جاء إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عن المصالحة العربية وطي صفحة الخلافات خلال الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في دولة الكويت في الثاني والعشرين من شهر محرم الماضي الموافق التاسع عشر من شهر يناير 2009 م . ليكرس نهجه أيده الله في حل الخلافات العربية العربية وحرصه على وحدة الصف والتضامن لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية . وكانت مبادرته حفظه الله تاريخية بحجم التحديات المصيرية التي تواجه الأمة ومفاجأة سياسية قلبت طاولة الخلافات العربية - العربية على أعقابها وأقامت على أنقاضها صرحا جديدا للتصالح والتعاون بين قادة الأمة الذين باعدت بينهم تدخلات الأطراف الخارجية في الشأن العربي. ومضى خادم الحرمين الشريفين يقول : " إنني رغم دواعي اليأس مليء بالأمل ، ورغم أسباب التشاؤم متمسك بالتفاؤل ، ورغم العسر اتطلع إلى اليسر إن شاء الله . إن أول خطوة في طريق الخلاص هي أن نستعيد الثقة في أنفسنا ، وفي بعضنا البعض ، فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية ، وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة ، وعندها لن نسمح لقوى من خارج المنطقة أن ترسم مستقبل المنطقة ، ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة" . وخاطب حفظه الله القادة العرب قائلاّ : "إني أدعوكم ، وأبدأ بنفسي إلى بداية جديدة ، تتوحد فيها قلوبنا ، وتلتحم صفوفنا ، أدعوكم إلى مسيرة لا تتوقف إلاّ وقد حققت الأمة آمالها في الوحدة والعزة ، والرخاء ، وما ذلك على قدرة العلي القدير ، ثم على عزائم الرجال المؤمنين بعزيز". وكان خادم الحرمين الشريفين كبيرا في موقفه الذي أعلن فيه تجاوز مرحلة الخلاف وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب بلا استثناء أو تحفظ ومواجهة المستقبل نابذين خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.. وهذا هو نهج المملكة العربية السعودية عبر تاريخها إذ اضطلعت بدور توفيقي رائد الهدف منه التضامن العربي والإسلامي ووحدة الصف وكرست كل جهودها من أجل أن تلتقي إمكانات هذه الشعوب وقدراتها وتتبلور حول مصالحها العليا. وسار قادة المملكة على هذا المنهج عبر مراحل هذه الدولة منذ أن أسسها ودعم أركانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود يرحمه الله وسيبقى هذا النهج إن شاء الله على مختلف الأصعدة لخدمة دين الله وإعلاء شأن المسلمين أينما كانوا.