أيها المارون بين الكلمات العابرة.. احملوا أسماءكم، وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة.. وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء... أيها المارون بين الكلمات العابرة.. منكم السيف.. ومنا دمنا منكم الفولاذ والنار.. ومنا لحمنا منكم دبابةٌ أخرى.. ومنا حجر منكم قنبلة الغاز.. ومنا المطر وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء فخذوا حصتكم من دمنا، وانصرفوا وادخلوا حفل عشاء راقص.. وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء.. وعلينا، نحن، أن نحيا كما نشاء!! أيها المارون بين الكلمات العابرة.. كالغبار المرّ، مرّوا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة خلنا في أرضنا ما نعملُ ولنا قمحٌ نربيه ونسقيه ندى أجسادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا: حجرٌ.. أو خجلُ فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف وأعيدوا الهيكل العظميّ للهدهد، إن شئتم، على صحن خزف.. فلنا ما ليس يرضيكم: لنا المستقبلُ ولنا في أرضنا ما نعملُ... أيها المارون بين الكلمات العابرة.. كدسوا أوهامكم في حفرةٍ مهجورةٍ، وانصرفوا وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس أو إلى توقيت موسيقى مسدس! فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف شعبا ينزف وطناً يصلح للنسيان أو للذاكرة.. أيها المارون بين الكلمات العابرة، آن أن تنصرفوا.. وتقيموا أينما شئتم، ولكن لا تقيموا بيننا آن أن تنصرفوا.. ولتموتوا أينما شئتم، ولكن لا تموتوا بيننا فلنا في أرضنا ما نعملُ ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الأول ولنا الحاضرُ، والحاضر، والمستقبل ولنا الدنيا هنا.. والآخرة. فاخرجوا من أرضنا.. من برنا.. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا من كلّ شيء، واخرجوا.. من ذكريات الذاكرة أيها المارون بين الكلمات العابرة...