افتتح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية امس أعمال أول منتدى ومعرض من نوعه في المملكة العربية السعودية عن العزل الحراري في المباني، الذي ينظمه المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية, بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض .وقد أقيم حفل خطابي بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، رئيس اللجنة الفرعية لإعداد البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة, كلمة رحب فيها بسمو وزير الشؤون البلدية والقروية والحضور . وقال سموه: شهدت المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية، نمواً اقتصادياً وصناعياً لافتاً، تطلَّب المزيد من الاستهلاك المحلي للطاقة، إلا أن هذا الاستهلاك المتسارع كشف عن عدم الكفاءة في استهلاك الطاقة مما أدى إلى هدرها, حيث من المتوقع استمرار نمو هذا الاستهلاك بمعدل يتراوح بين 4-5 % سنوياً، حتى عام 2030م، ما لم تُتخذ إجراءات حيال تغيير الأنماط الحالية لاستهلاك الطاقة . وأضاف سموه: من هنا جاء إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة، معبراً عن اهتمام الدولة بإيجاد حلول عملية لمواجهة هدر الطاقة، وتصدّر قائمة مهام المركز "وضْع برنامج وطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة والخطط اللازمة لذلك" بالتنسيق مع الجهات الحكومية وغير الحكومية، على ألا يؤثر ذلك على استمرار النمو الاقتصادي والصناعي للمملكة، وعلى المستوى المعيشي للمواطن ورفاهيته .وبين سموه أن البرنامج الوطني قام بدراسة وضع استهلاك الطاقة في المملكة, وتم تحديد قطاعات المباني، والنقل البري، والصناعة، كأهم قنوات الهدر الرئيسة لاستهلاكها مجتمعةً أكثر من 90% من استهلاك الطاقة في المملكة, كما تم تحديد استهلاك قطاع المباني من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة بأكثر من 75%، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى نحو 7%, مبيناً سموه أن ذلك يعزى إلى سببين رئيسين: الأول انخفاض كفاءة استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية المستخدمة، والثاني افتقار أغلب المباني للعزل الحراري, لذا تم إعداد مجموعة برامج فرعية ضمن البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة لترشيد استهلاك الكهرباء في المباني .وقال سمو مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول: لقد شملت هذه البرامج تحديث المواصفة القياسية لأجهزة التكييف، والأجهزة المنزلية الأخرى، ويجري العمل على إعداد مواصفات قياسية للإنارة المنزلية، وأجهزة التكييف كبيرة السعة, وقد تم تطبيق المرحلة الأولى من المواصفة القياسية لأجهزة التكييف قبل عام من الآن, وسيتم تطبيق المرحلة الثانية منها، وكذلك المواصفات القياسية للأجهزة المنزلية الأخرى، في ربيع الأول 1436ه الموافق يناير 2015م، وستبدأ مراقبة الأسواق المحلية في جمادى الأولى 1436ه الموافق مارس 2015م . وأضاف سموه: كما شملت هذه البرامج معالجة واقع افتقار أكثر من 70% من المباني السكنية القائمة إلى العزل الحراري، وما أدى إليه هذا الواقع من زيادة استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التبريد بنحو (250) مليون برميل مكافئ تقريباً خلال الخمس سنوات الماضية . وبين سموه أنه نظراً لمساهمة العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبةٍ تتراوح بين 30-40%، فقد عَمِل البرنامج على تسريع تنفيذ الأمر السامي، الصادر في عام 1431ه، بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة، عبر تحديث المواصفات القياسية لمواد العزل الحراري، وتحديد قيم معامل الانتقال الحراري للمباني ومراقبة تنفيذهما، حسب الآتي: 1- تحديث (13) مواصفة قياسية ل (10) مواد عزل حراري، إضافة إلى إصدار مواصفة قياسية جديدة لمادة عزل حراري. 2- تطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي في (24) مدينة في المملكة، كمرحلة أولى، وسيتم لاحقاً تطبيقه في بقية مدن المملكة. 3- إصدار لائحة فنية لقيم معامل الانتقال الحراري للمباني، التي تحدد معامل الانتقال الحراري للأسقف والأرضيات والجدران والنوافذ والأبواب الزجاجية، وذلك بتقسيم المملكة إلى ثلاث مناطق مناخية. وسيبدأ العمل بإذن الله باللائحة في المرحلة الأولى في صفر 1436ه الموافق نوفمبر 2014م، وفي المرحلة الثانية في ربيع الثاني 1438ه الموافق يناير 2017م. 4- اعتماد آلية موحدة للحصول على "شهادة تنسيق" من الشركة السعودية للكهرباء قبل الحصول على رخصة البناء، لمساعدة الشركة في التخطيط لإيصال الخدمة الكهربائية للمبنى. 5- تعهد كلا من المكتب الهندسي والمالك بتطبيق العزل الحراري في المبنى المزمع إنشاؤه قبل الحصول على رخصة البناء، وتحمل مسؤولية عدم إيصال الخدمة الكهربائية للمبنى في حال عدم التطبيق. 6- تكليف الشركة السعودية للكهرباء بالقيام بثلاث زيارات ميدانية للمبنى خلال مرحلة الإنشاء، للتأكد من تطبيق العزل الحراري, وقد قامت الشركة خلال الستة أشهر الماضية بأكثر من (100) ألف زيارة ميدانية، للتأكد من تطبيق العزل الحراري لنحو (52) ألف مبنى تحت الإنشاء. 7- إصدار لائحة محاسبة المكاتب الهندسية المخالفة لآلية تطبيق العزل الحراري في المباني الجديدة، وتُحدد اللائحة العقوبات التي ستطبّق على المكاتب الهندسية المخالفة، طبقاً لعدد المخالفات، التي روعي التدرج فيها، حتى تصل إلى عدم تعاون الأمانات والبلديات في المناطق والمحافظات مع المكتب الهندسي المخالف لمدة سنتين. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز في كلمته : لا يخفى عليكم أهمية توعية المستهلك ببرامج ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، من أجل تغيير العديد من المفاهيم والسلوكيات لديه, ولما لهذه التوعية من دور رئيس في إنجاح تلك البرامج، وكونها من أهم العوامل المُمَكّنة لتنفيذ برامج كفاءة الطاقة وتحقيق أهدافها، فقد انطلقت يوم الأحد الماضي حملة توعوية بهذا الخصوص، لمدة أربعة أسابيع، لتعريف المستهلك، والمكاتب الهندسية، والمقاولين، والمطورين العقاريين، وكل من يرغب في بناء مبنى جديد، بأهمية العزل الحراري في المباني وفوائده. وأوضح سمو رئيس اللجنة الفرعية لإعداد البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة, أن انعقاد المنتدى ومعرض العزل الحراري في المباني اليوم، يأتي ضمن مناشط هذه الحملة الموسعة، مبيناً سموه أنه ستُعقد (18) ورشة عمل خلال الشهرين القادمين، تغطي نشاطاتها جميع مدن المملكة التي تم فيها تطبيق العزل الحراري، لتوعية المكاتب الهندسية والمطورين والمقاولين والمسؤولين في قطاعات الإنشاء والتعمير، بدورهم الحيوي في تطبيق إلزامية العزل الحراري في المباني، وسيتم عقد هذه الورش بالشراكة مع كلٍ من وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات التابعة لها، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، والشركة السعودية للكهرباء، ومجلس الغرف السعودية، والغرف التجارية الصناعية في المدن التي سيُنفذ فيها العزل الحراري كمرحلة أولى. وبين الأمير عبدالعزيز بن سلمان, أنه سيتم بالتزامن مع ورش العمل المنعقدة، تنظيم عشرين معرضاً توعوياً في مختلف المناطق، تستهدف شريحة المستهلكين، وتوضّح لهم الفوائد الناتجة عن الالتزام بتطبيق العزل الحراري.وقال سموه: تأكيداً لأهمية العزل الحراري، وتفعيلاً لمبدأ الريادة الحكومية، فقد تضمنت بيانات ميزانية الدولة للعام المالي الحالي، وجوب مراعاة استخدام العوازل الحرارية عند تصميم المباني والمرافق الحكومية وشبه الحكومية، وصدر تعميم وزارة المالية للمراقبين الماليين في الجهات الحكومية المختلفة بالتأكيد على ذلك, كما صدر يوم أمس تعميم من معالي وزير المالية لجميع الجهات الحكومية يؤكد على الالتزام بالمواصفات القياسية المعتمدة من مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، تنفيذاً لتوصية الملتقى الأول لكفاءة الطاقة للمسؤولين والمختصين في القطاع الحكومي، حيث نصّت على: "استخدام القطاع الحكومي لأعلى المواصفات القياسية المحققة للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية في المباني الحكومية". وأوضح سمو مساعد وزير البترول والثروة المعدنية أنه يجري العمل على إدراج نصّ يؤكّد التقيّد بترشيد الاستهلاك الكهربائي باستخدام العوازل الحرارية والأجهزة الكهربائية الأعلى كفاءة في بيانات ميزانية الدولة للعام المالي القادم.وأضاف سموه قائلاً: سيقدم الزملاء أعضاء فريق المباني المكون من جميع الجهات ذات العلاقة، الذين قاموا بإعداد آلية تطبيق العزل الحراري في المباني الجديدة، عروضاً تفصيلية خلال جلسات المنتدى، تناقش المحاور الآتية: 1- آلية الحصول على رخص البناء، وإيصال الخدمة الكهربائية للمباني الجديدة بما يتوافق مع اشتراطات تطبيق العزل الحراري الإلزامية.2- الإجراءات التي ستطبق لمحاسبة المكاتب الهندسية المخالفة لآلية تطبيق العزل الحراري في المباني الجديدة.3- شرح المواصفات القياسية لمواد العزل الحراري وقيم معامل الانتقال الحراري للمباني في مختلف مناطق المملكة.4- عرض بعض التجارب الريادية المحلية في تطبيق العزل الحراري.5- عرض بعض الخبرات المحلية والدولية في تطبيق العزل الحراري . وشكر سمو مساعد وزير البترول والثروة المعدنية في ختام كلمته صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، على رعايته وافتتاح فعاليات المنتدى، ولما قامت به وزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات التابعة لها من جهود في إصدار اللوائح الخاصة بتطبيق العزل الحراري في المباني بشكلٍ إلزامي، كما شكر معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين لدوره في صدور موافقة المقام السامي على تطبيق العزل الحراري الإلزامي على جميع المباني الجديدة، ولما قامت به وزارة المياه والكهرباء والجهات التابعة لها من جهود في متابعة تطبيقه . ثم ألقى معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية رئيس اللجنة الإدارية للمركز السعودي لكفاءة الطاقة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل كلمة أكد فيها توالي جهود الجهات المختصة في الدولة من أجل التغلب على التحديات التي تواجهها المملكة في مجال استهلاك الطاقة في ظل تسارع نمو الاستهلاك المحلي من البترول والغاز بمعدل سنوي يفوق معدل النمو الاقتصادي. ثم ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية كلمة أشار فيها أن إلى أن منتدى ومعرض العزل الحراري في المباني يأتي في إطار ما يهدف إليه المركز السعودي لكفاءة الطاقة من ترشيد ورفع لكفاءة استهلاك الطاقة و توحيد الجهود بين الجهات المعنية حفاظاً على الثروة الوطنية وبما يعزز التنمية والاقتصاد الوطن. وقال سموه: لقد شهد الوطن نهضة تنموية شاملة تعددت وتنوعت مجالاتها وصاحب ذلك نمواً متزايداً في استهلاك المواد وزيادة كبيرة في الطلب على الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن القيادة الحكيمة استشعرت أهمية هذا الجانب والحاجة الملحة في الحفاظ على هذه الثروة ، فصدرت التوجيهات السامية بتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني .وبين سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب ،أن وزارة الشؤون البلدية والقروية عملت على إصدار نشرة إيضاحية عن العزل الحراري في المباني كما وجهت الأمانات والبلديات و المكاتب الاستشارية والهندسية بتطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة في أربع وعشرين مدينة من مدن المملكة إلى جانب حث ملاك المباني على استخدام العزل الحراري في المباني الخاصة و التذكير بفوائده ومزاياه.وأكد أن أهمية هذا المنتدى تكمن في إبراز الجهود والمنجزات التي حققتها الجهات المختصة في المملكة لتطبيق العزل الحراري من خلال منظومة عمل برنامج وطني لكفاءة الطاقة يعمل على أعداده المركز الوطني السعودي لكفاءة الطاقة بمشاركة المعنيين من القطاعين الحكومي والخاص "، متطلعاً إلى أن تتحقق من خلال ما يطرح فيه من أوراق عمل متنوعة و حلقات نقاش ومعرض مصاحب الأهداف المرجوة وصولاً إلى رؤى بناءة و أفكار إبداعية تسهم في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية و رفع مستوى الوعي و الحد من الهدر المتنامي للطاقة.