كانت المرة الأولى التي شاهدت فيها عن قرب من أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز ,طيب الله ثراه, الملك فيصل بن عبد العزيز والأمير سلطان, رحمهما الله, وكنت في ذلك الوقت مع آلاف السودانيين نحتشد على طول الطريق المؤدي إلى القصر الجمهوري من مطار الخرطوم لاستقبال قادة وزعماء الأمة العربية المشاركين في قمة 29 أغسطس 1967م التي حفرت في ذاكرة التاريخ ب(لاءاتها الثلاث) وتفردها بجمع الصف والكلمة العربية والقرارات المصيرية. كان المشهد رائعاً والتلاحم واضحاً وما زال الحدث حياً يبث بين الحين والآخر في القنوات الفضائية.. وكان مصيرنا العقاب بالجلد في المدرسة لأننا تغيبنا عن (الداخلية) طوال تلك الأيام التي كنا نستقبل فيها قادتنا. واليوم وقد رحل عنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد عايشت فترة عهده الزاهر وإنجازاته العظيمة وحرصه على وحدة الصف العربي والإسلامي ودفاعه عن قضايا أمته نرفع أكف الدعاء بأن يدخله المولى عزل وجل فسيح جناته ويتقبله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. ونحن إذ نستشرف عهداً جديداً بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز,حفظه الله, مقاليد الحكم نسبشر خيراً كثيراً على طريق المسيرة المباركة والنهج القويم وعلى ذات الخطى منذ عهد الملك المؤسس الذي بذل الغالي والنفيس في ملحمة وطنية غالية سجلها التاريخ بأحرف من نور. وعزاؤنا للقيادة الراشدة ولأبناء الفقيد العزيز وللشعب السعودي النبيل والوفي ولأمتنا في مصابنا الجلل وفقدنا العظيم وخالص تهانينا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطاهم ويوفقهم في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم وأمتهم وأن يحفظ أمن واستقرار وازدهار المملكة التي قدمت ومازالت تقدم لنا ولغيرنا من الدول ما لايمكن حصره.