يوم الاثنين الماضي صدرت اوامر ملكية سامية بتعيين عدد من الوزراء ولاىشك انها اسعدت كل من على هذا الثرى المبارك لما تستشرفه من مرامي تصب في صالح المواطن . وتجدد الامل في الاستبشار بمستقبل اكثر اشراقا بإذن الله . وللتذكير فقد كتبت هنا وعبر هذا المنبر من قبل تحت هذا العنوان ( عاجز عن التطبيل ) واعود اليوم وبعد اربعة عقود او يزيد قليلا مضت ونحن نركض عبر دهاليز شارع الصحافة ، بين فكرة واردة او رأي مطروح أو إشادة مستحقة او نقد نخاله ايجابيا القصد منه الصالح العام واضعين نصب أعيننا بالمقام الأول مخافة الله ثم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ولا شك إن من اوليات مصالح الوطن طاعة ولي الأمر وقول كلمة الحق والإيمان بأن كل منا صغر منصبه او كبر هو على ثغر من ثغور هذا الكيان الشامخ بدينه وقيادته وشعبه . وعليه أن يحرص ألا يأتي وطنه مكروه عبر هذا الثغر. يعلم الله انها اربعة عقود لم نغب عن الركض اسبوعا واحدا وعن التواجد الفكري حبا في إحياء سنة أن نقول ( لمن أحسن أحسنت ) وننصح من قصر بالتنبيه الراقي الذي يصب بالتالي في خدمة الصالح العام كما أشرت بعاليه. اربعة عقود او يزيد قليلا حرصت خلالها ألا أشيد بلغة التطبيل أو أن انقد بلغة الانتقاد لذلك ولله الحمد لم اتلق يوما ردا يخالف حقيقة ما أكتب إلا في القليل القليل ومع ذلك لأنني كنت متأكدا مما أكتبه فقد كنت اتناقش مع من يعترض حتى تبان له الحقيقة ويعتذر والشواهد حية وموثقة. فيما مضى كان الكاتب يطرح رأيه خصوصا إذا كان نقدا بتحفظ ومع ذلك قد يكون الرد بعد أشهر ويكون الموضوع بحكم التقادم قد اصبح في عالم النسيان وتنتهي الأمور كما يقال ( وكأن شيئا لم يكن ). اليوم ومع وسائل الاتصال والتواصل لو اقدم الكاتب على إشادة مبالغ فيها إلى درجة التطبيل فإن سرعة الرد ستكون حتى من العامة قاسية وقوية عبر وسائل الاتصال والتواصل بنشر ما يفضح تطبيل هذا الكاتب او ذاك . سواء بمقالة مضادة او مقاطع مرئية او صور تكشف عكس حقيقة ماذكره ذلك الكاتب وعندها تكون الإشادة قد تحولت إلى محاكمة لكن من هو الحكم ومن هم الخصوم ؟! فاليوم لاتستطيع الإشادة وأنت ترى أن ما على الأرض يخالف حقيقة الإشادة رغم انه كان بإمكان موظف في أي من تلك الجهات المشار إليها بالكبس على أيقونة أن يكتشف عبر الجهاز الذي امامه من المواطن او المؤسسة او الشركة لم يجددوا تراخيص العمل او الإقامات او خلافه ويمكنه من على كرسية الكبس على أيقونة أخرى ويوقف تعاملات المخالف إلى أن يصحح وضعه بصورة تدريجية لا تسويف وتراكمية كما حدث مؤخرا مما يصعب معها إيجاد الحلول وتكثر التعقيدات . واليوم لاتستطيع أن تشيد بوزارة النقل لأن هنالك وفي نفس اللحظة من سيقدم لك صورة او مقطعا يدحض إشادتك وأن هنالك تنفيذ مشاريع طرق متعثرة وبكثرة وهنالك طرق سلمت لكنها سيئة التنفيذ . وكذلك وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة أهم قطاعين في أية دولة السلبيات القاتلة تتقاذفها وسائل الإعلام عن القطاعين على مدارس الساعة وعادة ماتكون كوارثية والتفصيل في هذا المقام يطول ويطول خصوصا وأن المقاطع الصاخبة تنشر كما اسلفت على مدار الساعة عن المدارس والمستشفيات ويعجز المتابع عن حصرها . كذلك ماذا عسى يشيد به الكاتب عن الآمانات والبلديات ومدننا دون إستثناء يذكر فيشكر اصبحت تغرق في ( شبرٍ من الماء ) او تتنفس روائح كريهة من كثرة مخلفات القمائم أو صعوبة السير في شوراعها لسؤ التخطيط أو...او... !! وماذا عسى أن تتحدث عن وزارة الاسكان ذات العقود الزمنية المتعاقبة ولا زالت سنة اولى تنفيذ .الحقيقة التي لابد من ذكرها وشكرها أن مساحة الحرية في الإعلام إتسعت مساحتها وأن كانت مساحة الجوانب المشرقة بدأت تتقلص بصورة مؤلمة واصبحت الجوانب المعتمة تخيم في الأفق مما يجعل الكاتب على المحك . هل يشيد في زمن لن يسمح بالتطبيل بل زمن يراه تغرير ؟! أم يقول الحقيقة فيعتقد الآخرون أن الكاتب غير متفائل ، وهذه حقيقة نظرة من لم يعايش الواقع ويؤمن بأن العالم اصبح فعلا قرية مكشوفة للعيان حتى من اقصر تبة يرتقيها . لذلك فلن يضيع الكاتب سنوات ركضه لكي يكون مساهما في التقصير الذي يضرب معظم مواقع الإنتاج فتعطلت لغة الكلام كما تعطلت عجلة المشاريع. لذلك لا عيب إذا قلت بصوت مسموع ( عفوا عاجز عن التطبيل ) ونتطلع مع التعيينات الأخيرة إلى مستقبلا يتنافس في الاعلام بالإشادة والتبجيل. جده ص ب 8894 تويتر saleh1958