تصوير- محمد الحربي كشفت جولة (البلاد) من داخل عدد من المطاعم الشعبية في حي غليل جنوبجدة عن ضعف الرقابة على الاشتراطات الصحية متمثلة في اليد العاملة داخل المطاعم0 ورصدت عدسة (البلاد) كمًا هائلًا من مخالفة الاشتراطات الصحية وفي مقدمتها عدم ارتداء العاملين زيًا مميزًا ونظيفًا، وعدم ارتدائهم قفازات خلال إعداد المأكولات، فضلاً عن سوء نظافة المطابخ واستخدام أدوات قديمة في إعداد الطعام. وأكّد عدد من المواطنين أن أبرز التجاوزات في المطاعم الشعبية تكمن في قلة خبرة اليد العاملة بالشروط الصحية والتدابير اللازمة لسلامة الطعام من التلوث إلى جانب استخدام أدوات تقليدية في إعداد وتحضير الطعام بالإضافة إلى عدم ارتداء القفازات والزي الصحي أثناء مباشرة العمل فضلاً عن تكرار وتسخين زيوت القلي عدة مرات في تجهيز السمك ما يمكن اعتباره كارثة صحية تسبب أمراضًا خطيرة في مقدمتها التلبك المعوي والتسمم والعديد من الامراض سيما وان تلك المطاعم تحضر الاطعمة على الشارع العام. النار تقتل الجراثيم: وقال سعد القرني:"إن العاملين بالمطاعم الشعبية الموجودة في الأحياء السكنية يفتقرون إلى أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه زبائنهم الذين يجهلون حقيقة الطريقة التي تم إعداد الطعام بها، خاصة تلك الأطعمة التي يدخل في إعدادها زيت القلي مثل الأسماك وبعض الأطباق الشعبية حيث يتم تكرار استخدام زيت القلي إلى درجة تحوله إلى اللون الأسود فيصبح مؤكسدًا وغير صالح للاستعمال، ومن المعروف أن هذا يؤدي إلى إنتاج مواد مسرطنة في الزيت ويهدد حياة المواطن والمقيم وبيئة لتكاثر الأمراض. وثقافة هؤلاء العمال النار تقتل الجراثيم" 0 وأضاف القرني:" المطاعم الشعبية أصبح هدفها تحقيق الربح المادي بأي ثمن، لذا مطلوب من كل مستهلك أن يتفحص جيدًا الطعام المقدم إليه والظروف التي يتم تقديم الطعام فيها إليه، فمثلاً كيف يمكن أن يستسيغ المستهلك شراء مأكولات وعامل المطعم الذي أعده لا يرتدي قفازات في يديه". اهمال المطاعم الشعبية: واستغرب ابراهيم الشمراني من المطاعم العشوائية التي تعمل بعيدًا عن الرقابة على الشارع العام المكتظ بالسيارات لافتًا إلى أن مفتشي البلدية يركزون على المطاعم الكبيرة والشهيرة فقط ، مقابل إهمال مطاعم شعبية اخرى. ويؤكد الشمراني على زيادة أعداد المفتشين في البلديات لأنه لابد أن يكون هناك تناسب ما بين أعداد المطاعم المتزايدة وبين أعداد المفتشين لتكون المراقبة شبه يومية عليها للقضاء على الظواهر السالبة التي تحدث في اعداد الاطعمة بطرق بدائية تقليدية بعيداعن اعين الرقابة0 مسؤولية الامانة: يؤكد حسين المولد أن هناك عددًا كبيرًا من المطاعم الشعبية، تفتقد إلى أبسط مقومات النظافة ولا تلتزم بالاشتراطات الصحية. ويشير انه قد تعرض إلى تلبك معوي بعد تناول وجبة سمك وهناك العديد من الاشخاص الذين تضرروا من هذه المطاعم التي لا تلتزم بالنظافة وأن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على البلديات، التي يجب عليها أن تتابع وتراقب هذه المطاعم والمطابخ، ولا تتساهل في تطبيق اللوائح والأنظمة. الرقابة ضعيفة: فيما يرى محمد الحكمي أن الدور الرقابي للبلديات ضعيف جدًا، ففرق المفتشين لا تراقب جميع المطاعم ويكتفون بمخالفة عدد معين من المطاعم .وأكد ضرورة إلزام عمال المطاعم بالتقيّد بالتعليمات التي أصدرتها البلديات فيما يخص الاشتراطات الصحية وتنفيذها حرفيا، وعدم التهاون على حساب أرواح وصحة المواطنين.