رعى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان مساء يوم الأربعاء الماضي في قصر الضيافة بمحافظة ثادق حفل تدشين اللجنة الثقافية بالمحافظة التابعة للنادي الأدبي بالرياض بعد صدور موافقة سمو أمير منطقة الرياض على إنشائها، وتمويلها من قبل الشيخين محمد وخالد أبناء عبدالرحمن الماجد. وكان في مقدمة الحضور محافظ ثادق أحمد العلم الزهراني، والشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، والشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي، ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والوجهاء والأعيان، وقدم الحفل المحاضر بجامعة الملك سعود حازم بن فهد السند. وقد بدئ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور عمر بن عبدالعزيز السيف نائب رئيس اللجنة أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك سعود كلمة مثقفي المحافظة، وقال: تستهدف اللجنة تفعيل الدور الثقافي والأدبي للمحافظة، وتتلخّص أهدافها في تهيئة بيئة ثقافيّة تجتذب المثقفين وتنشط الحراك الثقافي في المحافظة، واكتشاف المواهب الأدبية والثقافيّة ورعايتها، وإبراز الإرث التاريخي والأدبي للمحافظة، والعمل على رفع المستوى الثقافي والأدبي لمبدعي المنطقة ومثقفيها، وتعزيز دور الهوية الثقافية والأدبية في ترسيخ الوحدة والانتماء الوطني، ومن ثمّ، فهي لجنة للوطن ومثقفيه بجميع فئاتهم، ومختلف مشاربهم. وأضاف: تُعدّ محافظة "ثادق والمحمل" ذات تاريخ ثقافيّ وأدبي مميّز إذ أنجبت الكثير من العلماء والشعراء والمؤرّخين والمثقّفين، وينتسب للمحافظة اليوم أسماء معروفة من الشعراء والأدباء والنقّاد والفنانين التشكيليّين. بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري نيابة عن أعضاء مجلس الإدارة كلمة عبّر فيها عن سعادته الغامرة برعاية وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان لحفل تدشين اللجنة الثقافية بثادق لتضاف إلى لجنتي: الخرج والمجمعة التابعتين للنادي، وقال: إن أعضاء اللجنة يملكون خبرات ثقافية وتربوية واجتماعية وقادرون على فعل ثقافي متميز يليق بتاريخ المحافظة ومكانتها. ونوه بالدعم السخي الذي تلقته اللجنة من الشيخين: محمد وخالد الماجد، ووصف هذه المبادرة بأنها غير مستغربة من رجال كرماء وباذلين، وتمثل صورة من صور تفاعل رجال الأعمال مع العمل الثقافي الحكومي، وتدل على الرغبة الصادقة من أبناء المحافظة لخدمة محافظتهم ورفع اسمها. بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة الشاعر عبدالله بن سليمان الدريهم قصيدة في سبعة وعشرين بيتاً تضمنت الفرحة بإنشاء اللجنة، ومما قال: بحضور أهل الفكرِ والنُجباءِ جئنا ندشنُ لجنة الأدباءِ صرحٌ يُشيدُ بالثقافة ركنهُ هو في صروح المجد خيرُ بناءِ في لجنة جُعلت لأفضل غايةٍ قد خصصت لمواهب الأبناءِ جُعلت لأهل الضاد منبرَ دعوةٍ يدعو لعودة مذهب الفصحاءِ قد أسستها نخبةٌ من أهلنا نذروا نفوسهمُ لكل عطاءِ الباذلون الجاه دون ترددٍ والمنفقون برغبةٍ وسخاءِ إثر ذلك ألقى الشيخ خالد بن عبدالرحمن الماجد كلمة ممولي اللجنة ورعاة حفل التدشين، ومما قال: أسأل الله أن تكون هذه اللجنة منبراً مباركاً للأدب الرصين ومختلف الأجناس الثقافية الأصيلة, ومحضنا للشباب وللمواهب العلمية والأدبية والتراثية, وخدمة مجتمع ثادق ونشر أدبها وثقافة أهلها وإثراء الساحة بالجميل والنافع الماتع. ووسط ترقب الحضور لما سيقدم ضيف الحفل الشاعر الكبير عبدالرحمن العشماوي، جاءت قافية البيت الأول (القاف المكسورة) لتعلن أن هناك بيتاً فيه ذكر ثادق، وحين اعتلى المنبر قال: أسيرُ على نهجٍ منَ الحُبِّ صادقِ وأسألُ عنِ تَّاريخِ (أمَّ البنَادِقِ) وأسألُ عن أعلى (طويق) وحضنِهِ يضُمُّ رياضَ الحُبِّ ضمَّ المُعانِق وختمها قائلاً: تهُبُّ رياحُ الشعر شرقاً ومغرباً بما في حنايا القلب من نبضِ خافقِ فلا تسألِ الأزهار عن طيب نشْرِها يُحرِّكُ شوقاً في قلوبِ العواتِقِ أتيتُ وفي شعري رحيقُ مشاعري وفي بيت شعري زاهياتُ النَّمارِقِ سألتُ وأكثرتُ السؤالَ لأنَّني أُفتِّشُ عن معنى الرِّضا والتَّوافُقِ فجاوبّني صوتٌ يفيضُ مهابةً تمهَّلْ فأنتَ الآن في قلبِ "ثادِقِ" وضجت الصالة بالتصفيق المتواصل إعجاباً بالقصيدة وحسن الإلقاء، واختتامها بذكر ثادق. وقبل الختام أدّى طلاب ثانوية ثادق أوبريت (لغتي) من كلمات عبدالله الدريهم، وتدريب سليمان المحيذيف، ثم كرّم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ورئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري الداعمين والمشاركين في الحفل بدروع تذكارية. وكان سعادة الوكيل يرافقه عدد من موظفي وكالة الوزارة للشؤون الثقافية قد زار قبل الحفل مبنى المكتبة العامة بثادق، والتقى بالعاملين فيها ووجّه بدعمها بالمراجع والكتب الحديثة وبعدد من الأجهزة التي تُسهم في تطور الخدمات المقدمة لمرتاديها.