ما يميز الأهلي عن سواه "النفس"، وما اعنيه ليس نفس القصير الذي نجح بلداء التحليل الرياضي في إلصاقه بقميص الأهلي بعد نجاحهم في فترات سابقة في إلصاق تهمة غياب الروح بقميص الأهلي. النفس في الجملة السابقة هو الهوية والشخصية داخل الملعب، والنفس في كرة القدم هو الجمال، وأعني جماليات الأهلي داخل المستطيل الأخضر، فالأهلي الفريق الوحيد الذي يدر كرة أشبه بحليب الأمهات لكن على العشب الأخضر. حاول الكثيرون إقناعنا بأن الهلال يقدم كرة جميلة فحضرت الأرقام وغاب الجمال، وحاول البعض إلصاق الجمال بفريق النصر فحضرت سطوة ماجد في لحظات وغاب الجمال، ويظل الاتحاد بطلا في السنوات الأخيرة لكنه فريق بلا متعة، فأنا من جيل يعتقد بأن خيرة وسيلة للدفاع الهجوم. على الطرف الآخر ظل الأهلي كما هو منذ عرفته الفريق الوحيد القادر سكب البن البرازيلي في حناجر الباحثين عن المتعة وعن الخيال. هل تعلمون بأن الأهلي النادي الوحيد الذي لم ينتخب أسطورة كروية حتى الآن؟!. بالطبع ذلك عائد لتعدد الأساطير داخل جدران القلعة فهناك من يعتقد بأن دابو يستحق ذلك، وهناك من يعتقد الصغير، وهناك من يعتقد المسعد، وهناك من ينصب القهوجي سفيراً. وحتى هذه اللحظة لا اتفاق ، فالأهلي منذ أن جاء ديدي وهو يضخ الكواكب في سماء الكرة السعودية . حتى ألقاب النادي ارتبطت بالمتعة التي ينثرها بعكس الفرق الأخرى التي تستمد ألقابها من منجزات تاريخية، هذا عميد وذلك عالمي وذلك زعيم، والأهلي فرقة الرعب، الأحد عشر كوكباً، المدرسة، وهكذا. حتى عندما تشاهد المنتخب السعودي تستطيع أن تعرف ان هذا اللاعب خريج مدرسة الأهلي، لأن لاعبي الأهلي نوعية خاصة. شاهدوا مالك وتيسير ومن لم يصدق ذلك فليشاهد ما فعله الحارس المسيليم وهو حارس مرمى بمهاجم الفريق الاوزبكي في النهائيات الآسيوية، استجمع قواه وراح يراوغه بكل جمال. أنه النفس، أنها المتعة، أنه الأهلي يا سادة.!! للأسف حتى هذه الميزة استكثرها علينا رجالات الأهلي فبدأنا نشاهد طبخة بلا نفس منذ تسريح المجنون نيبوشا، فالأهلي من بعده أضاع كرته وأضاع مشيته. حتى أكون منصفاً لن أتحدث عن موقع الفريق في سلم الدوري، ولن أتكلم عن تتابع خروج الفريق من المنافسات، ولن أتكلم عن اللعب مع الصغار الفيلم الذي لا يجيد الأهلي تمثيله. سأتكلم فقط عن فقدان الأهلي أهم شيء في تاريخه، سأتكلم عن فقدان الأهلي شخصيته فمن فعلها بحق الأهلي؟! إن كانت الإدارة فلترحل، وإن كان المدرب فليرحل، أو ليرحل الاثنان معا، وحتى يتم اكتشاف الجاني فليس لي غير البحث عن قميص الأهلي في إيطاليا، أو مشاهدة ميسي وأقرانه فالقميص الأخضر الحالي بات خالياً من الأهلي. [email protected]