زاوية يكتبها يومياً : د. أحمد عبد القادر المعبي أنا شاب متسامح وأكره الحقد لكن من عيوبي اني متسرع جدا وشديد العصبية متزوج من فتاة مؤدبة أحببتها حبا جما ولكنها أخذت تنفر مني حاولت عبثا اقناعها بأخطائها المتكررة فلم تحفل بنصائحي وذات مرة فقدت أعصابي وضربتها وتطاولت عليها بلساني حتى أني في لحظة ضعف أوشكت أن أطلقها لولا أنها اسرعت لغرفتها تندب حظها العاثر وهي تذرف دموعها مكثارا ومغزارا. كنت أتوقع أن تستنجد بأهلها ولكنها لم تفعل بل تذرعت بالصبر وهي الان تعيش معي كاسفة البال مكسورة الخاطر. فما هي توجيهاتكم لي حتى استطيع الوصول الى قلبها وأشعرها بحبي ودمتم. احمد. ك. ع - جدة أجمل شيء في رسالتك صراحتك المتناهية وما دام الامر كذلك فإنك تستطيع الوصول الى قلب زوجتك اذا احترمتها وحفظت لها كرامتها ولا شك أن هذا الأسلوب يمنحها احساسا خاصا بقيمتها في قلبك لأن الزوجة تتعطش دائما الى الكلمة الحلوة تعطشها للماء والهواء. بدليل انها ماتزينت في يوم ما وما تجملت الا لتنتزع اعجابك واحترامك وتقديرك وتنال رضاك. وأرى من الضروري إن كنت صادقا في حبك ان تتجنب اسلوب الضرب فهو إهانة لها. وأن تعمل جاهدا على الرفع من معنوياتها وأن تحسن معاملتها وتعتذر لها مما بدر منك ويا حبذا لو قدمت لها هدية كما جاء في الحديث "تهادوا تحابوا" وأن تحسن معاملتها وأن تتجنب الخشونة معها. كيف لا والزوج المخلص إذا أحب زوحته أكرمها وتجاوز عن اخطائها بل وأحب ما تحبه ويشعرها بأنه سعيد بها لأنه لا يختلف اثنان أن الرجل اذا احب امرأته احترمها وتحول معها الى طفل وديع حتى ولو كان حاد الطبع بل وتجده يسخر نفسه لرسم البسمة على شفتيها. وقد علمتنا تجارب الناس ان كثيرا من قساة الطبع وكثير من المشهورين بالشح قد تغيرت طباعهم الى حد كبير نتيجة حبهم لزوجاتهم وسرعان ما تحول بخلهم الى كرم وتحولت حدة طبعهم الى هدوء عجيب. يحدث كل هذا نتيجة الحب الصادق الذي يولد العجائب راجيا لك التوفيق.