ذهبت الى احد المولات وشاهدت في السوبر ماركت العجب، بعض الناس هداهم الله يأخذ العربة ثم يمشي بين الرفوف ويضع في العربة كل ما تشتهي عينه ويأخذ من هذا ومن ذاك، ويأخذ ، ويأخذ حتى تمتلئ العربة عن بكرة ابيها بالكامل وتبدأ تتساقط الاشياء على اليمين وعلى الشمال، وبعد ذلك يقف عند المحاسب ويقضي وقتا طويلا حتي ينتهي المحاسب من تسجيل الاشياء والناس خلفه ينتظرون حتى ينتهي وسألت نفسي هل كل هذه الاشياء يحتاج اليها؟ ام ان عينيه هي التي اشتهت وتذكرت عندما كنت خارج السعودية كيف كان الناس يحملون ورقة صغيرة مكتوب عليها احتياجاتهم ، وكيف كان الناس يحملون ورقة صغيرة مكتوب عليها احتياجهم، وكيف كان الناس يشترون الفواكه بالحبة حبة موز وعليها سعرها وحبة تفاح وحبة برتقال، والدجاج بالقطعة الفخذ، والصدر والجناح وهكذا، نخحن هنا والحمد والشكر لرب العزة والجلال معظم الاشياء نشتريها بالكرتون مثلا كرتون دجاج، وكرتون موز، وكرتون تفاح وكرتون خيار واصبحنا نأكل ونأكل حتى اصبح لدينا الهدر الغذائي كبير جدا واصبحت اجسامنا وزنها زائدا عن المعدل الطبيعي وكروشنا منفوخة، واصبح الثقل على الركب والمفاصل واصبح كثيرا من الناس يمشون يتمايلون وارتفعت نسبة الكولسترول وكثرت الشكاوي من امراض القلب والشرايين والسكر وضغط الدم والفشل الكلوي والله المستعان على كل حال - قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا نه لا يحب المسرفين) الاعراف 31. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال). وقال ابوبكر الصديق رضي الله عنه : انى لابغض اهل بيت ينفقون رزق ايام في يوم واحد، وقال عمر رضي الله عنه : إياكم والبطنة فانها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسد ومورثة للسقم . وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه رأى عمر رضي الله عنه لحما في يدي فقال ما هذا يا جابر قلت اشتهيت لحما فاشتريته فقال عمر او كلما اشتهيت اشتريت يا جابر. وقال العرب : من اشترى ما لا يحتاج اليه باع ما يحتاج اليه. وقال الشاعر : الجود خير وكل الخير فيه اذا لم يعد مغذاه او لم ينقلب سرفا فيا سادة يا كرام علموا اولادكم عدم شراء الاشياء التي لا يحتاجونها ولا يشترون اغذية تزيد عن حاجتهم ويتجنبون الاكل في غير اوقاته ويتجنبون كثرة السكريات والدهون ويمارسون المشي والرياضة ونذكرهم بقول الله تعالى : "ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب" غافر 28 - وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. بقلم : سراج بوقس للتواصل - ص.ب - 198 - مكة المكرمة