أكد معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أن المملكة العربية السعودية تعد اليوم من الدول الرائدة في إنتاج البتروكيماويات في العالم، كما تملك احتياطيات كبيرة من النفط الخام وأخرى هائلة من الغاز المرافق وغير المرافق، حيث تشير التقديرات المتحفظة إلى أن المملكة تمتلك 300 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز التقليدية، كما تقوم بتطوير موارد الغاز غير التقليدية في أنحائها المختلفة. جاء ذلك في كلمة لمعاليه ألقاها امس الاول خلال مشاركته في المنتدى الوزاري الرابع للغاز الذي ينظمه منتدى الطاقة الدولي واتحاد الغاز العالمي في أكابولكو بالمكسيك، أعرب في مستهلها عن شكره لمعالي وزير الطاقة المكسيكي كولدويل والحكومة المكسيكية لاستضافة هذا المنتدى المهم، ودعوته للتحدث فيه، كما شكر منتدى الطاقة الدولي واتحاد الغاز العالمي على تنظيم هذا المنتدى.وتطرقت كلمة معاليه إلى ثلاث نقاط، تضمنت الأولى عرضًا لموارد المملكة العربية السعودية وإيضاحًا لكيفية الاستفادة منها، وتعلقت الثانية بالأهداف المستقبلية لسياستنا في مجال الغاز، فيما تناولت النقطة الأخيرة مستقبل الطاقة في العالم على نطاق أوسع. وقال معاليه : لم تعد شعلات حرق الغاز تضئ ليل المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، فذاك زمان انتهى , فبالإضافة إلى منشآت الغاز الحالية فإننا نعمل اليوم على تطوير العديد من مرافق الغاز الرئيسية البرية والبحرية، وفي غضون العقد المقبل سيزيد إنتاج الغاز لدينا إلى أكثر من الضعف.وأوضح أن احتياطيات الغاز تستخدم في دفع مسيرة التحول التاريخي التي تشهدها المملكة، حيث يساعد الغاز في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لدينا باعتباره الوقود المفضل لتوليد الكهرباء، وتحلية المياه، والحافز لإيجاد صناعات جديدة، وتوفير المزيد من فرص العمل، لا سيما المجمعات الصناعية التحويلية. كما نستخدم الغاز في تطوير المزيد من الصناعات المعدنية في مختلف أنحاء المملكة، التي تعد إحدى مصادر القوة لدينا وتبشر بإمكانات كبيرة للنمو في المستقبل. وعليه، فالغاز الطبيعي جزء أساس من التنمية والازدهار في المملكة العربية السعودية على المدى الطويل". وأكد معاليه أنه ليس لدى المملكة العربية السعودية حاليًا أي خطط لتصدير الغاز أو الدخول في أعمال وتجارة الغاز الطبيعي المسال، وذلك لأسباب ليس أقلها احتياجاتنا من الطاقة المحلية, وقال :هذه السياسة لا تعني أننا غير مهتمين بالتوجه المستقبلي لهذه الصناعة، بل لدينا، كمنتجين ومستخدمين للغاز، اهتمام كبير بالتطورات التقنية والعلمية، وسوف نواصل الاستثمار في المبادرات البحثية داخل المملكة، وبالشراكة مع الشركات والجامعات والجهات البحثية العالمية الأخرى. وأضاف قائلاً : ولكن اهتمامنا يتجاوز العلوم والبحوث، فمن الواضح أن الأشكال المختلفة من الطاقة تزداد تكاملًا في الوقت الراهن بشكل أكبر من أي وقت مضى، فهي تتكامل من حيث الأسعار ومن حيث حركة الموارد حول العالم, لذا علينا جميعًا، منتجين ومستهلكين لجميع أشكال الطاقة، أن نواصل الحديث والعمل معًا لضمان التشغيل السلس لأسواق الطاقة والصناعة على نطاق أوسع , فالطاقة تساعد على التخفيف من حدة الفقر، وإيجاد فرص العمل، ورفع مستوى المعيشة، ومن واجب كل منا ضمان تقاسم فوائد هذه الطاقة على نحو عادل في جميع أنحاء العالم". واستعرض معالي وزير البترول والثروة المعدنية حالة صناعة الطاقة ومكانة الغاز داخلها، وقال : " أصبح عالم الطاقة أكثر تعقيداً من أي وقت مضى مع زيادة الإمدادات، وتنامي الطلب العالمي، والاضطرابات الدورية، واستمرار الابتكارات التقنية , ورغم كل هذه التعقيدات، يُعد عالم الطاقة، في جوهره، عالماً بسيطاً جدًا , إنها مسألة عرض وطلب، فمع ارتفاع عدد سكان العالم يزداد الطلب على الطاقة، ومن ثم فكل ما يضيف إلى الازدهار الاقتصادي العالمي ويحسن فرص الناس في أنحاء العالم يجب أن يكون موضع ترحيب.وقال معاليه إن المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة بارزة من حيث احتياطيات النفط الخام وصادراته، وهذا أمر لن يتغير في المستقبل المنظور , فسوف يستمر العالم في اعتماده على النفط الخام لعقود عديدة قادمة، لكن ستحظى مصادر أخرى للطاقة بدور أكبر، بما في ذلك الغاز، ونحن نرحب بهذه التطورات" , مؤكداً أن من الأفضل دائماً مناقشة القضايا بطريقة تعاونية ، وها هو منتدى الطاقة الدولي يضطلع بدور مهم في هذا الصدد الآن وفي المستقبل.