خرج المنتخب من بطولة اسيا بعد فوز وخسارتين ومدرب طوارئ بمليون ريال فاز بها بعقد الشهر وبثلاث مباريات فقط. وليس هذا فحسب بل خسارة المنتخب اخرجت لنا المنتقدين الناقدين للمنتخب بتعصب الأندية فخرج الشامتون والمتشائمون في وسائل الاتصال المختلفة بكلام وعبارات تجاوزت الحدود الحمراء فالرياضة ليست فوزا وخسارة بل لها معنى راقٍ فلقد قال عنها المثقفون والراقون بأنها تربية وأخلاق وفن وترفيه وترويح وصحة وقوة وعلم وتعامل وصبر وفوز وحضارة ورقي وتقدم وتطور وتخطيط وغيرها من المعاني والمآثر السامية والنبيلة التي يسعى الرياضي والمشجع والمتابع لتحقيقها فالرياضة ترتقي بالنفس الى مراحل العلو والسمو من خلال بذل الجهد وترويض النفس على الصبر فيرضى بما يحدث فيبتسم ولا يغضب فتكون روحه رياضية فيضبط نفسه ويسيطر عليها عند الفوز والخسارة والتعادل.ولكن ماذا يحدث في رياضتنا هذه الايام من تعصب وضجيج وهتافات وصراخ ونفير وتباعد وتخاصم وقذف واتهامات وتشكيك في الامانة والنزاهة والذمم وضرب بالأرجل والأيدي والكلمات وغضب ونميمة وغيبة وعنصرية رياضية بغيضة منتنة تتنافى مع الأخلاق الإسلامية والإنسانية والرياضية فمن المسئول ومن أجج وساهم في هذا المستنقع المليء بالوحل وغير اهداف الرياضة . فالرياضي والمسئول و الاعلام حلقات تراكمية متصلة مع بعضها البعض ساهمت في هذا التأجيج والتعصب الرياضي اللا أخلاقي وذلك بحثا عن الشهرة والتميز والمال والتسويق والتوزيع والسبق الصحفي فظهرت تصريحات وعبارات سطحية عنصرية سوقية يستقبلها المجتمع الرياضي بكل اطيافه وغالبيتهم من الشباب المتحمس المقلد الذي يتأثر بما يقال ويفعل فيتعصب ويشحن ويحفظ الالفاظ والعبارات والأفعال فيرددها كما هي فتكون العواقب والمخرجات سلبية فيظهر التنافر والتناحر والخصام والعداوات بين أفراد المجتمع بل بين الاخوان وأبناء العمومة في الاسرة الواحدة والسبب تشجيع النادي المنافس وليت الامر يتوقف عند هذا الحد فيكون اصدقائه من الفريق الذي يشجعه ويكون الرابط النادي يلتقون في تشجيع النادي بتعصب رياضي أعمى فيغتاب اللاعبين والمنتمين للنادي المنافس بل قد يصورهم ويضعهم في صورا غير صورهم وكلام غير كلامهم بقصد الاستهزاء بالمنتمين للفريق المنافس ولو كانوا أقرب الاقربين وهنا يتحول الترفيه الي معصية فالغيبة والنميمة والاستهزاء والكذب محرم. فالي المتعصبين من المنتمين للأندية من لاعبين وجماهير ورؤساء وأعضاء شرف وكتاب وصحفيين وإعلام راعوا المسئولية الاجتماعية وأدركوا ان جل المتابعين من الشباب المتحمس فواجبنا ان نطور من تفكيرنا ونضبط انفسنا وغضبنا وكلماتنا وحركاتنا مرعاة للفضيلة الاجتماعية والتربوية فأنتم مسئولون والمجتمع يتابع ماتفعلون وتقولون وتكتبون فأشعروا انكم متابعون ومؤتمنون ومن الله محاسبون فأعملوا بفكر عالٍ وتمسكوا بالأخلاق الاسلامية في كل شيء حتى تكونوا قدوة للمتابعين فبدلا من التعصب والتأجيج الرياضي طوروا من رياضتنا التي تراجعت بسبب التعصب فأصبحنا الاكثر ضجيجا فنسمع جعجعة كثيرا ولا نرى لعب حتى أصبحت رياضتنا اثارة وكلام في كلام خارج الملعب وداخل الملعب لا مهارة لا تكتيك بل هدر وإسراف في الوقت والملايين فما يحدث نتاج ومخرجات لفكر وأفعال وأقوال المتعصبين . فالرياضة اخلاق وتعامل ولعب وفن داخل الملعب وخارجه. [email protected]