قال لي صديقي لم اذق طعم النوم ليلة البارحة بسبب هاجس خطر لي قبل ان انام، ومكثت طيلة الليل اتقلب في فراشي وسبب لي هذا الهاجس الانتقال من فكرة الى اخرى لعدة ساعات متواصلة، قلت له الهواجس هي ما يخطر من افكار او صور ببال الانسان نتيجة قلق او حيرة او هم او تخوف من شيء ما، وهاجس الليل هو خاطر يجول ببال الانسان قبل النوم وبالاخص عندما يكون به قلق او حيرة او غيره وتكون على هيئة تصورات تسيطر على فكر الانسان يصعب التخلص منها مثل لماذا لم افعل كذا، ولماذا لم اقل كذا، ولماذا لم اذهب لعمل كذا، وسوف اعمل كذا، وسوف ارتب الامور على نحو كذا، وسوف ارتب الاشياء على نحو كذا، وسوف اعمل كذا.. و.. و.. و.. ويطير النوم ويأتي الفجر وقد تعب فكري من هذا ويصحو الانسان متعباً منهكاً من قلة النوم. قال تعالى في محكم كتابه الكريم: (حم، تنزل الكتاب من الله العزيز العليم، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير) غافر - 1 - 3. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان، من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما، وان يحب المرء الا يحبه الا الله، وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه، كما يكره ان يقذف في النار. والمسلم لابد ان يوازن بين الخوف والرجاء، ولابد ان يقتنع ويرضى بالله رباً وبالاسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ويتقرب لربه بالطاعات ولا يشغل نفسه بالهواجس التي يلقيها عليه الشيطان، واذا وجد شيئاً من هذه الهواجس فيلجأ الى الله تعالى بالصلاة والقرآن والاستعاذة من الشيطان الرجيم ويسد على الشيطان هذا الباب حتى تتوقف الهواجس. وقال احد الحكماء: اذا صار عندك فراغ كبير لا تتركه كي يستغله الشيطان الرجيم فالجأ فوراً لرب السموات والارض واعطه كل ذلك الوقت بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء، وتأمل كثيرا في عجائب قدرة الله عز وجل وقل سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله واكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وقال حكيم آخر: ان جرحي لا يؤلم احدا في الوجود غيري، وان بكاء الناس من حولي لن يفيدني في شيء. وقل يا الله يا شارح الصدور وميسر الامور اجعل حياتي وحياة المسلمين نور على نور، وتذكر دائما وابدا قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم (يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين). يونس - 57 - وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. محمد سراج بوقس للتواصل ص. ب - 198 - مكة المكرمة