قال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سيضعون مقترحات لفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا في غضون أسبوع. وقال فان رومبوي في مؤتمر صحفي إن زعماء الاتحاد الأوروبي قرروا خلال اجتماع قمة في بروكسل أن يطلبوا من اللجنة التنفيذية للاتحاد وجهازه الدبلوماسي "بدء العمل التحضيري بشكل عاجل" لفرض عقوبات جديدة وتقديم مقترحات كي تدرسها حكومات الاتحاد الأوروبي في غضون أسبوع. ولكن لم يعرف متى قد يتم تنفيذ هذه العقوبات بشكل فعلي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يحدث تغير في الوضع الراهن في أوكرانيا أو إذا تدهور الوضع وفي واشنطن أشاد البيت الأبيض باستعداد المجلس الاوروبي لدارسة فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا. وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان "نرحب باجماع المجلس الأوروبي اليوم على إظهار الدعم القوي لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها والاستعداد لفرض مزيد من العقوبات لدراستها خلال الايام المقبلة."وأضافت إن الولاياتالمتحدة تعمل مع الاتحاد الأوروبي لاعداد مزيد من العقوبات ضد روسيا في المقابل هاجم رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بوصفها? ?"عقيمة وغير مثمرة " وهدد باستخدام حق النقض? ?(الفيتو) ضد الاجراءات الاضافية مما يسلط الضوء على الانقسام الداخلي في الاتحاد الأوروبي بشأن موقفه المتشدد من روسيا. وقال فيكو للصحفيين أمس بعد اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل? ?"اعتبر العقوبات عقيمة وغير مثمرة. "إلى إن نعرف تأثير العقوبات المفروضة بالفعل فإن فرض عقوبات جديدة أمر لا معنى له." وطلب زعماء الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية وضع مقترحات لعقوبات جديدة على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا خلال أسبوع على الرغم من عدم توضيحهم الموعد الذي قد تنفذ فيه هذه العقوبات. ولكن فيكو قال إنه سيعارض العقوبات التي ستلحق الضرر بالنمو الاقتصادي لسلوفاكيا. وكانت سلوفاكيا صريحة بالفعل في معارضتها للعقوبات على روسيا التي تعتمد عليها في الحصول على وارداتها من الغاز الطبيعي. وقال فيكو? ?"إذا كانت هناك مقترحات فإنني أحتفظ بحق الاعتراض على العقوبات التي تضر بالمصالح الاقتصادية لسلوفاكيا ميدانيا قالت أوكرانيا إن الدبابات الروسية دكت بلدة حدودية صغيرة وإن الانفصاليين الموالين لروسيا حققوا مكاسب جديدة في شرق البلاد في حين اشار زعماء الاتحاد الأوروبي إلى انهم سيهددون بفرض المزيد من العقوبات على موسكو بسب الأزمة. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي يشارك في قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل إنه ما زال يأمل في احراز تقدم نحو التوصل إلى حل سياسي لكنه أبلغ الصحفيين بوجود الالاف من القوات الأجنبية في بلاده. ونفت روسيا مرارا اتهامات كييف والقوى الغربية بأنها أرسلت جنودا إلى أوكرانيا أو انها تدعم الانفصاليين الموالين لها والذين يخوضون حربا منذ خمسة أشهر في شرق أوكرانيا. لكن المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندريه ليسينكو أبلغ الصحفيين في كييف بأن دبابات روسية دخلت بلدة نوفوسفتليفكا الأوكرانية على الحدود مع روسيا وأطلقت النار على كل منزل من منازلها. وأضاف ليسينكو "لدينا معلومات بأن كل منزل دمر فعليا." ولم يذكر أي تفاصيل عن الوقت الذي وقع فيه الهجوم. وعادة ما تغطي التصريحات العسكرية اليومية لأوكرانيا الساعات الأربع والعشرين السابقة. وقال ليسينكو إن الانفصاليين احرزوا مكاسب جديدة إلى الشرق مباشرة من مدينة لوجانسك الحدودية إحدى المعاقل الرئيسية للانفصاليين بعد أن فتحوا جبهة جديدة في منطقة اخرى الأسبوع الماضي. وقال مجلس الدفاع والأمن الأوكراني في رسالة منفصلة على موقع تويتر "العدوان العسكري المباشر من روسيا الاتحادية على شرق أوكرانيا مستمر. الروس يواصلون إرسال العتاد العسكري و (المرتزقة)." وتقول كييف والدول الغربية إن المكاسب التي حققها الانفصاليون في الآونة الأخيرة كانت نتيجة وصول طوابير مدرعة من القوات الروسية أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم تمرد انفصالي كان سيوشك على الانهيار لولا ذلك. ولم يرد على الفور أي تعليق من روسيا يوم السبت. وقارن بوتين يوم الجمعة حملة كييف لاستعادة السيطرة على المدن الشرقية بغزو النازي للاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية. وتضمن مشروع بيان اطلعت عليه رويترز أن قادة الاتحاد الأوروبي سيطلبون من المفوضية الأوروبية والتمثيل الدبلوماسي للاتحاد خلال قمة بروكسل يوم السبت "القيام على نحو عاجل بعمل تمهيدي" بشأن العقوبات الاضافية التي قد تطبق اذا دعت الضرورة. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند على أن عدم ايقاف روسيا لتدفق الأسلحة والقوات إلى شرق أوكرانيا سيجبر الاتحاد الأوروبي على فرض اجراءات اقتصادية جديدة. وقال أولوند في مؤتمر صحفي "هل سنترك الوضع يزداد سوءا حتى يصل إلى حرب؟" وأضاف "لأن هذا هو الخطر حاليا فلا يوجد وقت لنضيعه." وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد العقوبات على روسيا لكنه يرغب أيضا في اتفاق سياسي لانهاء المواجهة. وأضاف في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني "نحن مستعدون لاتخاذ اجراءات قوية وواضحة للغاية ولكننا مستمرون في الابقاء على فرصة التوصل لحل سياسي." وقال بوروشينكو إنه يتوقع تحقيق تقدم بشأن السلام في شرق أوكرانيا قريبا دون الخوض في التفاصيل. وبدأت الأزمة عندما أطاحت احتجاجات حاشدة بالرئيس الأوكراني المدعوم من موسكو في فبراير شباط بعد أن تراجع عن توقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي كان سيبعد الجمهورية السوفيتية السابقة عن روسيا ويجعلها أكثر قربا من أوروبا. ونددت روسيا بالقيادة الموالية للغرب التي تولت السلطة في أوكرانيا ووصفتها بانها "عصبة فاشية" ثم اقدمت على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا بعد ذلك التمرد في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية في ابريل نيسان وأقاموا جمهوريات شعبية وأبددوا رغبتهم في الانضمام إلى روسيا. وقال مسؤول كبير عن حقوق الانسان في الأممالمتحدة يوم الجمعة إن نحو 2600 من المدنيين والجنود الحكوميين والانفصاليين لقوا حتفهم في الصراع الذي فجر أكبر أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وفي كييف قال وزير الداخلية الأوكراني ارسين افاكوف إن مجموعة من المقاتلين الموالين لأوكرانيا استطاعوا الفرار من منطقة يحاصرها انفصاليون موالين لروسيا قرب مدينة دونيتسك الشرقية في وقت مبكر من صباح يوم السبت رغم أن تقارير اخرى تشير إلى أن عددا كبيرا لا يزال محاصرا. وأمر وزير الدفاع فاليري هيليتي بالتكتم على المعلومات القادمة من بلدة ايلوفايسك الواقعة إلى الشرق من دونيتسك. وفي إشارة إلى ان القوات الحكومية تنسحب من المنطقة قال هيليتي في صفحته على موقع فيسبوك "بمجرد زوال الخطر على الوحدات الأوكرانية فسوف تنشر كل المعلومات عن الفترة الراهنة المتعلقة بانسحاب القوات من ايلوفايسك." وفتح الانفصاليون الموالون لروسيا جبهة جديدة الأسبوع الماضي في منطقة ساحلية على بحر ازوف وطردوا القوات الأوكرانية من بلدة نوفوازوفسك. ويهددون حاليا مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية. وقال الزعيم الانفصالي سيرجي كافتارادزي إن عدة أعيرة نارية أطلقت يوم السبت على سيارة تقل الكسندر زاخارشينكو زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية لكنه نجا دون ان يمسه أذى. وقال كافتارادزي "لم يصب زاخارشينكو بأذى. أصيب سائقه بجروح وتجرى له جراحة" مضيفا أن عملية جارية للقبض على الذين أطلقوا الأعيرة النارية.