في الحديث "عينان لا تمسهما النار، عيْنٌ بكت من خشية الله و عيْنٌ باتت تحرس في سبيل الله". الثانية التي باتت و ظلّت و رابطت كُنِّيَ عنها (بالعيْن) لتتوافق مع سابقتِها الباكية، و إلّا فالمقصود شخصُها بكلِ حواسِّه العاملةِ في وظيفتِه الجهادية. و ليس ضرورةً أن تتضمن إطلاقَ نارٍ أو تواجداً مقابلاً أو محاذياً للعدوّ. فمُقابلتُه و مُحاذاتُه في عصرنا لم تعد (جغرافيةً) بل (إعتبارية). هكذا وظيفةُ من هو في (غرفة عمليات) تبعد آلاف الكيلومترات عن الميدان. و كذاك مهمّةُ عاملِ (الإستخبارات) أو (المباحث) الجامع معلوماتٍ مكمّلةً لكلِ ما فيه ضبطُ بلاده. و مثلُهُم كثير مما لا حصر له، خدمتُهم أمنُ الناس الداخلي فلم تعد ساحةُ الحروبِ مواقع الإشتباك فقط بل توسعت لدسائس الخصوم و جناياتهم داخلياً. كرمُ الباري لا حدود له لكل ذي مهمّةٍ في زمن (عاصفة الحزم). تجعلُها فرصةً ذهبيةً للتّبايُع معه، حتى بلا قتالٍ ميدانيٍ مباشر..فقط إحتسبوا (النيّةَ) يا جُندنا الأبطالَ عسكريين و مدنيّين. و يا ليْتَ علماءنا و إعلامَنا يوسع دائرةَ التعريف بالفرصة ليفوز الجميع بوسامِ "عيْن لا تمسُّها النار". Twitter:@mmshibani