تستضيف مدينة نانتير في ضاحية باريس اعتبارا من 25 اذار/مارس وعلى مدى اسبوع تظاهرة بعنوان "فلسطين تثقب الشاشة" تعرض خلالها مجموعة من الافلام الوثائقية والروائية تعكس صورة واقع فلسطين. ملصق التظاهرة عبارة عن خريطة فلسطين بشكلها الحاد كالشفرة، ملفوفة بشريط سينمائي الى جانب العنوان الذي كتب بطريقة فيها لعب على الكلام بالفرنسية اذ يمكن قراءته على نحوين "فلسطين تثقب الشاشة" او "فلسطين تحلم بالشاشة". وتقدم تحت هذا العنوان مجموعة من الافلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة لمخرجين من جنسيات وانتماءات مختلفة رسموا بكاميراتهم صورة فلسطين التي لا تكف عن التشكل في اعمال ينقل كل منها جزءا من الحقيقة الكبيرة لهذا المكان الباقي رغم التحولات العميقة التي يخضع لها. ويقام اسبوع العروض في سينما "لوميير" في نانتير بين 25 و31 اذار/مارس بدعم من بلدية المدينة وتجمع "فلسطين-نانتير" و"فلسطين الضاحية الشمالية" اضافة الى مركز السينيميك.وتتضم التظاهرة عرض حوالى 30 شريطا وتنظم بعد كل يوم عروض ندوة مع شخصيات تحمل شهاداتها عن فلسطين او رؤيتها للمشهد الفلسطيني اليوم.وضمن الافلام الروائية، يعرض "عرس الجليل" لميشال خليفي و"يد الهية" لايليا سليمان و"حتى اشعار آخر" الذي صور فيه رشيد مشهراوي منذ العام 1994 الحصار والانغلاق في غزة وصولا الى "ملح هذا البحر" للمخرجة آن ماري جاسر الذي انجزته العام 2008.ويعرض كذلك فيلم الاسرائيلي آري فولمان "فالس مع بشير" الذي يصور غزو اسرائيل للبنان وفق تجربته الخاصة كجندي مشارك في تلك الحرب عام 1982.غير ان افلاما وثائقية هامة تكسب هذه التظاهرة ابعادا اكثر التصاقا بالواقع ونقلا لتفاصيله.ومن ابرز الاعمال المعروضة في هذا الاطار شريط المخرجة الفلسطينية ماريز غرغور "الارض بتتكلم عربي" الذي ضم ارشيفا نادرا عن فلسطين قبل العام 1948. وكذلك شريط المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد "بحثا عن فلسطين" الذي صور فيه بيته المصادر من قبل الاسرائيليين في القدس والذي لا يزال على حاله منذ الاحتلال عام 1949.ويقدم ايضا فيلم الفرنسي جورجي لازيريفسكي "حديقة جاد" الذي يصور الانغلاق في القدس بسبب الجدار الفاصل ومن داخل دار للعجزة الفلسطينيين حيث يقيم جاد احد المسنين الذين لا يزالون واقفين رغم تقدمهم في السن وتقدم الجدار باتجاههم ليحكم الاغلاق عليهم. كما تعقد ندوات حضور كتاب وصحافيين وباحثين.وتشهد احدى الامسيات لقاءات مع نحو 30 فلسطينيا قدموا من مختلف المخيمات الفلسطينية.واقيم حفل افتتاح الاسبوع مساء الجمعة مستهلا بامسية موسيقة تمحورت حول الشاعر محمود درويش وبمشاركة "فنانين لاجل غزةوفلسطين". وقدمت خلال الامسية قراءات شعرية من نصوص درويش وعرض جزء من فيلم "كتاب الحدود" لكل من سمير عبدالله وجوزيه رينيس الذي يصور رحلة كتاب دوليين الى رام الله عام 2001 خلال الانتفاضة تلبية لدعوة من درويش.