* البحث عن طبيعة كنه الأشياء تجري في دم الانسان، وقد تختلف طبيعة الباحث والتأمل في اصول الاشياء ذاتها .. فليس بدعاً ان نجد من يهتم بمشاكل الآخرين او نجد من يخفي في حناياه مشكلته او ان يحرص على تعرف مكانته بين اقرانه.. * والانسان بطبعه جسد من نفسه مشكلة في عصره ومكانه وتحديد موقعه على خريطة العالم .. بيد ان العاقل من يحدد عمله متفهماً معنى حياته ووجوده ويسعى بكل ما أوتي من قوة ليضفي عليها بريقاً بالصبر والعزيمة والعمل .. العمل الجيد الذي يرضي ضميره ووجدانه قبل كل شيء .. ثم الأداء الجديد. * فنحن لا نستطيع ان نحيا دون ان نتساءل عما تخفي الطبيعة البشرية من معان او ان نقنع بصورة من حولنا وبما تقدمه حواسنا عنهم .. إذن لابد أن نعمل بعقولنا قبل قلوبنا، وان نغوص في أعماقنا لنفهم حقيقة حياتنا الانسانية، وبذلك نحدد غاية مصيرنا وجهدنا. * فالفكر الذي تباهى به العلماء .. ما هو الا نتيجة طبيعية لتلك الهندسة البيولوجية (الحيوية) التي ترتكز على خلايا اللحاء المخي .. ولكن أمزجة المفكرين في الواقع محكومة بمجموعة عوامل منها المناخ والبيئة المحيطة بجانب المؤثرات الاخرى من وراثة وغيرها .. فقد نجد بعض العلل التي تحد من نشاط هذه الامزجة فتحول دون التفكير لما هو أنفع واجدى. * ولكن .. لعمري ان جذور الانسان تظل متأصلة بأرضه وبظروف حياته البشرية .. فنحن نجد المخادع المرائي، والمحتال ونجد ايضا من يخدع بهم.