من لي بمثل امير الشعراء، من لنا بمثل شاعر العروبة، شاعر الوطنية الذي تتدفق منه الابيات الشعرية منسابة تدفق قطرات الماء من الينبوع الذي لا ينضب، انه احمد شوقي شاعر الجمال الأخاذ، الشاعر الذي ملأ شعره ارجاء البلاد العربية وطارت ابياته مدوية تقول هذا اشعر امير القوافي، انه الشاعر الذي ينتمي نسبا الى اعراق غير عربية اذ كان والده كرديا وامه تركية وجدته لأبيه جركسية وجدته لأمه يونانية، إلا أن ولاءه الوطني كان موضع تجاذب بين مصر والاسلام والعروبة، انه الشاعر الذي خلص في شعره واجاد، الذي لم يكن شعره رثا هزيلا بل كان شعره عظيما وقويا، كان شعره يلامس شغاف القلوب ويطرب الآذان ويشعر النفس بعذوبة الكلمات الصادقات، انه امير الشعراء هذا اللقب الذي لقب به من قبل اقرانه من الشعراء استحق ان يكون اميرهم بشهادتهم واحترامهم وتقديرهم له ، احمد شوقي تربع على عرش الشعر ليقول الشعر صدقا، لقد أُنجب كثير من الشعراء الكبار ومنهم شاعرنا الذي استطاع بعد عون الله له ان يجعل له اسما كبيراً بين جميع البلاد العربية والاسلامية بلا منازع ، اقيم له حفل تكريمي اشترك فيه وفود البلاد العربية وبويع فيه بإمارة الشعر على لسان حافظ ابراهيم شاعر النيل الذي ألقى قصيدة جاء فيها: بلابل وادي النيل بالمشرق اسجعي بشعر امير الدولتين ورجعي امير القوافي قد أتيت مبايعاً وهذي وفود الشرق قد بايعت معي فيا ليتني كنت شاعرا فاكتب واسطر الابيات ليس مدحاً فقط ولكن اكتب آبيات الشعر بما يجول في نفسي من مشاعر الاعجاب والاكبار بهذه القريحة الشعرية التي وهبك إياها ربك فعرفت قدر هذه الهبة وسخرتها لنصرة دينك وقضايا المسلمين وقبل هذا وذاك امتدحت فيها خير الآنام حيث تقول : يا من له الاخلاق ما تهوى العلى منها وما تعشق الكبراء لو لم تُقم دنيا لقامت وحدها دنيا تضيء بنوره الآناء وكان شاعرنا وطنيا بكل ما تحمله هذه الكلمة فقد كان ينشد فيه اجمل ابياته حتى وهو في منفاه لم يغب عنه وطنه حين يقول: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخُلد نفسي وغيرها من الابيات الجميلة في وطنه وفي عروبته وفي شتى جوانب الحياة، فكان بصدق شاعر الابداع واستحق ان يكون أميراً للشعراء . إبراهيم عبد الرحمن الردّة