بالامس القريب فقد الوطن رجلا من رجالات الخير والعطاء هو الشيخ سليمان القصيبي "يرحمه الله" والذي حضر الصلاة عليه ومراسم الدفن لا بد أن يعرف أن كل هذه الجموع التي حضرت للصلاة عليه والمشاركة في مراسم الدفن لا يجمعها الا شيء واحد هو حبها لذلك الرجل الذي أحبهم في حياته أكثر من حبهم له في وداعه الأخير. كيف يكون لي الحديث عن رجل بقامة الشيخ سليمان القصيبي يرحمه الله رجل متعدد الصفات والمقدرات عاش الماضي بكل قسوته والحاضر بكل متغيراته فاكتسب من الخبرة والمعرفة ما يؤهله لقيادة سفينة اسرة القصيبي الى بر الامان واكمال مسيرة العطاء والانجازات التي بدأها والده الشيخ حمد القصيبي يرحمه الله. ثم اكمل مسيرة الشيخين الجليلين احمد وعبدالعزيز القصيبي يرحمهما الله. نعم عندما رحل الشيخ عبدالعزيز القصيبي العقل المفكر والمدبر لاسرة القصيبي والنجم اللامع في سماء التجارة المحلية والدولية كانت الفاجعة كبيرة والخسارة عظيمة ولكن رحل عظيم فحل محله عظيم حيث حل محله الشيخ سليمان وقاد السفينة بكل نجاح واقتدار مستعينا بالله تعالى ثم بمدرسة والده واخويه وبما اعطته الحياة من دروس وعبر مكنته من التغلب على كل الصعاب التي قد تواجه الانجازات العملاقة لهذه الامبراطورية التجارية والانسانية والخيرية في اسرة القصيبي حفظهم الله. ورغم نجاحه بدون منافس لكن آثر أن تكون اعماله بالخفاء فهو صديق الفقراء ومن الداعمين الاوائل لجمعيات البر، وبفقد الشيخ الجليل سليمان القصيبي يرحمه الله تفقد جمعيات البر واحداٍ من اهم الداعمين لها وفقد الفقراء والمحتاجون أباً حنوناً للجميع يسأل عن الصغير والكبير ويواسي الكل دون تمييز. نعم انها مدرسة فريدة لرجل كان يعطي اسرته جل اهتمامه ويتابع حتى حجوزات سفرهم وكان يعطي لاسرة القصيبي كافة جل اهتمامه، بل إن اعمال الشركات رغم ضخامتها وحساسيتها لا تشغله اكثر من الاطمئنان على كافة افراد الاسرة ولم شملهم بصفة اسبوعية مهما كانت مشاغله يرحمه الله. ولقد عاش الشيخ الجليل ومات وهو ملتزم بمبادئ وصفات الرعيل الاول من كرم الضيافة وحب الناس ،وملتزم بشيم واخلاق الرجل العربي الاصيل، ولم تغير فيه الحياة العصرية بملذاتها وترفها ومغرياتها قيد انملة، فأصحابه هم اصحابه الغني منهم والفقير في مكانة واحدة، واهتمامه باسرته ومجتمعه وبناء وطنه كان همه الأول والاخير، نعم نحن فقدنا عميد اسرة القصيبي ولكن عزاءنا في اركانات العميد وفي مقدمتهم الشيخ يوسف القصيبي وعبدالمحسن وسعود وداود وكلهم من تلك المدرسة المبدعة وهم بإذن الله قادرون على ان يكونوا خير خلف لخير سلف. والشيخ سليمان يرحمه الله هو فقيد المنطقة الشرقية ومن الرجال الذين يندر الزمان ان يجود بمثلهم ولا سيما ان الشيخ سليمان هو من الرعيل الاول وقل ان يجود الزمان بامثالهم، وبفقدانهم يفقد المجتمع اهم رموزه وتطوى بفقدانهم صفحات مضيئة في سجل الوطن الخالد وتقفل مدارس العطاء والخبرة التي علمت الاجيال كثيرا من دروس الشهامة والرجولة ولها من المكانة والفضل ما تعجز عنه الاجيال القادمة . اعتقد ان الكلام عن سيرة هذا الرجل والاعمال التي قام بها لا يمكن لمقال ان يحويها، وماذا سيضيف الكلام الان لرجل انتشر صيته بين الناس، فما الجديد الذي استطيع ان اقدمه هنا؟ لقد رحل الشيخ سليمان كما ترحل الرموز الاجتماعية العظيمة، بعد ان اخلصوا لوطنهم ودينهم، ولكنه باق ب،فعاله ومواقفه العظيمة. إعلامي سعودي