فرضت القوات الاميركية والعراقية اجراءات مشددة على مداخل الفضل اقدم مناطق وسط بغداد، في اعقاب اشتباكات دارت اثر اعتقال قائد الصحوة هناك، وفقا لمراسل فرانس برس. وانتشرت عربات مدرعة اميركية وعراقية في الشارع الرئيسي للمنطقة كما انتشر قناصة وجنود في الطرق الرئيسية. ومنذ اعتقال قائد صحوة الفضل عادل المشهداني واحد مساعديه من قبل قوة عراقية خاصة، بدأت اشتباكات بين قوات الصحوة التي يطلق عليها الاميركيون «ابناء العراق»، والجيش العراقي. وقتل شخصان واصيب 15 اخرون، بينهم سبعة من الصحوة واربعة جنود بجروح جراء الاشتباكات، وهي الاولى منذ حوالى عام في وسط بغداد. واكد اللواء قاسم عطا الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد لفرانس برس «وجود اكثر من ثمانين دعوى قضائية شخصية ضد المشهداني في المحاكم المختصة»، مشيرا الى انها قضايا «قتل وارهاب». واضاف ان «هناك ايضا شكاوى ابتزاز، وجميعها رفعت ضده حديثا» موضحا ان «رئيس الوزراء كان قرر وقف كل الاجراءات القانونية بحق ابناء الصحوات قبل الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2008، بغية منح فرصة لمن يريد العودة للصف الوطني». وتابع «لكن الاوامر القضائية صادرة بعد هذا التاريخ». وقال عطا ان «قواتنا تعرضت لاطلاق نار اثناء اعتقال المطلوبين عادل المشهداني وسلمان قدوري من اسلحة متوسطة وخفيفة وتقوم حاليا بتفتيش المنطقة بحثا عن الاشخاص الذين اطلقوا النار وضبط اسلحتهم». واضاف «نطلب ايضا تسليم الاسلحة الخفيفة واعطينا المسلحين مهلة تنتهي ظهر اليوم (الاحد) وبعد ذلك ستشن القوات الامنية عملية مداهمة وتفتيش وكل شخص يضبط بحوزته اسلحة سيحال الى القضاء العراقي». وتابع «اعطينا مهلة لمتطوعي الصحوات للالتحاق بوحداتهم العسكرية، وبخلاف ذلك، سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية لانهم ضمن مؤسسات الدولة». وختم عطا مؤكدا ان «الاجهزة الامنية لا تستهدف الصحوات وما يجري عملية اعتيادية ضد المطلوبين قضائيا». ووفقا لمراسل فرانس برس، فان القوات العراقية اغلقت الطرق الرئيسية التي بدت خالية تماما في الفضل فيما تحلق مروحيات اميركية فوق المنطقة. وتطلب القوات الاميركية عبر مكبرات الصوت تسليم الاسلحة في مركزين بين الثامنة صباحا (05,00 تغ) ومنتصف النهار (09,00 تغ). وتؤكد ان «كل من يواصل الاحتفاظ بالسلاح بعد انتهاء المهلة المحددة يعتبر ارهابيا». من جهته، قال احد عناصر الصحوة في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان «عناصرنا يحملون اسلحتهم ويواصلون الانتشار في ازقة المنطقة دون اطلاق نار». واشار الى «قيام عدد من الجنود العراقيين اثناء الاشتباكات بتسليم انفسهم للصحوة التي قامت بدورها بتسليمهم الى القوات الاميركية». وكانت الفضل احد المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة في بغداد، حتى انقلاب قوات الصحوة عليها اعتبارا من اكتوبر 2007.