كنت قد اشرت في مقال سابق الى انني سوف اتحدث عن بعض اصحاب الكاريزما الخاصة سواء في بلدي مصر او في المملكة العربية السعودية وتحدثت في البداية عن الكاتب والاديب والشاعر الوزير غازي عبدالرحمن القصيبي يرحمه الله. ** ودعوني اليوم ان احدثكم عن شخصية اسلامية انبهرت بها منذ الشباب المبكر وهو فضيلة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد - يرحمه الله - صاحب هذا الصوت الجميل الرائع الذي بهر المصريين وانا واحد منهم بل وبهر العالم العربي والعديد من الدول الاسلامية .. فقد كان الشيخ عبدالباسط عبدالصمد نجم ساطع في سماء التلاوة .. ولقد ذكرني بهذا الشيخ الجليل ذكرى مرور 26 عاما على وفاته. ودعوني اذكر بعض المواقف مع شيخنا الجليل عبدالباسط عبدالصمد ان قرية المراغرة مركز ارمنت بمحافظة الاقصر والذي ولد بها في عام 1927م .. وكان والده الشيخ محمد عبدالصمد من كبار مرتلي القرآن الكريم في قريته وقد حفظ الشيخ عبدالباسط القرآن الكريم في كتاب قريته على يد الشيخ الامير - يرحمه الله - ودرس الروايات مع الشيخ محمد سليم واتم حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من العمر .. واصبح من كبار مرتلي القرآن الكرين في صعيد مصر ولكن ما غير مجرى حياته كنا رواها لي شخصيا حين التقيته في بيته لاعداد حوار صحفي معه لمجلة اليمامة السعودية زيارته لمسجد السيدة زينب سنة 1950م خلال الاحتفال بمولد السيدة زينب حيث يشارك في هذه الاحتفالات كبار المرئين والمشايخ .. خلال هذه الاحتفالات قرأ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد آيات من (سورة الاحزاب) ولمدة عشر دقائق كانت كافية لاثارة انتباه الجموع الغفيرة التي لم تكف بالهتاف والدعاء له حتى امتدت العشر دقائق الى اكثر من ساعة ونصف وكان مولد القارئ الكبير الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد. كان منزلنا القديم في حي الحلمية الجديدة بالقاهرة هو مدخلي للتعرف على الشيخ عبدالباسط الذي كان يقرأ سورة الجمعة كل اسبوع في مسجد الامام الشافعي وعرفت الطريق الى الصلاة في هذا المسجد كل اسبوع لسماع القرآن من الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وكان عليّ ان اصل الى المسجد قبل الصلاة بساعة او ساعة ونصف حتى اجد مكاناً في المسجد الذي كان يمتلئ عن آخره بالمصلين الذين جاءوا لسماع القرآن الكريم من ضيفنا الكريم .. وكنت احرص على التواجد قرب موقع تلاوة القرآن واسمع بنفسي تعليقات المصلين على حلاوة التلاوة. ومرت الايام وعملت مراسلا لمجلة اليمامة السعودية من القاهرة وسعيت الى عمل لقاء صحفي مع القارئ الشهير عبدالباسط عبدالصمد وقد كان استقبلني في منزله بأناقته المعهودة وكيف انه قرأ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب والسنغال وماليزيا وحدثني عن الاوسمة التي حصل عليها من هذه البلدان وكيف تم تكريمه في الاحتفال بليلة القدر في مصر .. وذكر لي ان اول تلاوة له عبر اسير الاذاعة المصرية كان لسورة فاطر .. وانتقاله من التلاوة في مسجد الامام الشافعي الى مسجد الامام الحسين بمدينة القاهرة عام 1985م خلفا للشيخ محمود علي البنا .. الذكريات الحلوة تتوالى عن هذا الشيخ الجليل الذي وهبه الله جمال الصوت والشكل والصورة فقد كان جميلا في كل شيء الى ان توفاه الله في عام 1988 ميلادية فودعته مصر اجمل وداع. رحمه الله