يعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود شخصية قيادية متعددة الجوانب واسعة المعرفة نهل من مدرسة القيادة التي أرساها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه اتصف بالحكمة والحنكة أنعم الله عليه من كريم السجايا والخصال وسمات اللين والتواضع وحبه للعطف والإنسانية وفي ميادين القوة والحزم ووهب الله له قلباً احتضن كل أبناء شعبه الوفي المتعايش معه المناصر له في ميادين أعماله تميز بحسن علاقته مع زعماء العالم وتجلت اهتماماته في بناء العقل ونتاجه العلمي والثقافي يتمتع بالعقلية الفذة والعقل القارئ المفكر المؤرخ الراصد لفصول مهمة من تاريخ وبطولات التوحيد ومسيرة البناء والتحديث يمتلك الرؤي الثاقبة للأهداف التنموية الوثابة حظيت الساحة الثقافية والإعلامية في عهد إمارته.. واليوم بدعم كريم قاد الحراك الثقافي بكل ابعاده فهو الكاتب الناقد رجل الإعلام الأول اتسمت علاقته بالصحافة بالمحبة المتبادلة طوال مسيرته وتنقله في المناصب القيادية في الدولة تأسست هذه العلاقة على مبدأ الاحترام لشخص قبل الكلمة يؤيد الرأي والنقد والإيضاح الذي يساعد على كشف الحقائق سعى إلى تطوير المسار الإعلامي من قلب الحدث مبدأه الشفافية والوضوح ودائماً ما يردد حفظه الله في منابر الإعلام بأنه صديق الصحافة وإنها صداقة متعبة ومكلفة وأن الإعلام بني على الكلمة فهي أساس المعلومة تحمل في طياتها مسارين إما صحيحة فتعطي المجال الإعلامي تقدماً مهنياً ومصداقية وثقة للمتلقي أو مغلوطة فتعطي الحدث مسارات متعددة قد تستغل من ضعاف النفوس لأغراض شخصية تكمن خطورتها كذلك عندما تصبح سلعة تباع وتشترى وأوضح بأنه يجب على الجميع في منابر الإعلام احترام الكلمة الصادقة الكلمة البناءة الكلمة التي تدل إلى الخير وتؤشر عليه الكلمة التي تدافع عن الحق وتحارب الباطل الكلمة المسئولة التي يقولها الإنسان وهو يعرف إلى أين تتجه وما هي أبعادها ومدى خطورتها ويتحمل مسئوليتها أمام الله أولاً ثم أمام مواطنيه وخصوصاً نحن في زمن انفتاح البوابات الفضائية ووسائط الإعلام العديدة يظل أثرها متعاظم فلا شيء يكبح جماح النفس عن إشاعة الكذب وإشعال نار الفتنة بالأخبار المكذوبة والإشاعات المغرضة إلا بالحفاظ على الكلمة واحترامها وتقدير مكانها والنيل من شرف الصدق بالجهر بالحقيقة وعدم التنازل عنها ولا شيء سواه منوّهاً حفظه الله بأن الكلمة يجب أن تحترم عندما تعبر عن رأي صادق وننتقدها عندما تحيد عن مسارها ونراقبها عندما توظف في اجتهاد للبحث عن حقيقة وأن اخطأ الكاتب أو المتحدث او المتلقي فليس عيباً عليه أن يقول اخطأت وان يراجع ويقوّم الحقيقة لأن صدق الكلمة ونبل مقصدها يبقى هو المعّول الأساسي والمرتكز الأهم في التعامل الصحفي مع الوسائل الإعلامية المختلفة ووفقاً لذلك تأسست علاقته بالصحفيين لأنه متى ما كان عنصر الحقيقة متوفراً حتى وأن كان رأي الصحفي مخالفاً لقناعاته وهذا ما أكده حفظه الله في حفل صحيفة الرياض الذي أقيم في 2014م بقوله (انا شخصياً لا أشكو من الصحافة كشخص ربما أشكو من المبالغة مرات ولكن أقولها بعين الحقيقة مطلوب ممن يكتب او ممن ينشر تحقيقاً أن يتقص الأمر فهذا يمثل الرؤية الأهم في عمل أي صحفي فمتى ما سخر الصحفي جهده في التقصي فإن النتائج بين يديه يبقى مستنده إلى أساس ثابت وراسخ ترفع الصحفي إلى مقام الاحترام) وقال مستطرداً حديثه أن رؤية الدولة في عمومها لا حجر على رأي ولا سقف لحدود التعبير ولا نوافذ موصودة أمام الحقيقة طالما نبل المقصد في استجلاء الحقيقة هو الهدف الذي يسعى إليه الجميع ولعل كتاب (سلمان بن عبد العزيز دراسة إعلامية تناولت الجوانب المختلفة من حياته) وكان تعبيره عن علاقته بجريدة الحياة وكشف عن حقيقة هذه العلاقة التي يكنّها لكل وسائل الصحافة والإعلام على اختلاف منافذها ويقول (إن علاقتي بجريدة الحياة علاقة قديمة ولهذا ما اشعر بالتعاطف معها وإنها صديقة العمر وكان موقفها مع المملكة من منصة عادلة وحقيقة واضحه وانعكس هذا العشق والاهتمام بالصحافة بالتأثير على أبنه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان وكان الموجه والناقد وأسس بداخله مسار الإعلام الصحيح مستشهداً بمقالات مؤثرة تعطي دوافع لإكمال مسيرة سموه الإعلام وبقي يستنير مساره من مكتبة ملك الصحافة ومربي منابر الإعلام ولعل تأكيد الكُتّاب في مشوار سلمان الإعلامي حقيقة تتجلى في مصداقيته وعشق لمتابعته . فقال الكاتب جهاد الخازن (لو لم يولد سلمان بن عبد العزيز أميراً سعودياً لكان يرأس الآن دار نشر عربية كبرى) فالصحافة هوايته الأولى حتى أصبحت صديقة في حله وترحاله ويقول رأيت في يخت العائلة كابينة صغيرة تضم من وكالات الأخبار ودور البحث ومصادر المعلومات الأخرى ما يكفي لإصدار جريدة يومية . ويقول الكاتب السعودي عبد الرحمن بن محمد الانصاري (أجزم بأن الصحفيين والإعلاميين في بلادنا لا يعرفون مثيلا له في دعمه ومؤازرته ووقوفه إلى جانبهم مؤكداً في حديثه بأن لا يوجد صحفي او إعلامي اليوم في المملكة ذي شأن إلا وللملك سلمان يد في بروزه ومساندته في الظهور ).ويقول الصحفي العراقي رمزي صوفيا (إن الأمير سلمان مفخرة من مفاخر الشخصيات العربية الفائقة الشهامة حيث اشتهر بنبل اخلاقه وكفاءته وعرف عنه اهتمامه بالثقافة والمثقفين فهو حاضر في كل المنتديات الفكرية والثقافية) . مما جعله حفظه الله يترجل المسير بخطوات ثابتة ويجمع بين الإعلام والثقافة والتاريخ والتراث وقد تبنى كراسي بحثية وجوائز محفزة وترأس من خلال إبداعاته المتواصلة العديد من المؤسسات والهيئات الثقافية والتراثية ومنها : إدارة دارة الملك عبد العزيز التي تأسست عما 1972م بأمر الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود على مدار ما يزيد عن أربعة عقود سجلت الدارة صفحات من الإنجازات الوطنية التي تولى رئاستها الملك سلمان وأولاها قدراً من الاهتمام والرعاية منذ ان تولاها بتكليف من الملك فهد بن عبد العزيز ومنذ تاريخ إنشاءها حققت سلسلة من النجاحات والحضور اللافت في خدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث السعودية والعالمي العربي والإسلامي وسجلت إنجازات في مجال النشر تجاوزت أربعة ملايين وثيقة وثلاثة الاف مخطوط محلي وخمسة الاف تسجيل شفهي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تقديم الخدمات العلمية المتخصصة للمهتمين والباحثين والباحثات داخل وخارج الملكة . وكذلك إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية وتحولت بإقتراح من مشرفها العام سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آنذاك مكتبة وطنية للملكة العربية السعودية وصدر في عام 1422ه نظام حماية التراث المخطوط الذي يهدف إلى الحفاظ على تراث ومخطوطات المملكة لتصويره وحفظه وإتاحته للمستفيدين بالاطلاع عليه وكذلك رعايته لفعاليات الثقافة والتراث فمعرض الرياض الدولي للكتاب خير شاهد يعد هذا المعرض واحد من أهم المهرجانات الثقافية التي تنظمها المملكة في كل عام فمنذ انطلاق أول دوراته حرص الأمير سلمان آنذاك على افتتاحه والتواصل مع المثقفين والمفكرين فيتحدث إليهم عاكساً عمق رؤيته لما يطرح على المستوى الثقافي ليس كمسئول ورجل دوله وإنما كمثقف يقرأ ويناقش ما يقرأه ويطالع ما يكتبون من أفكار ويحاور المؤلفين من خلال مؤلفاتهم مما جعله حفظه الله يحلق عالياً في سماء الثقافة وينعكس هذا الاهتمام بإنشاء كراسي بحثية في الجامعات بأسمه ككرسي الأمير سلمان للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية وكرسي الأمير سلمان لدراسات تاريخ مكةالمكرمة وكرسي الأمير سلمان لإعداد المحتسب .إنه الملك سلمان متألق الفكر والسياسة ورجل التاريخ والتراث ومدرسة الإعلام والثقافة فهو واحد ممن أنجبهم المناخ الثقافي الذي ساد في النصف الثاني من القرن العشرين وإننا نستشرف بتنمية ثقافية واسعة تراهن على الوعي وتؤكد عمق سلطة المعرفة ونتطلع من خلالها إلى مشروع ثقافي إعلامي عملاق يتبناه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتشجيع على الوعي الثقافي ويعزز قيمة المواطنة ويرفع مدى الإدراك وأهمية النهوض بالثقافة والحفاظ على الهوية الوطنية الواعية المثقفة . عبدالعزيز حيد الزهراني عمدة حي مدائن الفهد بجدة