ناقشت ورش العمل المصاحبة لفعاليات مهرجان العرعر الأول بمحافظة النماص مساء أمس " الظواهر السلبية التي أدت إلى تدهور غابات العرعر وسبل المحافظة عليها " . وحملت الورقة الأولى عنوان " التوزيع الطبيعي لأشجار العرعر والأهمية الاقتصادية " قدمها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم بن محمد عارف أوضح فيها مواقع الغابات الطبيعية في الشرق الأوسط وفي المملكة العربية السعودية ، وأنواع أشجار العرعر في العالم، الذي حددها ب 52 نوعا، وكذلك تصنيف أشجار العرعر في المملكة والمعروف بالفينقي والعرعر، والتوزيع الطبيعي لأشجار العرعر . وأكد أهمية القيمة الاقتصادية لأشجار العرعر التي تؤدي دورا حيوياً في الحفاظ على المياه والتربة ، ووصفها بأنها أهم مصادر الأخشاب الجيدة والمقاومة للآفات مع صلابة خشبها ومحافظتها على نمو الأعشاب ، مؤكدا أن مناطق نمو أشجار العرعر تعدّ مناطق رعوية وتستخدم أخشابها كمصادر للتدفئة ، بالإضافة إلى إيجاد بيئة جمالية جاذبة ومريحة للإنسان بأشكالها الجميلة واخضرارها الدائم , وكذلك تعدّ من مناطق الجذب السياحي. وكشف الدكتور إبراهيم أن أول دراسة علمية أجريت لغابات العرعر كانت عام 1982 بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ، وشملت الدراسة بالتحديد حصر أشجار العرعر وإمكانية الاستفادة منها اقتصاديا ، ولخصت نتائج الدراسة إلى عدة نقاط ومنها حالة أشجار العرعر بشكل عام ،والتفاوت في كثافة الأشجار من منطقة إلى أخرى ، وتفاوت في أطوال وأقطار الأشجار ، ونتج عن الدراسة تحديد أفضل المواقع ومنها جبل ناصر بالنماص وغابة رغدان بالباحة وغابات بللسمر ومن ثم غابة السودة ، لافتا إلى أن الدراسة نبهت إلى الاهتمام بهذه الغابات في وقت مبكر وطرحت عدد من الحلول لهذا الغابات . وأضاف الدكتور إبراهيم أن هناك دراسة أخرى أعدت عام 1984 للدكتور صالح الشمراني ركزت حينها على تدهور المدرجات الزراعية وحذرت الدراسة من الإهمال الذي يؤدي إلى تدهور النظام البيئي لغابات المنطقة الجنوبية الغربية (منطقة عسير بالتحديد) ، بالإضافة إلى دراسة أخرى للدكتور عبدالرحمن حجر الغامدي ناقشت ضعف التجديد لأشجار العرعر ، والمطالبة بأهمية الإكثار من زراعة أشجار بشكل عاجل. وفندت ورقة العمل مشاكل الغابات في المملكة ومنها الإهمال للغابات ، وهجرة السكان لمناطق الغابات مما شكل تهديد حقيقي لها والتي كانت تلقى رعاية غير مباشرة من خلال الاستفادة من الأجزاء الميتة والتخلص منها ، وزيادة الضغوط التنموية على مناطق الغابات بدون تخطيط مما ساهم مساهمة في التدمير والتي شكل أكثر 50 إلى 60من تدهور الغطاء النباتي هو (التمدد العمراني و فتح الطرق وتحويل أفضل المواقع لمنتزهات والمخططات العمرانية ورمي المخلفات ) ، بالإضافة إلى التعديات العشوائية من السكان المحليين على مناطق الغابات وتجزئة المواقع وقطع الأشجار وردم الممرات المائية ، والحرائق ،والجفاف ، وقلة الأمطار . كما ناقشت الورقة الثانية لمستشار وزارة الزراعة المهندس عبده قاسم الشريف حالة الغابات بالمملكة العربية السعودية والغطاء النباتي في جبال السروات والمنحدرات والأسدار والوديان ، حيث عدد الفوائد المباشرة والغير مباشرة للغابات ومنها توفر دخل للسكان المحليين ( الغذاء والسكن والطاقة والدواء ، وتعد المصدر الرئيسي للتنمية الزراعية المطرية المستدامة ، وأكبر داعم للسياحة المحلية وتحافظ على الحياة الفطرية (توفير موطنها وملاذاتها وغذاءها) ، وتحد من التعرية المائية والكوارث( السيول والفيضانات) ، وتوفر الغذاء للحيوانات المستأنسة ، وخفض درجة الحرارة وتقليل فقدان الرطوبة ، وتوفير المواد العضوية ، وتحسين المناخ مما يساعد على تكثف السحب ، وخفض التلوث بامتصاص الغازات الضارة وتقليل الضوضاء بالإضافة إلى فوائد أخرى اقتصادية واجتماعية وطبية. وشرح المهندس الشريف الضغوط التي تعرض لها الغطاء النباتي من تغيرات بيئية (جفاف , تذبذب في درجات الحرارة ,خلل في التوازن الحيوي..الخ) بالإضافة إلى أنشطة بشرية ومن أهمها التوسع العمراني والسياحي , وزيادة عدد السكان , وهجر المدرجات أو المساطب ، وانتشار التحطيب , وإصابتها بالآفات والأمراض والرعي ، والصيد الجائر , وتدمير موائل الحياة الفطرية والتعدين , وإنشاء والطرق ، والتوسع في المنشآت السياحية.وأبان المهندس الشريف أن منتزه عسير الوطني شهد دخول ما يقارب 500 ألف سيارة عام 2004م وأكثر من مليون وثمانمائة ألف زائر من نفس العام مما يؤثر سلباً على النظام البيئي والغطاء النباتي ، وتأثير الطرق على التوزيع الطبيعي لمسارات المياه السطحية ، وإحصائية لعدد حوادث الحريق في الغابات والمزارع في مناطق المملكة ومدى تأثيرها على الغطاء النباتي ،وموت القمم النامية لأشجار العرعر في بعض المواقع.