يتوقفون تماما قبالة "الحجر الأسعد" وبمحاذاة الخط الأسود الموضوع على الأرض في الاتجاه الشرقي للكعبة – ثم يرفعون بأيديهم مهللين ومكبرين بل ان بعضهم يسترسل في الدعاء غير آبه بما يسببه من تزاحم وتوقف لحركة الطواف . وهنا وجدت امامي بعض النساء الطائفات والناس من ورائي يدفعونني نحوهم دفعا فلم أجد بدا من استخدام يدي الاثنين لمنع جسمي من الالتصاق بأجسامهم . وبعد المرور من "عنق الزجاجة" عادت يدي الى مكانها المعتاد لحماية المحفظة فاذا بجيوبي خالية منها – يا للهول – لقد سرقت المحفظة في نهار شهر رمضان والناس صيام وأين؟ امام "الحجر الاسود" وفي أشرف بقعة خلقها الله على وجه الأرض! وللحديث بقية.