نتف من الماضي متراصة فوق بعضها لتشكل في النهاية خرابا ومدنا نائية من التفاهات تجعل من الحياة في وسطها أشبه بالانتحار البطيء، لذلك وبعد ان رفعت الستارة قليلا نظرت إلى ما جوار النافذة التي تقف عندها . كانت تحاول أن تشاهد ما قد يكون عليه المستقبل المنتظر، ركزت بما تملك من اندفاع وطموح، أضافت إلى نفسها بعضا من العزيمة والقوة، تمسكت بحافة النافذة المتشققة فبدت وكأنها تتعلق بحافتها وبدا المنظر أمامها وكأنه يختفي إلى أن انسدلت الستارة أمام عينيها ويختفي العالم من أمامها وتتراجع هازئة ومحركة الهواء حول رأسها والضوء يجاهد بالدخول عبر الستارة المهتزة .