قد لا يعلم البعض بوجود غابات في المملكة العربية السعودية و لكن ما يخفى على الكثيرين هو أن مساحة هذه الغابات 2,7 مليون هكتار ( أي ما يعادل مساحة أكثر من 6 مليون ملعب كرة قدم ) حسب ما قدرته وزارة الزراعة و تتركز معظم الغابات في مرتفعات الحجاز وعسير و تنتوع ما بين غابات العرعر و غابات الزيتون البري أو مايسمى العتم و غابات السلم أو البلسم و غابات الشورى على شواطئ البحر الأحمر و الخليج العربي . و من أشهر الغابات لدينا غابة العشباء و الحدب و القمعو غيلان و الزرقاء و رغدان و سيحان و الكاحلة ... وغيرها . و لا ينكر أحد أهمية الغابات في حياتنا فهي تحافظ على التوازن البيئي و الموارد الطبيعية المتجددة مثل المياه والتربة والحياة الفطرية والتنوع الأحيائي ؛هذا بالإضافة إلى فوائدها الاقتصادية المتمثلة في إنتاج المواد الخشبية بأنواعها المختلفة والمنتجات الأخرى مثل الزيوت والثمار والأدوية والعسل والمواد العطرية والأعلاف و دعم السياحة و الترفيه عن المواطنين. عالمياً تعتبر الغابات جزءاً من نظام الحياة على كوكب الأرض حيث تلعب دوراً رئيسياً في عملية تنظيم المناخ وتنقية الأجواء من غاز ثاني أكسيد الكربون . تشير الدراسات إلى أنّ الغابات الطبيعيّة كانت تغطى القسم الأكبر من أراضي المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد و لكنها تدهورت و تقلصت مساحتها فخلال النصف الأخير من هذا القرن تعرضت الغابات في المملكة إلى استغلال مكثف بسبب بناء المساكن و المشاريع الاقتصادية و الزراعية و الرعي الجائر ، و في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة حرائق الغابات و أصبحت أكبر خطر يهدد الغطاء النباتي ككل و أشجار الغابات بصفة خاصة ؛ من ضمن أسباب تدهور الغابات أيضاً قلة الأمطار و طول فترات الجفاف . هذه الثروة الغالية تحتاج تضافر الجهود لحمايتها و إعادة تنميتها فمن ضمن الاقتراحات التي يجب مراعاتها من جانب الدولة هو تعيين مراقبين وحراس للغابات ، وإعادة التشجير بهدف إعادة زراعة ما فقد من غطاء نباتي طبيعي ، مقاومة الأمراض والحشرات التي تصيب الأشجار.بالإضافة إلى حصر مناطق الغابات و تحديد أسمائها وتصنيف نباتاتها و وضع العلامات الإرشادية التي تمنع القطع و التشويه و العبث بهذه المواقع . عبدالله شايخ الحارثي طالب دراسات عليا بجامعة الملك سعود.