من المقرر أن يتعهد زعماء العالم -وفق ما جاء في مشروع بيان لمجموعة العشرين- بتنظيم عمل صناديق التحوط وذلك للمرة الأولى وانشاء مجلس اشراف جديد لمراقبة النظام المالي العالمي. وقال مشروع البيان الذي حصلت رويترز على نسخة منه امس الاول الاربعاء من مسؤولي الوفود في اجتماع قمة العشرين ان الزعماء سيتعهدون ايضا بالتعاون في السياسات الاقتصادية من اجل اعادة النمو الاقتصادي العالمي "والامتناع عن اجراء خفض لقيمة عملاتنا من أجل المنافسة." ومن المقرر ان يضع زعماء أكبر الدول الصناعية والاقتصاديات الصاعدة في العالم اللمسات النهائية لخطتهم لاحياء النمو وتحقيق استقرار النظام المالي في اجتماع قمة في لندن اليوم الخميس. واعلن مشروع البيان ان "عصر السرية المصرفية قد ولى." وخلا مشروع البيان من تعبيرات مشددة بشأن الملاذات الضريبية مثلما كانت تسعى فرنسا وألمانيا. ودعا البيان الى تقوية سلطة صندوق النقد الدولي بمنحه مزيدا من المسؤولية عن الاشراف على الاقتصاد العالمي وتكليفه العمل من اجل الا تتفجر ازمات في المستقبل. ويحث مشروع البيان على تخصيص مزيد من الموارد لتعزيز قدرات صندوق النقد الدولي وتوسيع عملته المسماة حقوق السحب الخاصة ولكنه لم يتضمن أي أرقام محددة. وتضمن المشروع الخطوط العريضة لنظام مالي عالمي جديد يحل فيه مجلس الاستقرار المالي محل منتدى الاستقرار المالي ويعمل مع صندوق النقد الدولي في الاشراف على الاقتصاد العالمي والنظام المالي. وقدم البيان خمسة تعهدات هي العمل لاعادة النمو وفرص العمل واصلاح البنوك والاقراض وتقوية المؤسسات المالية العالمية لمعالجة الازمات ومنع وقوعها في المستقبل والنهوض بالتجارة العالمية وبناء مقومات انتعاش مستدام. وقال المشروع "ومن خلال العمل معا للوفاء بهذه التعهدات سنخرج بالاقتصاد العالمي من غمرة الكساد ونمنع تكرار الازمات في المستقبل." وهذا وقد بدأت القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين أعمالها امس في مركز اكسل الدولي شرق العاصمة البريطانية لندن لمناقشة عدد من المقترحات والإجراءات التي تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصاديات الدولية وتخفيض حدة الركود والانكماش الاقتصاديين وتنشيط عمليات الإقراض لتوفير المصادر المالية للأفراد والعائلات والشركات ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي علاوة على إصلاح الفجوات في المؤسسات الدولية ومناقشة مقترح إنشاء نظام دولي للإنذار المبكر بشان الوضع الاقتصادي والمالي الدولي . ويرأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز آل سعود حفظه الله وفد المملكة العربية السعودية في القمة. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين رأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وفد المملكة في الجلسة الافتتاحية للقمة .ويشارك في القمة بالإضافة إلى المملكة كل من الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية مع مشاركة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ورئاسة الاتحاد الأوروبي ( التشيك ) واللجنة الدولية للشؤون المالية ولجنة التنمية الدولية وممثلين عن المؤسسات المالية الدولية . وأعرب الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مستهل بدء اجتماعات مجموعة العشرين بان يتوصل قادة العالم المشاركين فى القمة الى اتفاق لمعالجة النطام المصرفى العالمى وتحقيق النمو الاقتصادى وايجاد حلول للمصارف التجارية المتعثرة. واعترف الرئيس اوباما الذي استضافت بلاده قمة العشرين السابقة فى واشنطن فى نوفمبر الماضى فى كلمة القاها بان فشل الولاياتالمتحدة فى علاج الانظمة المصرفية قد ساهم فى تصعيد الازمة المالية مشدداً على ضرورة التركيز لايجاد الحلول المشتركة وقال يمكنننا مواجهة هذا التحدي معا وبشكل مشترك. وأعرب اوباما عن الاعتقاد ان ما اشيع عن وجود تباينات او خلافات بين وجهات نظر مجموعة العشرين قد جرى تضخيمها بشكل كبير مشيداً بالجهود التى بذلتها المجموعة الاوروبية للخروج من أزمة السيولة المالية وتحفيز الاقتصادات. فى غضون ذلك توقع رئيس الوزراء البريطانى جوردن براون ان توافق قيادات مجموعة العشرين على جميع القضايا المطروحة بما فيها احتمال زيادة مبلغ مائة بليون دولار لدعم تمويل حركة التجارة الدولية ودعم حركة النمو الاقتصادي وتحفيز فرص العمل. وأعرب بروان عن ثقته بان يوافق زعماء قمة العشرين على اتفاق عام لدعم صندوق النقد الدولى ليتمكن من دعم الدول ذات الاقتصادات الناشئة مؤكدا ان القمة العشرين التى تستضيفها بلاده تواجه خمسة اختبارات مهمة لتحفيز الاقتصادات العالمية. وعدد براون هذه الاختبارات وهى التوصل الى اتفاق بشان رقابة اكثر صرامة على النظام المصرفى العالمى واعادة النمو الاقتصادي ومكافحة الكساد والانكماش الاقتصادى وتامين تعاون اقتصادي عالمى بناء ودعم فكرة الاسواق المشتركة ونبذ الحمائية الجمركية وتشجيع التجارة العالمية والالتزام بمساعدة الدول الفقيرة علاوة على اتخاذ اجراءات رقابية جديدة للاشراف على الصناديق التحويطية الرئيسية. والتقى قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين مساء الاربعاء حول عشاء عمل في مقر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي تستضيف بلاده القمة. وشهدت العاصمة البريطانية الاربعاء تظاهرات ينظمها دعاة العولمة البديلة وقد قتل احد المشاركين فيها على مقربة من مقر بنك انكلترا في ظروف لم تتضح بعد. واصيب عدة اشخاص بجروح خلال صدامات وقعت بين الشرطة والمتظاهرين الذين حطموا واجهات مؤسسات مصرفية وتم اعتقال عشرين شخصا. ومن المقرر ان تجري تظاهرات جديدة الخميس عند مشارف مركز اكسيل للمؤتمرات في شرق لندن حيث تعقد القمة وسط اجراءات امنية مشددة. وتشهد قمة مجموعة العشرين اول زيارة للرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الى اوروبا منذ تولى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير وقد اجرى محادثات ثنائية مع نظرائه العالميين. والتقى اوباما الاربعاء غوردن براون الذي سبق وقابله في واشنطن، كما التقى للمرة الاولى الرئيسين الروسي ديمتري مدفيديف والصيني هو جينتاو. واستقبلته ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية مع زوجته ميشال وسيلتقي الخميس قادة كوريا الجنوبية والسعودية والهند. كما اغتنمت فرنسا والصين مناسبة القمة لتحريك العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد خلاف حول مسألة التيبت وعقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لقاء مساء الاربعاء مع هو جينتاو بعد عشاء عمل جمع قادة الدول العشرين. واكد مسؤول صيني في لندن لوكالة فرانس برس عقد الاجتماع بدون ان يكشف تفاصيل حول المحادثات التي تخللته. وقال هو جينتاو خلال اللقاء "ان اجتماعنا اليوم (الاربعاء) يشكل نقطة انطلاق جديدة لعلاقاتنا الثنائية وآمل ان يعمل الطرفان معا من اجل اطلاق مرحلة جديدة في العلاقات الصينية الفرنسية"، وفق تصريحات اوردتها وكالة انباء الصين الجديدة في بكين. واعلنت الصين وفرنسا الاربعاء في بيان نشر بالتزامن في بكين وباريس استئناف العلاقات بينهما على مستوى رفيع بعد فترة من القطيعة بسبب خلاف حول التيبت. وجاء في البيان الصادر الاربعاء بهذا الشأن انه "مع احترام مبدأ عدم التدخل، ترفض فرنسا اي دعم لاستقلال التيبت مهما كان شكله". وفي سياق التصريحات التي توحي بعزم قادة المجموعة على مكافحة الأزمة بشكل منسق, قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إن القمة ستبحث إصدار قوانين تحظر المعاملات المالية التي فجرت هذه الأزمة العالمية. وعشية القمة اتفق الرئيسان الأميركي باراك أوباما والصيني هو جينتاو على إنشاء حوار إستراتيجي يشمل الجانب الاقتصادي وفقا لمتحدث باسم البيت الأبيض. واتفق الرئيسان أيضا على مكافحة النزعات الحمائية. وعلى صعيد التفاعلات لقي متظاهر مصرعه أثناء مظاهرات ضخمة شهدتها العاصمة البريطانية وشارك فيها عشرات الآلاف من مناهضي العولمة قبل يوم من انعقاد قمة مجموعة العشرين في لندن لبحث سبل معالجة الأزمة المالية العالمية. وقد أعلنت الشرطة البريطانية اعتقال عشرات المحتجين على خلفية المظاهرات التي شهدت أعمال عنف وصدامات بين المتظاهرين والشرطة. وقالت مصادر في الشرطة إنها اعتقلت 63 متظاهرا بحلول الظلام الليلة الماضية، وأشارت تلك المصادر إلى جرح شرطي واحد على الأقل نقل إلى المستشفى. ويطالب المتظاهرون رؤساء دولهم بالاعتراف بفشلهم في حل الأزمة المالية العالمية وبتوفير فرص عمل للمواطنين. ولم تحل الإجراءات الأمنية المشددة والانتشار الكثيف للشرطة دون وقوع صدامات وأعمال عنف بين المتظاهرين وقوات الشرطة، حيث اشتبك المحتجون مع أفراد الشرطة مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى بينهم عدد من أفراد الشرطة.