إطلاق النسخة التجريبية من "سارة" المرشدة الذكية للسياحة السعودية    الأهلي يهزم الرائد بثنائية    خيسوس: الهلال يثبت دائمًا أنه قوي جدًا.. ولاعب الاتفاق كان يستحق الطرد    ممثل رئيس إندونيسيا يصل الرياض    ضبط إثيوبيين في ظهران الجنوب لتهريبهما (51) كجم حشيش    انطلاق أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2024 في الرياض    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب جنوبي تشيلي    الأخضر يغادر إلى أستراليا السبت استعدادا لتصفيات مونديال 2026    ترقية بدر آل سالم إلى المرتبة الثامنة بأمانة جازان    أربع ملايين زائر ل «موسم الرياض» في أقل من شهر    جمعية الدعوة في العالية تنفذ برنامج العمرة    «سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    نيمار: 3 أخبار كاذبة شاهدتها عني    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    «مهاجمون حُراس»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    ما سطر في صفحات الكتمان    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    لحظات ماتعة    حديقة ثلجية    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    جودة خدمات ورفاهية    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الأزرق في حضن نيمار    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عشقي يضع أمانة جدة أمام حقائق علمية ومأخذ ( تضر بالبيئة ) .. منهج ( ارتجالي ) تطبقه الأمانة في معالجة مشاكل التلوث العديدة
نشر في البلاد يوم 01 - 03 - 2009

كان أ.د علي عدنان عشقي استاذ البيئة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة قد نشر في البلاد في 12 صفر 1430ه "بحثاً"عن المشاكل البيئية في جدة استعرض فيه الكثير من السلبيات واشار لعدد من المآخذ في التعامل مع البيئة في جدة مدعماً حديثه بالرأي العلمي والأرقام واستكمالاً للموضوع نشرت البلاد في 13 صفر 1430ه حلقة اخرى وفي 16 صفر 1430 نشرت البلاد رداً لأمانة جدة إلا أن د. عشقي وجد أن الأمانة لم تتعرض في ردها على كثير من النقاط التي اشار إليها كما أن الأمانة لم ترد على مقالته الثانية.. ورداً على ماجاء في رد الامانة تنشر البلاد اليوم رأياً تفصيلياً للدكتورعلي عشقي أوضح فيه الكثير من الوقفات ووضع الأمانة أمام الكثير من "المخاطر البيئية" ومما قاله أنه لم يجد في رد الأمانة "منهجاً علمياً " تحدث عن بحيرة المسك والصرف الصحي وحمى الضنك وأن الامانة لم تستفد من التجارب السابقة وتواجه المشاكل باجتهادات خاصة مما يزيد في المشاكل.
هذه الأسباب
لم يكن الهدف من انتقادي للمنهج الارتجالي الذي تنتهجه أمانة مدينة جدة في معالجة مشاكل التلوث الذي اصبح يحيط مدينة جدة من جهاتها الجغرافية الأربعة، والذي أدخلنا في أنفاق وسراديب سوداء سوادها أشد حلكة من سواد الليل، ولم يكن قصدي من ذلك النقد سوى وجه الله ، وكم كنت أرجو ان يكون عونا للمسؤولين في الأمانة للنهوض بمديتنا جدة، ولكن للاسف الشديد فسر المسؤولون في الأمانة انتقادي لمنهجيتهم في تعاملهم مع معضلة بحيرة المسك، تفسيرات غير موضوعية، ولاتمت بصلة لمنهجية الحلول التي وضعتها بين أيديهم لوضع حل جذري ليس فقط لمشكلة بحيرة المسك بل لجميع مشاكل التلوث بمياه الصرف الصحي في مدينة جدة، ومن العجيب بعد ذلك أنهم يتهمونني بتناول الحقائق عشوائيا بما يشوه صورة مدينة جدة، وأنا أسألكم بالله أن توضحوا لي ماهي هذه الاشاعات التي روجتها؟ إن كنتم تقصدون اشاعة انهيار السد الاحترازي فأنتم من روجتم لها في جميع وسائل الاعلام ويشهد على ذلك الجميع,ولكي تكتمل فصول مسرحيتكم في بث الاشاعات عزفتم ووظفتم تقريراً صدر عن الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة يتنبأ بتعريض مدينة جدة لهطول أمطار غزيرة في الفترة الواقعة مابين شهر نوفمبر وحتى منتصف فبراير من هذا العام، واخذتم هذا التنبؤ كحقيقة مسلم بها حتى خُيل لنا خلال اجتماعاتنا المكوكية في المجلس البلدي أن السد الاحترازي سينهار في منتصف شهر فبراير !!ولكن لطف الله بنا ان كان هناك بعض المختصين في علم المياه اوضحوا لنا أنه حتى لو صدق المتنبئون فيما تنبأوا به حوض وادي العسلا الذي تقع فيه بحيرة المسك لن يتاثر بمثل هذه الهطول ، ولكن ومما يؤسف به اخذتم تنبؤ الارصاد الجوية كحقيقة مسلم بها وكوثيقة وسند رسمي تكملون به فصول مسرحيتكم فلله دركم ما أبرعكم !! وليكون لكم ذريعة تواجهون بها الانتقادات التي توجه لكم !! فلله دركم ما أبرعكم !! واستنادا على هذه الوثيقة اتهمت بأنني مروج للاشاعات، ودليلكم على ذلك تقرير الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة!! ماذا اقول غير حسبي الله ونعم الوكيل !! فوالله كما قال شوقي:
وطني لو شغلت عنه بالخلد* نازعتني إليه في الخلد نفسي
ويعلم الجميع أنني كنت ومازلت في جميع وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وفي العديد من المحافل خير مدافع عن مقدرات درة المدائن وعروس البحر الأحمر، لم يدفعني لذلك سوى حبي وولائي وعشقي لها فمن منكم يحبها مثلي أنا!! وبسبب هذا الحب خسرت البعض من عرض الدنيا، ولكن كله في حبك يهون ياجدة!! سؤال أوجهه لامانة مدينة جدة اجابته بطريقة صحيحة وموضعية تعني القضاء على بحيرة المسك قضاء مبرما خلال شهور معدودة دون أن يكلف الدولة ريالاً واحدا، فمن المعروف والثابت أن مدينة جدة تستهلك يوميا 630.000 متر ، ومن البديهي أن ينتج عن استهلاك هذا القدر من المياه المحلاة قدرا مساوي له تقريبا من مياه الصرف الصحي ، المشكلة التي ارقت سكان مدينة جدة والتي تسببت فيما يعرف بفوبيا "رهاب" انيهار السد الاحترازي لبحيرة المسك تكمن في كمية مياه الصرف الصحي التي ترد بحيرة المسك في اليوم الواحد والتي تقدر بحوالى 50 ألف متر مكعب.
مياه الصرف
أما البقية الباقية من مياه الصرف الصحي ومقدارها حوالى 580 الف متر مكعب وتمثل حوالى 93% من مجموع مياه الصرف الصحي لمدينة جدة لم نسمع يوما عنها أنها مثلت او كانت تمثل اي نوع من المشاكل لأمانة جدة بينما الخمسون الف متر مكعب التي ترد يوميا لبحيرة المسك والتي تمثل فقط ما لايزيد على 8% من مجموع مياه الصرف الصحي لمدينة جدة، كانت المصدر الوحيد لجميع مشاكل مدينة جدة البيئية، وتسببت في خسائر مالية وصحية لكلا القطاعين العام والخاص قدرت بمئات الملايين من الريالات، فهل يعقل أن يحدث الضرر فقط من هذا الجزء اليسير بينما يبرأ الجزء الأكبر !! الموضوع لايفسر ياناس بهذه الطريقة فالضرر واقع من كلا الجزئيين ويتناسب وقوع الضرر تناسبا طرديا مع حجم كل جزء منهما!! ولكن الاحتكاك والتأثير المباشر لبحيرة المسك بالتجمعات السكنية في مدينة جدة هو من اعطى الزخم الكبير لهذا الجزء البسيط من مياه الصرف الصحي ، وربما كان ذلك لطفا من الله بمدينة جدة ليوضح لنا العبث البيئي الذي تقوم به كل من مصلحة المياه والصرف الصحي وامانة مدينة جدة في النظم البيئية البحرية النائية مثل سواحل منطقة الخمرة بعيدا عن أعين المهتمين بالبيئة، فما يحدث على سواحل الخمرة وغير سواحل الخمرة على طول العقود الثلاثة الماضيةة جريمة بيئية بشعة سيعاقب التاريخ كل من تسبب وشارك فيها، فهل يعقل ياناس أن تدفع الدولة من حر مالها بلايين الريالات على معالجة المياه الصرف الصحي ، التي لم تعالج في يوما من الايام بالطريقة التي تتناسب مع البلايين انفقت على علاجها!! ، فهل يعقل يا ناس أنه على مر العقود الثلاثة يقذف على سواحل الخمرة ما مقداره 300 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة !! أين الرقابة !! أين الامانة يا أمانة !! أين الشفافية والمصداقية يا مصلحة المياه والصرف الصحي !! حسبي الله ونعم الوكيل. عفوا أخي القارئ فقد أخذتني جلالة الموقف بعيدا عن السؤال الذي طرحته على أمانة مدينة جدة والذي ستضع اجابته الموضوعية حلا جذريا لبحيرة المسك إلى منطقة الخمرة؟ فصدقوني إن قلت لكم أن سواحل منطقة الخمرة قد تشبعت على مر العقود الثلاثة بما فيه الكفاية بمياه الصرف الصحي لدرجة أنه لايضيرها بعد اليوم إن تحملت نصيب بحيرة المسك من مياه الصرف الصحي.
محطة حراء
وإن عدتم إلى ضمائركم وأخذتكم الشفقة بسواحل الخمرة فوزعوا جزءاً من هذه المياه على محطات المعالجة الأخرى!! خاصة أنه تم بالأمس القريب كما ورد في تقريركم أن محطة معالجة مدينة حدا قد بدأ العمل بها بطاقة استيعابية تصل إلى 125 ألف متر مكعب في اليوم الواحد ، فأين المشكلة يا أمانة مدية جدة؟ ألم أقل لكم أنكم متميزون في خلق المشاكل !!. أن ما يجمعني بكم في هذا الحوار يا أمانة مدينة جدة سوى المصلحة العامة أما المهاترات الشخصية فأنا أترفع عنها ولن تجدوا لها صدى عندي، فأنا لن أخص فردا بعينه وإنما أخصكم أنتم ومصلحة المياه والصرف الصحي كمؤسستين، ولا أعتقد أن ما يتخذ من قرارات مصدرها من فردا واحد في كلا المؤسستين ، ولي اقتراح أوجه لكل من معالي وزير المياه ومعالي أمين مدينة جدة، لماذا لايكون حوارى مع معاليكما شخصيا في أي مكان وزمان وأحضروا ماشئتم من مستشاريكم البيئيين ومن الكفاءات العلمية عالية المستوى التي وردذكرها في حواركم معي وليكون حوارنا أسوة بحواري مع معالي الأمين السابق المهندس عبد الله المعلمي، على أن يكون الهدف من هذا الحوار هو المصلحة العامة والمصحلة العامة فقط.
أين المنهج العلمي؟
ومما يؤسف له يا أمانة مدينة جدة أنني لم أجد في ردكم لي الذي نشر على صفحات هذه الجريدة الغراء بتاريخ الاربعاء 16 صفر 1430ه منهجا علميا على ما اوضحته لكم عن كيفية معالجة مياه الصرف الصحي بالطرق الطبيعية، التي اصبحت خيار دول العالم الاول في معالجة مياه الصرف الصحي، ولم أرى فيه اي توضيحات مقنعة منكم سوى كيل المديح لأجهزتكم المختلفة في التعامل مع مشاكل مدينة جدة، وأنا لا أحكم على مشاريعكم البعيدة عن تخصصي ولكن تعاملكم في كل ما يتعلق بشؤون البيئة والتلوث، ففشلكم فيه ذريع، فوباء حمى الضنك مازال يرتع ويرمح في مدينة جدة، ففي تقرير نشر في جريدة عكاظ بتاريخ الأحد 27 صفر 1430ه أوضح أن الوباء مازال مستشريا في مدينة جدة بمعدل 200 إصابة شهريا، وذلك رغم الانفاق السخي التي انفقته الدولة على أيديكم والذي تجاوز قيمته اكثر من مليار ريال !! والسبب في فشلكم الذريع هو منهجكم في مقاومة هذا الوباء الذي لا يرتكز على اية ركيزة علمية!! ونصيحة أوجهها لكم وهي أنه لن يتم لنا القضاء على هذا الوباء إلا بالقضاء على مستنقعات بحيرة المسك!! فبالله عليكم كفوا عن انشاء المشاريع التي تفرش البساط الاحمر لانتشار المزيد من وباء حمى الضنك مثل مشروع انشاء الاراضي الرطبة والغابات!!
في البند السابع تنفون اتهامي لكم بوجود اجندة خاصة بكم تتعاملون بها مع مشكلة بحيرة المسك وسدها الاحترازي، وتدللون على ذلك باستعانتكم بالمختصين من جميع الجهات المختصة في جميع مشاريعكم وما يعنيني هنا من مشاريعكم هي ما يندرج تحت تخصصي، والله إني لأحسدكم على براعتكم في اضفاء الصفة الرسمية على جميع مشاريعكم البيئية خاصة ما يتعلق ببحيرة المسك، ففي اجتماعاتنا المكوكية في المجلس البلدي والتي كان يمثل اعضائها العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة لمناقشةوضع الحلول الكفيلة بمنع انهيار السد الاحترازي لبحيرة المسك، كان الجميع يعلم أنه قبل واثناء تلك الاجتماعات كنتم ترسمون مناقصات مشاريعكم متوسطة الأجل على شركات ذات علامات فارقة، تماما كما خططتم له وورد في أجندتكم الخاصة!! ولم تكن اجتماعاتنا سوى مبررا وذريعة تتخذونها لتمرير بنود هذه الاجندة المكوكية سوى استخفافا بعقول كل من حضر تلك الاجتماعات !! فماذا تتوقعون بعد ذلك يا أولي الألباب من مثل هذه الشفافية والمصداقية !! حسبي الله ونعم الوكيل!!
في البند الثامن: تعرضتم على اعتراضي على مشروع الغابة الشرقية ومشروع الاراضي الرطبة وقبل الرد عليكم في هذه النقطة أود أن أوضح لكم النقاط التالية، إذا كان القصد من أقحامكم بعض الشخصيات ذات المستوى الرفيع في هذا الحوار بغرض ارهابي وتخويفي فهذا امر مرفوض ويتجاوز ادبيات الحوار، اما الامر الثاني الذي امقته وأرفضه هو أسلمة الحوار فنحن جميعنا من الموحدين بالله ونقيم شرائعه وادعو الله ان يميتني على ذلك ، وأرفض تسلقكم وتشعبطكم على معتقداتنا الدينية. تعلمون ويعلم الجميع أنني من رجال علم البيئة المحافظين ConservativeEcologist لذا فأنا مع زيادة الرقعة الخضراء ليس فقط في مدينة حدة بل في أي رقعة على سطح الكرة الارضية ، ولكن هل هو هذا المكان المناسب لانشاء مثل هذا المشروع؟ هناك يا ناس اولويات بيئية يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ، فانشاء مثل هذا المشروع بهذه المساحة الشاسعة تصل الى حوالى 18 كليو متراً مربعاً ، سيكون له انعكاسات امنية وبيئية وصحية خطيرة، فمن الانعكاسات الامنية الخطيرة أن مثل هذه الغابات ستكون ملجا للمتخلفين الوافدين من العمرة والحج وملجأ للخارجين على القانون وتجار المخدرات، اما مقارنة مشروع غابتكم هذا يا أمانة مدينة جدة مع الحدائق والمنتزهات المنتشرة في دول العالم الاخرى فهذه مقارنة غير صحيصحة فعلى سبيل المثال المنتزه العام المركزي Central Park في مدينة نيويورك وهو من أكبر المنتزهات في العالم لايتزيد مساحته عن 3.3 كيلو متر مربع، يحرسه نوعين من قوات البلويس قوة راجالة وقوة خيالة تعمل على مدار الساعة ، ورغم ذلك متوسط عدد الجرائم التي تحدث فيه بمعدل الف جريمة في العم الواحد ، ويعرف ويعي الجميع أن الاهتمام بالحدائق وتنظيمها في مدينة جدة لم يكن من اولوياتكم في يوما من الايام فجميع حدائق جدة هذا ان كان قد تبقى منها شيئا!! عبارة عن احراش موحشة ومرتعا للكلاب والقطط الضالة وملجأ للفئران والجرذان والغربان ، وارحهبا لاتزيد مساحتها على الفين متر مرع وهذا ما آلت اليه حدائقكم الصغيرة، فخبروني بالله عليكم ما هو المصير الذي ستؤول إليه مثل هذه الحدائق أو الغابات الشاسعة !!. أمر آخر يا أمانة مدينة جدة وهو أنه لم يرد يوما على خاطري أن أشكك في قدرات رجال الامن في الحفاظ على الأمن كما تتهموني، ولكن دعونا أن لانزيد اعبائهم ، فكفى عليهم محاربة الارهاب ومطاردة تجار المخدرات ومشاكل السطو اليومية التي تحدث في احياء مدينة جدة المختلفة، أما حديثكم عن روح الاسلام فكما ذكرت لكم سابقا اسلمة الحوار مرفوضة جملة وتفصيلا، مدينة جدة ليست مدينة افلاطونية فاضلة شأنها في ذلك شأن جميع مدن العالم الاسلامية غير الاسلامية ففيها اللص والحرامي والقاتل وتاجر المخدرات والارهابي والمرتشي .. !! وإذا كنا نعتقد غير ذلك فعلى الامن في مدينة جدة السلام!!
مما يؤسف عليه يا أمانة مدينة جدة أنكم دأبتم على تهميش وعدم الاستفادة من خبرات ودروس الامم السابقة، ومنهجكم في مواجهة المشاكل ينبع دائما من اجتهادات خاصة عادة ما تتسبب في خلق مشاكل اكثر تعقيد من المشكلة المراد حلها، فعالم يشهد هذه الايام حرائق الغابات المروعة في استراليا التي شردت الآلاف من منازلهم و ذهب ضحيتها المئات وقدرت خسائرها ببلايين الدولارات، ومن قبل شهد العالم حرائق اخرى مشابه في اوروبا وامريكا وجنوب شرق آسيا، أوليس من المحتمل ان تعرض غاباتكم مدينة جدة لنفس المأساة التي تحدث اليوم في استراليا!!.
مياه الصرف الصحي يا أمانة جدة كان من الممكن أن تكون سببا في انماء المال العام بدلا من اهداره فمثل هذه المياه ممكن ان تحقن في باطن أرض كخزن استراتيجي يستفاد منها في المستقبل أو تستخدم في احياء الخيوف والمزارع التي تتضور عطشا لقطرة ماء او حتى تترك تسيل في الاودية لتستفيد منها مخلوقات الله او يستفاد منها في مقاومة التصحر الذي يمثل تحديا خطيرا للطرق السريعة والعديد من القرى والهجن والمدن فهل من العقل والمنطق في شيء ان تهدر مئات الملايين من الريالات للتخلص فقط من 8% من مجموع مياه الصرف الصحي في مدينة جدة! ولكن حسبي الله ونعم الوكيل.
أوبئة
أمر آخر يا أمانة مدينة جدة أريد ان اوضحه لكم هو ان مثل هذه المناطق الرطبة والغابات الشاسعة ستكون مفرخة ليس فقط للبعوض الناقل لفيروسات وباء حمى الضنك بل لجميع انواع الأوبئة الاخرى مثل الحمى الصفراء وحمى غرب النيل.. الخ طالما ان هذه المناطق الرطبة والغابات ستكون مرتكزا للطيور المهاجرة فهل الدولة مستعدة انفاق بلايين اخرى لمكافحة هذا البعوض!
ذكرتم يا أمانة جدة في البند السادس من الحلول طوية الأجل أن من أهدافكم تجفيف بحيرة الصرف الصحي "بحيرة المسك" وهذا هدف نثمنه لكم ولكن في هذه الحالة من أين ستأتون بالماء لري المناطق الرطبة والغابة الشرقية التي كلف انشاؤها مئات الملايين من الريالات!! أين المصداقية والشفافية أم فقط هو رص كلام!
ذكرتم في البند السابع ما يلي "كما ان الحل الذي يتحدث عنه الدكتور علي عشقي الخاص بالمعالجة بنظام البكتيريا من الممكن تطبيقه بالفعل ولكن بعد اجراء دراسة مستفيضة حوله!! أمر عجيب خلال اجتماعي بكم في المجلس البلدي قدمت لكم اكثر من الف دراسة علمية على هذه التقنية قام بها خبراء ومتخصصون في جامعات ومعاهد علمية يشار اليها بالبنان في كل من اوروبا وامريكا واليابان وجميع هذه الدراسات اكدت نجاح هذه التقنية خاصة في المناطق الجغرافية الدافئة مثل المملكة العربية السعودية وأوضح لكم ان هذه التقنية قد طبقت مؤخرا في اليمن والأردن وقد نجحت نجاحا باهرا فلماذا لم تؤخذوا بها؟ دعوني بالله عليكم تولي الاجابة على هذا السؤال نيابة عنكم بكل بساطة رفضت هذه الطريقة من طرفك العزيز لأنها لم تأت تحت بنود اجندتكم الخاصة! وللعلم يا ناس أنا لم اذكر يوما ان الطريقة ذكرتها في معالجة مياه الصرف الصحي تتم بالبكتيريا فكفاكم تحريف الكلم عن موضعه! لقد اوضحت في كل محاضراتي أنها طريقة معالجة مياه الصرف الصحي بالاتزان الحيوي وهذه الطريقة تمثل العلاقة التكافلية البديعة التي خلقها الله بين الطحالب والبكتيريا، كما تمثل هذه العلاقة الدعائم الأساسية التي تقوم عيها اسس الحياة على سطح كوكبنا الازرق ولولاها لما قامت قائمة للحياه فسبحان الخالق المبدع! والله من وراء القصد.
أ. د. على عدنان عشقي
أستاذ علم البيئة كلية علم البحار
جامعة الملك عبدالعزيز
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.