وجّه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دعوة لأصحاب الرأي من العلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين , للتواصل معه للإسهام في بناء رؤية وطنية مشتركة حول الحلول المناسبة لمواجهة مشاكل الغلو والتطرف . وأوضح معالي نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أن هذه الدعوة تأتي استجابة للتوجيه السامي الكريم في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - لأبناء الوطن ، وللأمتين العربية والإسلامية ، التي أكد فيها - حفظه الله - على منهج الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والفكر المتطرف ، وتعزيز الخطاب الإسلامي المعتدل ، حيث دعا الجهات الفكرية والتعليمية والثقافية كافة للقيام بواجبها للنهوض بمشروع وطني للتصدي لمظاهر الغلو والتطرف والكراهية. وبين أن المركز أعد برنامجاً لعقد عدة لقاءات حوارية فكرية في مختلف مناطق المملكة لحشد الطاقات الثقافية والاجتماعية بمختلف أطيافها للتفاعل مع هذا الموضوع المهم والخطير في الوقت نفسه ، ليبلور الرؤى الوطنية التي تقدمها الأطياف المشاركة في إطار المسؤولية الوطنية برؤية شاملة حول هذا الموضوع ، والخروج بنتائج تسهم في تقويم المناخ الثقافي والفكري في المملكة وتنقيته من شوائب الغلو والتطرف. وأشار معاليه إلى أن المركز سيحرص خلال إقامة تلك اللقاءات على مشاركة العلماء والمفكرين والمثقفين والمثقفات، الذين يمثلون جميع الأطياف الفكرية لمشاركة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تحقيق أهدافه السامية لنشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال. وقال إن البرنامج الذي اعتمده المركز خلال الفترة المقبلة لمواجهة مشكلة الغلو والتطرف يأتي انطلاقاً من ثوابتنا الشرعية والوطنية ومن الأهداف السامية التي بني عليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منذ تأسيسه ، التي كان من أهمها تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار. ولفت بن معمر النظر في هذا الصدد إلى أن موضوع الغلو والتطرف كان محوراً رئيساً خلال السنوات الماضية في العديد من لقاءات المركز وبرامجه استشعاراً منه بخطورة هذا الموضوع وأثره على التماسك الاجتماعي ووحدة الوطن ومكتسباته ، حيث بادر في العام 1424 ه إلى عقد اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري في مكةالمكرمة تحت عنوان "الغلو والاعتدال .. رؤية منهجية شاملة" . وأفاد معاليه أن الغلو والتطرف يعود في أصوله إلى مرجعيات فكرية ودينية متشددة يتخذها فكر التطرف أساساً في تجنيد الاتباع والتغرير بالشباب منهم خاصة ، ولذلك فقد عقد المركز ثمانية لقاءات فكرية خصصت للحوار حول تطوير وتجديد لغة الخطاب الثقافي السعودي ، ومراجعته بشكل يؤدي إلى تطويره للوصول إلى خطاب وطني معتدل يعبّر عن طبيعة المجتمع السعودي . وكان موضوع نبذ العنصرية والتطرف والغلو ومواجهة التصنيفات الفكرية وإقصاء الآخر وتعزيز الوحدة الوطنية محاور رئيسية لجميع لقاءات الخطاب الثقافي السعودي، التي شارك فيها عدد كبير من العلماء والمثقفين والمفكرين، ومن جميع الأطياف الفكرية في المملكة.