بين مقاعد الدراسة وضحكات الفرص خلسة بين درس وآخر وأمان تتأرجح في طفولات الأحلام ومشاجرات حول منبر وحديث ويسدل ستار ربيع الفصول ليبلل الشوق بالحنين وينسج في الخيال مدينة وردية أبوابها تفاصيلها مموهة عذبة في شقاواتها وكبيرة في ملامحها طريق تختصره نظرة عميقة وحلم .. وتزينه رفقة أنس يحجزون في حياتك أماكنهم يعيشون فيها ويملؤون في الروح شغف نألفهم وتتشكل أيامنا فيهم بهم .. معهم .. من ضحكاتهم وكلماتهم مقالب .. ونكات ربما تكون فارغة لكنها تسلينا وتوالت أيامنا .. تغذينا بحلو السبات وتأخذ من أوقاتنا عمرا لها .. حتى أن كان نهاية المشوار .. وانقضت تفاصيل المقاعد وتساقطت في الخريف أوراق وتعذر اللقاء .. برهة .. دون إذن وانطوت في الروح سعادة تأبى أن تعيش واقع إنسان اجتماعي بطبعه ترفض تبادل الأماكن وتتعثر في بطء المسير ليس لها وطن في شعبة الحياة كثير في فراغ وفراغ في امتلاء .. هي .. ذاتي في واقع أرفض فيه المزيد من العلاقات والاندماج في مجتمع لا يحمل ذات الأنفاس حبست في ذكريات الأمس وصداقاته .. إلى أن دُقَّ الباب في غفلة من سراديب الأمان وشرعت النوافذ لعالم جديد وطن في ضجيج الحنين وأنس في غربة حدثوني عن حياة خارج أزمة المقاعد عن فسحة في العمر عن ملاذ عن روح اقتسمت في ثلاثة أنفاس جمعتنا موائد القران وتحدثت عنا مسارح الفكر ترجمتنا فكرة .. تقاسمنا دمعة وتشاركنا فرحة وصنعنا إنجاز .. جسد تغذيه أرواح ثلاثة اتحدت .. وتناسقت في الخير خطانا مواقف وحكايات جميلة وأسرار عظيمة في شيء من السنين تجاوزت كل المعاني في عصبة الأيام تقلبتنا الظروف وتناوبت علينا الأحداث فحينا نجد فينا الأم الحنون بقلبها الكبير وسعة خاطرها وتارة نجد الأخت الكبرى باحتوائها وتفهمها وعمق تفكيرها وحينا تلاحم الصديق وسمته بوقفته الصادقة ونصحه معهما تبدلت حياتي وتغير واقعي للأجمل فأيامي بهما تسير وليس لها استقامة بدونهما .. فالكلمات فيهما قليل والحرف قصيرة قامته أمام سموهما يد لا أنفك أمسك بها واحتاجها مني لكما عمرا عشته فيكما وبكما فأنتما ذاك الصوت الخفي خلف أضلعي الذي بتوقفه تنتهي حياتي *** بقلم / فاطمة سرحان الزبيدي