دائماً وابداً يتوقف التاريخ امام كل الاحداث الاهلاوية يرصدها ويوثقها ويحافظ عليها في سجلاته الخالدة حتى تتعرف الاجيال المتعاقبة على ادق تفاصيل هذا الكيان الذي كان منذ اشراقته الاولى وجهة لكل الساعين للنجاح والطامحين للمجد. تميز الاهلي بالشموخ وتفرد بمصادرة الذهب حتى حاز وبجدارة على لقب بطل الكؤوس وهو لقب صادف اهله. مساء السبت الفارط عاش شارع التحلية تحديداً حيث يقطن الراقي حدثا عادياً عند الاهلاويين والذين يتفاخرون جميعاً بهويتهم "الخضراء" الموسومة بالولاء والانتماء لهذا الكيان الرابض في اعماق التاريخ والغارق حتى شوشته في منجم الذهب. في ذلك المساء الاستثنائي كان الاهلاويون يحتفلون بباكورة "الذهب" لهذا الموسم التي طوقت الاعناق بإكليل الورود الباعثة على الفرح والسرور وكانوا يحتفون بارتفاع صوت المنطلق والانصاف الذي طالما تمرد عليهم كثيراً. في ذلك المساء المبهج تشكلت لوحة فرح "خضراء" اكتست بها مدن وارياف وهجر كل الوطن كيف لا يحدث ذلك والاهلي هو البطل والناطق الرسمي باسم كل اندية الوطن وممثلها الشرعي وصاحب امتياز اللون الاخضر الذي اتفق عليه كل ابناء الوطن. في هذا المساء "النخبوي" كان الاحتفال عارما ومتناسبا مع الحدث ولائقاً لاحتفال عارما ومناسباً مع الحدث ولائقاً بقيمة وقامة القلعة ومعطيات الانجاز. في ذلك المساء رددت جماهير الاهلي الاصيلة عبارات الفرح بلغة الضاد وببقاتها الثمانية والعشرين وتناغم معها وتجاوب كل عشاق الفن الكروي الاصيل في كافة اصقاع الوطن العربي من الماء الى الماء. في ذلك المساء احتفل "الكاس" بالاهلي وعاد ليشارك بقية الكؤوس فرحة الاقامة في قلعة الامجاد. تأكد فعلا ان مقر الاهلي يقع على منجم ذهب وإلا بماذا نفسر ذلك الاشعاع الصادر من قلعة الكؤوس والذي اشتكى منه كل سكان الاحياء المجاورة. الاهلي يملك اكبر مخزون ذهب في العالم ببطولاته التي تجاوزت الالف ليقف على قدم المساواة مع الميلان واندية فرز اول في العالم. الاهلي استثنائي في كل شىء ومتفرد عن بقية الاندية التي حالت محاكاته ومسايرته الا انها فشلت لان الاهلي هو الاصل والواجهة والحضارة والتاريخ الذي كتبه ابناؤه بحروف وضاءه ومداد من نور. في ذلك المساء كتب تيسير ورفاقه صفحة من صفحات المجد وقفزوا على كل العقبات والالغام التي زرعها "اتحاد" حاول وبكل الطرق الغير مشروعه احباط طموح الاهلاويين من خلال تغيير حكم المباراة في ليلة ظلماء بهدف ارضاء معسكر المعارضة ولكن كل المحاولات البائسة تكسرت امام الادارة الصلبة لفرقة جروس هذا المدرب العبقري الذي اعاد صياغة الاهلي ونقله من مكان الى مكانه واصلح ما افسده سلفه ودفع بالاهلي الى ممرات الذهب ومنصات التتويج. الابتسامات التي اعتلت محيا الامير عبدالله بن مساعد واحمد عيد تؤكد الحيادية التي تميز مؤسساتنا الرياضية وثبت بما لا يدع مجالا للشك او الريبة على "الحب" الذي يحيط به الاهلي عند اصحاب القرار ولمس الجميع ذلك الفرح والشعور المبهج في ذلك المساء. جروس هو ضالة الاهلي التي بحث عنها طويلا وقد نجح في فترة وجيزة رغم ثقل التركة التي ورثها من "بريرا" نجح في اعادة هيكلة الاهلي وابعاد اشباه اللاعبين والاستعاضة عنهم بالموهوبين من نوعية العوفي ومعتز هوساوي. فيصل بن خالد بن عبدالله هذا الشبل من ذاك الاسد لك التقدير على المجهود الخارق الذي بذلته. الاهلي سيدفع ثمن هذه البطولة في مسيرته في الدوري وقد تجلت البوادر مبكراً من خلال انذار شديد اللهجة من رئيس النصر لرئيس الاتحاد السعودي الذي يرسم حالياً مع اتحاده سياسة "التوازنات" وتوزيع البطولات. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز هو من يستحق التهنئة وهو يستحق الفرح وهو من يستاهل التبريكات وهو من صنع الحدث وهو من رسم البسمة على شفاه الاهلاويين كان في حاجة ماسة في هذا التوقيت لهذه الفرحة دمت سالما ودامت افراحك دمت للاهلي ودام الاهلي بحضورك.