تحمل الفرق الاماراتية الاربعة المشاركة في بطولة دوري ابطال آسيا لكرة القدم بنسختها الجديدة امالا متباينة تتراوح بين المنافسة الجدية على اللقب والظهور المشرف. وتشارك الامارات في البطولة باربعة فرق، ثلاثة منها تأهلت بشكل مباشر هي الجزيرة والاهلي والشباب، في حين احتاج الشارقة للفوز على ديمبو الهندي 3-صفر في الدور التمهيدي للوصول الى الدور الاول. يلعب الاهلي حسب القرعة في المجموعة الاولى الى جانب الهلال السعودي وباختاكور الاوزبكي وسابا باتري الايراني، والشارقة في الثانية مع الغرافة القطري والشباب السعودي وبيروزي الايراني. وأوقعت القرعة الجزيرة في المجموعة الحديدية الثالثة التي تضم ايضا الاتحاد السعودي والاستقلال الايراني وام صلال القطري، والشباب في الرابعة مع بونيدكور الاوزبكي والاتفاق السعودي وفولاد اصفهان الايراني. وتعول الامارات على الجزيرة والاهلي لتكرار الانجاز الوحيد لها على الصعيد الاسيوي والذي حققه العين بفوزه بلقب البطولة عام 2003 في النسخة الاولى للنظام السابق على حساب تيرو ساسانا التايلاندي، قبل ان يحل وصيفا في النسخة الثالثة عام 2005 بخسارته امام الاتحاد السعودي. ويأتي الرهان على الجزيرة والاهلي قياسا على ظهورهما المميز هذا الموسم في الدوري، في حين عانى الشباب والشارقة من النتائج الهزيلة التي جعلتهما يحتلان مركزين متأخرين. يقدم الجزيرة خصوصا موسما استثنائيا، حيث يتصدر الدوري برصيد 35 نقطة وهو المرشح الابرز لاحراز اللقب لما يضمه من لاعبين مميزين محليين واجانب يقودهم مدرب خبير هو البرازيلي ابل براغا. يشارك الجزيرة في دوري ابطال اسيا للمرة الاولى الا ان طموحاته كبيرة للذهاب بعيدا في المنافسة، مع العلم بان مشاركته الاولى خارجيا تكللت بالنجاح عندما احرز لقب بطولة الاندية الخليجية في31 ديسمبر 2007 على حساب الاتفاق السعودي بركلات الترجيح 8-7. يعتبر الجزيرة افضل فريق اماراتي في الوقت الحالي، بعدما دعم صفوفه بابرز اللاعبين المحليين والاجانب وفي مقدمتهم البرازيلي رافايل سوبيس الذي دفع النادي 5ر17 مليون يورو للحصول على خدماته من ريال بيتيس الاسباني. واذا كان سوبيس استأثر بالاضواء الاعلامية بوصفه اغلى لاعب في تاريخ كرة القدم الاماراتية، فان مواطنه لويس بايانو هو من خطف الاضواء فنيا بعدما اسهم في النتائج المميزة لفريقه هذا الموسم بتسجيله 17 هدفا جعلته في صدارة ترتيب الهدافين. يضم الجزيرة ايضا المدافع البرازيلي مارسيو روزاريو الذي أسهم مع الدولي السابق راشد عبد الرحمن والدولي الحالي خالد سبيل في معالجة الثغرة الدفاعية الدائمة التي كان يعاني منها الفريق في المواسم الماضية وكانت السبب الرئيسي في ابتعاده عن البطولات. دعم الجزيرة صفوفه بالمدافع العراقي محمد علي كريم الذي سيلعب كلاعب اسيوي كما تنص اللوائح، في حين سيكون اعتماد الفريق مجددا على مجموعة متميزة من اللاعبين في كافة الخطوط مثل الحارس الدولي علي خصيف وسبيت خاطر وهلال سعيد وابراهيما دياكيه وصالح عبيد وعبد السلام جمعة. يملك الاهلي بدوره نفس طموحات الجزيرة في المنافسة على اللقب، مع العلم بان المشاركة الحالية ستكون الثالثة له في البطولة بعدما وصل الى الدور الثاني في النسخة الاولى قبل ان يخرج امام باختاكور الاوزبكي، وخرج من الدور الاول في النسخة الثالثة التي شهدت قرار الاتحاد الاسيوي لكرة القدم بحرمانه من اللعب في البطولة لمدة سنتين بعد رفضه خوض مباراته امام نيفتشي الاوزبكي في طشقند بسبب الاوضاع الامنية هناك في حينها. يحتل الاهلي حاليا المركز الثاني في الدوري برصيد 33 نقطة بفارق نقطتين عن الجزيرة، ويعتمد على الثنائي البرازيلي باري وسيزار كليدرسون والمصري حسني عبد ربه والايراني ميلاد ميداوودي الذي سيلعب كلاعب آسيوي. تضم تشكيلة الاهلي ابرز اللاعبين المحليين في الامارات بوجود فيصل خليل وشقيقه احمد افضل لاعب اسيوي شاب عام 2008 والدوليين محمد قاسم واسماعيل الحمادي وعادل عبد العزيز والحارس عبيد الطويلة. واكد مدرب الاهلي التشيكي ايفان هاسيك ان فريقه "سيتطلع للمنافسة بالتأكيد لكن الامر لن يكون سهلا خصوصا بوجود فرق قوية في المجموعة الاولى، اضافة الى اضطرار الفريق لخوض مباريات متتالية محليا وخارجيا بعضها لا يفصل بينها سوى ثلاثة ايام". وكشف هاسيك ان "الفريق الذي يملك الاحتياط الجيد وفي ظل المباريات المضغوطة سيكون صاحب الحظ الاوفر بالتأهل"، معتبرا ان "كل فرق المجموعة تملك حظوظا متساوية للتأهل الى الدور الثاني مع افضلية للهلال بالنظر الى خبرته وما يضمه من لاعبين". يشارك الشباب للمرة الاولى في البطولة بصفته بطلا للدوري الاماراتي، الا ان النتائج التي حققها هذا الموسم لا تدعو للاطمئنان بامكانية ذهابه بعيدا في المنافسة بعد معاناته من مشاكل فنية عدة. يحتل الشباب حاليا المركز السادس برصيد 17 نقطة وبفارق 18 نقطة عن الجزيرة المتصدر اي انه اقترب من فقدان لقبه بعدما فشل مدربه البرازيلي انطونيو سيريزو في المحافظة على نفس ايقاع فريقه في الموسم الماضي والذي قاده الى منصة التتويج. بدت نقطة ضعف الشباب في تعاقداته الاجنبية التي لم تكن على المستوى المطلوب، حيث لم يقدم البرازيليان ماركوس اسونساو وكارلوس ريناتو المتوقع منهما فيما بدا مهاجم زيمابوي موسى نغوني عالة على الفريق. ويأمل الشباب في ان يكون تحسن نتائج الفريق في الاسبوعين الاخيرين فألا حسنا قبل الدخول في اجواء المنافسة الاسيوية، حيث نجح في الفوز على الوحدة 2-1 والتأهل الى نهائي مسابقة الكأس ثم تجاوز الظفرة في عقر داره 2-1 في الدوري. يضم الشباب في صفوفه الايراني مهرداد اولادي كلاعب اسيوي رابع، ويعول عليه الكثير لقيادة خط الهجوم مع سرور سالم افضل عناصر الفريق المحلية هذا الموسم. ونجح الشباب في ضم خالد درويش وخلف اسماعيل من الوصل، حيث سيكون اللاعبان اضافة قوية للفريق الذي يعاني اصلا من عدم وجود البديل الجيد في صفوفه. ويشارك الشارقة في البطولة في ظل ظروف صعبة حيث يحتل حاليا المركز التاسع في الدوري برصيد 15 نقطة واصبح مهددا جديا بالهبوط الى الدرجة الاولى لانه يبتعد بفارق نقطتين فقط عن الشعب الحادي عشر. يضم الشارقة الثلاثي البرازيلي اندرسون دي كار هداف الفريق وافضل لاعبيه وجان كارلوس وروبرتو لوبيز، كما تعاقد مؤخرا مع المدافع العراقي علاء حسين ليكون الاجنبي الرابع. واكد مدرب الشارقة البرتغالي طوني اوليفيرا ان "المشاركة في بطولة اسيا ستكون شرفية وليست للمنافسة، فما يهمنا اكثر هو الدوري المحلي لاننا نعاني حقا من خطر الهبوط". وتابع "من المنطقي ان نفكر اكثر بالدوري المحلي، فالتأهل في مجموعتنا صعب للغاية لاننا سنواجه فرقا كبيرة مثل الشباب السعودي والغرافة القطري وبيروزي الايراني وكلها صاحبة خبرة ولها حضورها القوي في بطولاتها المحلية".