فشلت الحكومة المدنية في باكستان في اقناع زعيم المعارضة عمران خان بالتخلي عن خطط لتنظيم مسيرة الى العاصمة احتجاجا على ما يزعم أنه تزوير للاصوات في الانتخابات العامة التي جرت في العام الماضي. ويريد خان - وهو لاعب كريكت تحول الى السياسة وينادي بالاصلاح - من الحكومة ان تستقيل وتجري انتخابات جديدة ويخطط لتزعم مظاهرة حاشدة من مدينة لاهور في شرق البلاد الى العاصمة اسلام اباد اليوم الخميس. وخوفا من الفوضى حظرت الحكومة المظاهرة لكن فيما تلوح مواجهة في الافق أعلن نواز شريف ان قضاة المحكمة العليا سيحققون في اتهامات خان. وقال شريف في كلمة اذيعت تلفزيونيا على الامة "إنني احترم حق الاحتجاج في اطار قيود القانون لكن لن يسمح لأحد بزعزعة استقرار البلاد." وينظر الى اقتراح شريف على انه غصن زيتون للمعارضة لكن خان رفض العرض قائلا انه لا يمكنه ان يثق في أي لجنة ما دام شريف في السلطة. وقال "قبل ان تجلس اللجنة القضائية لتبدأ عملها يتعين على نواز شريف ان يستقيل." ومن المرجح ان يسبب موقف خان الرافض لاي تنازلات توترا للحزب الحاكم. ويشعر كثيرون في الحكومة بالقلق من ان خان قد يلقى تأييد أفراد من داخل الجيش القوي الذي يرغب في اضعاف الحكومة المدنية واثنائها عن اتباع سياسات لا يوافق عليها. وينفي خان الاتهامات كما ينفي الجيش التدخل في السياسة. لكن هذا البلد الذي يمتلك أسلحة نووية ويبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة له تاريخ في الانقلابات والاحتجاجات والخصومات السياسية العنيفة.