قدمت الرابطة الرياضية للمرأة العربية مقترحا متكاملا الى مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب عبر اللجنة الرياضية في جامعة الدول العربية، لتنظيم بطولات مصغرة للفتيات للفئات العمرية الصغيرة، في ألعاب الرماية والمبارزة والقوس والسهم. وارفقته بنظام للمباريات، على امل ان تبصر هذه البطولات النور قبل نهاية العام الحالي. وأوضحت رئيسة المكتب التنفيذي للرابطة، الامينة العام للجنة الاولمبية السورية نور الهدى قرفول، ان الاختيار رسا على هذه الالعاب نظرا لعدم وجود نشاطات انثوية في اتحاداتها العربية. ولفتت الى ان المشاركة ستكون محددة في المرحلة الاولى، لتصبح هذه الخطوة النوعية نواة يبنى عليها. واكدت قرفول ان هدف الرابطة «ليس اقامة بطولات رياضية بل تعزيز العمل الرياضي عند الاناث وتحفيز المدربات ليواصلن عملهن وسعيهن، واللاعبات على متابعة نشاطهن». وفي اطار برنامجها السنوي، ستنظم الرابطة ندوة عن ادارة الازمات في الرياضة، باعتبارها محور ضروري ومهم وعلى المرأة ان تكون مطلعة على تفاصيله وبنود اختصاصه. وتصدر الرابطة مجلة دورية هي «المرأة والرياضة» وترصد من خلالها نشاطات المرأة في الوطن العربي في مجالات العمل الرياضي كلها، فضلا عن تواصلها مع منظمات دولية تعنى بشؤون المرأة عموما فضلا عن المرأة والرياضة، مثل اللجنة المتخصصة لهذه الغاية المنبثقة من اللجنة الاولمبية الدولية وتترأسها عضو اللجنة الدولية انيتا دي فرانتس وتضم في عضويتها وزيرة الشباب والرياضة المغربية البطلة الاولمبية نوال المتوكل. كما تنسق الرابطة مع الاتحاد الدولي لعلوم التربية البدنية والرياضة، والاتحاد الدولي للتربية الرياضية للفتيات والنساء، وهي منضوية في عضويتهما. ويشارك الاتحادان في انشطة الرابطة ويساعدانها. منذ تأسيسها عام 1997، تعمل الرابطة الرياضية للمرأة العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية وتنضوي في عضويتها بلدان الجامعة كلها، وتسهر على تنفيذ خطط سنوية واخرى تمتد على اربع سنوات. كما تنظم ندوة سنوية عن المرأة والرياضة تشخص من خلالها واقع رياضة المرأة في البلدان العربية والتطور الحاصل في كل منها. وفي معرض تقويمها لمدى النجاح المحقق منذ التأسيس، تؤكد قرفول انه بلغ 50 في المئة، وتلفت الى انه على رغم مؤشرات التطور المضطرد «لسنا راضيات تماما»، علما انها تنوه بالنقلة النوعية المحققة على صعيد مشاركة الفتيات في المجال الرياضي تنافسيا واداريا في مختلف الميادين، «وشهدت دورة بكين الاولمبية عام 2008 كانت المشاركة العربية النسوية كبيرة جدا. ومن خلال الندوات التي ننظمها نلمس التطور الحاصل في كل بلد، الا ان طموحنا اكبر بالتأكيد. لذا، سنستمر في الاتجاه ذاته في السنوات المقبلة وفق اساليب اكثر فاعلية». وتشير قرفول الى ان الرابطة ليست صاحبة قرار تنفيذي، «بل هي توصي وتقترح». وتذكر ان توصية اللجنة الاولمبية الدولية باشراك النساء في الهيئات الرياضي بنسبة 20 في المئة حتى عام 2005، «لم تنفذ حتى في اللجنة الدولية نفسها، فكيف اذا على مستوى عالمنا العربي حيث تختلف الخصوصيات بين منطقة واخرى فضلا عن اوضاع وظروف اجتماعية متباينة». وتبدي قرفول تفاؤلا على رغم الصعوبات، اذ يصبح الوضع افضل في شكل مضطرد استنادا الى تقدم ملموس في هذا الاتجاه، كما أن «عوامل دولية وعربية اسهمت في تحقيق جزء مما نصبو اليه». واعتبرت تنظيم دورة رياضية نسائية خليجية «خطوة متقدمة في ضوء الظروف المحيطة بها، باعتبار ان اي نشاط رياضي يسهم عمليا في تطوير واقع المرأة العربية هو اضافة ايجابية وبداية جيدة، اذ فتح امام المشاركات الباب لمزاولة حقهن في التدريب وبالتالي خوض المنافسات، ما يمنحهن حافزا كبيرا لان كل اسرة ستشجع ابنتها البطلة». وتتطرق قرفول الى «ذرائع» تعيق النشاط الرياضي الانثوي في مجتمعات محافظة ومنها الاختلاط والجمهور والمواكبة الاعلامية، «لكننا برهنا انه يمكن النجاح في تنظيم بطولات ودورات محصورة بالفتيات والنساء». وتشير الى حالات كان فيها مجرد اتاحة الفرصة للفتاة مزاولة النشاط البدني خطوة ممتازة في بعض المجتمعات، «لانها كانت الانطلاقة من الممارسة العامة الى المشاركة في البطولات ورياضة المستوى, وهذا حق طبيعي للمرأة». ويبقى الطموح الأكبر بلوغ رياضة المستوى من خلال برامج رعاية ودعم ومواكبة تربوية ورياضية للمواهب، وهذا مطلب الرياضيين العرب جميعهم. والرابطة من خلال نشاطها تؤكد على هذا الجانب الحيوي، لكنه يحتاج الى قرارات حكومية وقوانين خاصة وبرامج تمويل وتنسيق بين الحكومات والوزارات المختصة واللجان الاولمبية والاتحادات. وفي رأي قرفول ان عدم تكامل هذه المنظومة، يبقي نتائجنا متقلبة واسيرة الظروف والاحوال.